خبر كيف يجمع جيش الاحتلال معلوماته باستخدام « فيس بوك »و « تويتر »؟

الساعة 05:08 م|16 ابريل 2013

القدس المحتلة

 قالت قائدة في  وحدة "حتسيف" التابعة لوحدة الاستخبارات 8200 في جيش الاحتلال التي تشرف على تحليل محتوى فيس بوك ويوتيوب وتويتر في الدول العربية إن مواقع التواصل الاجتماعي تحولت الى مصدر استخباري مهم بالنسبة للجيش الاسرائليي بالاخص ابان بدء الثورات العربية.

ويعتقد قادة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية "أمان"  أن الأحداث في سوريا وثورات الربيع العربي في تونس ومصر ولبيا حولت شبكة الانترنت إلى ساحة لبلورة السياسيات الخارجية بشكل بعد أن كانت غير موجودة في السابق، وخريطة المنطقة لا تتحدد في المكاتب من قبل  القيادات السياسية و العسكرية وانما يحدث ذلك على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي –فيس بوك ، توتيترـ من قبل نشطاء ثوريين اجتماعيين.

الواقع الجديد يتطلب من الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية التعقب عن قرب ليس فقط المكالمات الهاتفية وتحركات قادة المنظمات التي تصفها بــ "الارهابية" وإنما أيضا متابعة مجموعات الاحتجاج الناشطة عبر فيس وتويتر بالاضافة الى الافلام التي يتم رفعها عبر موقع يوتيوب، وهذا ليس أمرا جديداً لدى الاستخبارات الاسرائيلية التي تتابع بشغف ما يدور على ساحة الانترنت، ولكن الوحدة الاستخبارية التي تتعقب ساحة الانترنت تشير إلى وجهة نظر جيدة في الجيش حول هذه المسألة خصوصاً بالنظر الى استعدد الجيش بالاستثمار بهذه الوحدة المتخصصة باستخبارات الإعلام الجديد.

وقال الرقيب أول "س" قائدة وحدة حسيتف " الاهتزازات في المنطقة في العامين الأخيرين غيرت الواقع عندما اندلعت الثورة في تونس كان معدل تصفح موقع فيس بوك في سوريا 5% ومنذ تلك اللحظة تضاعف هذا الرقم، ليس بالإمكان الانشغال بالاعلام المكتوب والمرئي والمسموع، عن النظر إلى ما يجري في الإعلام الاجتماعي، ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي  توفر فرص لا تحصى ولا تعد لجمع المعلومات على الصعيد الجماهيري،  وهذا جزء مهم لبناء الصورة الاستخبارية".

الى جانب التنصت التقليدي على المكالمات في البلاد العربية وقراءة الصحف، صار يجلس جنود وحدة "حيستف" لمتابعة التغريدات على موقع توتير ويتابعون مقاطع الفيديو التي ترفع على موقع فيس بوك بالاضافة إلى متابعة "المجموعات" على فيس بوك باستخدام برمجيات خاصة، وبواسطة تعقب ما يتم نشره-  وهي مواد غير خاضعة لأي رقابة أو تمويه-  عبر هذه المواقع يتمكن جيش الاحتلال من تكوين صورة عامة عن المزاج الشعبي في العالم العربي.

وأنشأت وحدة حيستف منذ عشرين عاما ضمن وحدة الاستخبارات 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية "امان"، ولكن منذ العامين الأخيرين بدأ تركيز الوحدة بشكل جوهري يتجه صوب رصد شبكات التواصل الاجتماعي.

 وكانت الوحدة مسؤولة في السابق عن مراقبة وسائل الاعلام التقليدية: مثل الصحف والاذاعات وقنوات التلفزة.

وبعد تعزز وجود وسائل الإعلام الحديثة تحولت شبكات التواصل الاجتماعي الى مصدر استخباري مهم للوحدة.

وقال ضابط في الوحدة " في كل قسم في الوحدة هناك المئات من المصادر، هناك من يتابع الصحف اليومية في الدول المستهدفة وهناك من يراقب الاذاعات وقنوات التلفزة، ونحن نحصل على المعلومات من شبكات التواصل الاجتماعي مثل توتير وبالاضافة الى المدونات التي يجمع منها معلومات أكثر عمقا بالاضافة إلى الحصول على تحليلات مهمة".

بالإضافة الى جمع المعلومات العلنية، تجد وحدة حيستف  نفسها مجبرة كي  تتعاطى مع مواضيع خارج نطاق مسؤوليات الاستخبارات العسكرية بشكل عام، مثل قضايا نزع الشرعية عن "اسرائيل".

 ورغم ان الوحدة لا تقوم بنشر أي رسائل دعائية ولكن المعلومات التي تجمعها الوحدة يتم نقلها إلى الجهات الإسرائيلية التي تعمل في مجال الدعاية الإسرائيلية خصوصا في مجال تكذيب ما تصفه الوحدة الدعاية المعادية لــ "إسرائيل".

كما تجمع الوحدة معلومات عبر مواقع التواصل عن الاستعدادات الشعبية لاحياء يوم النكبة أو يوم الاسير وجزء من هذه المعلومات تجمع في الساحة الفلسطينية مثل الدعوات المتعلقة بشؤون الأسرى خصوصا الدعوات الى التظاهرات الاحتجاجية.

وتضم وحدة حيستف المئات من الجنود الذين يتحدثون العربية والفارسية والانجليزية من موظفين مدنيين ومن بينهم دروز واشخاص من مواليد الدول العربية بحسب ما ذكره مصدر في الوحدة.

 ويتطلب العمل في الوحدة اتقان اللغة العربية بمستوى رفيع جداً بما في ذلك اتقان اللهجات المحلية في الدول العربية واللغة العامية.

وبحسب ضباط الوحدة فإن استخدامات فيس بوك في العالم العربي في معظمها سياسية.