خبر عباس يبحث تشكيل حكومة وحدة بعد استقالة فياض

الساعة 08:08 م|14 ابريل 2013

وكالات

بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأحد، مشاورات مع الفصائل السياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد ساعات من استقالة سلام فياض رئيس الوزراء المدعوم من أمريكا والغرب وسط توترات بين الرجلين، وقالت المتحدثة باسم فياض نور عودة إنه استقال ليلة السبت.

وقال المسئول الكبير في فتح عزام الأحمد، والخصم القوي لفياض، للصحفيين في رام الله إن عباس بدأ مشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية من التكنوقراط.

وتابع الأحمد أن عباس، المقرر أن يغادر إلى الكويت، سيواصل في وقت لاحق من الأسبوع الجاري مشاوراته بعد عودته مشيرًا إلى أن المحادثات يمكن أن تستمر لمدة أسبوعين.

وقد تقدم فياض باستقالته لعباس الذي قبلها وطلب من فياض مواصلة عمله كرئيس لحكومة تصريف أعمال حتى يتم تشكيل حكومة جديدة.

وبرز الخلاف بين عباس وفياض منتصف الشهر الماضي بسبب قبول استقالة وزير المالية في حكومته نبيل قسيس الذي أمضى فقط 10 أشهر في منصبه وذلك رغم تمسك عباس به ما أثار غضب واحتجاج الرئاسة.

وقد استقال وزير المالية بسبب خلافات مع فياض على الميزانية، وقال مراقبون إنه شعر بأن فياض وهو خبير اقتصادي مشهور دوليا، قد تدخل في سلطته.

يذكر أن فياض (61 عامًا) والذي تلقى تعليمه في الغرب يحظى بالاحترام على الصعيد الدولي كخبير اقتصادي، كما يحظى بتأييد قوي من الحكومات الغربية.

وعمل فياض على تحسين الشفافية في الشئون المالية للسلطة الفلسطينية ومكافحة الفساد، الأمر الذي عزز الثقة بين المانحين الغربيين أن مساعداتهم ستستخدم بشكل جيد.

إلا أن حركة المقاومة الإسلامية حماس والمنافسين في حركة فتح التي ينتمي إليها عباس لم يرضوا عن فياض، متهمين إياه بأنه دمية أمريكية وموال للغرب.

وأعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عن أسفه لاستقالة فياض.

وأشار فيسترفيله في بيان نشرته الخارجية الألمانية اليوم الأحد إلى التعاون "الجيد المفعم بالثقة" الذي تم مع فياض خلال السنوات الماضية.

وأضاف فيسترفيله أن فياض كان له إسهام كبير في "التقدم العظيم" الذي تم إحرازه في مجال وضع الأسس لكيان دولة فلسطينية.

وأفادت وسائل الإعلام المحلية اليوم بأن الزعماء الغربيين، بمن في ذلك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الفلسطيني مساء الجمعة، ضغط على عباس لعدم قبول استقالة فياض.

إلا أن مراقبين قالوا إن التدخل الأجنبي ربما كان له أثر عكسي- وتسبب في تسريع قرار فياض بالاستقالة، حيث يحاول مواجهة الاتهامات بأنه عميل أمريكي أو غربي.

وأدان الأحمد الضغوط الغربية ووصفها بأنها تدخل في الشئون الداخلية الفلسطينية.

وكان فياض قد واجه احتجاجات واسعة في الضفة الغربية في سبتمبر الماضي بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة، وكذلك إضرابات نظمها موظفو الحكومة بسبب انقطاع الرواتب خلال العام الماضي. وذكر فياض هذه العوامل في خطاب استقالته، وفقًا لمصادر.

ومع استقالة فياض، يمكن أن يقرر عباس تولي رئاسة الوزراء بنفسه، وفقا لتسوية خلال تفاوض مع حماس في محادثات سابقة بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية بين حماس وفتح أو حكومة مصالحة.