خبر حداد بلا تمييز -هآرتس

الساعة 08:56 ص|14 ابريل 2013

بقلم: أسرة التحرير

        في المقبرة العسكرية في جبل هرتسل تجري منذ عقد ظاهرة تتعارض واحدى الافكار الاساس لواضع فكرة دولة اسرائيل: الفصل بين الدولة – وفي هذا السياق، جيشها – وبين الدين. شهداء الجيش الاسرائيلي يتفرقون الواحد عن الاخر في موتهم حسب دينهم. من ليسوا يهودا حسب موقف الحاخامين يدفنون في القطعة المركزية. اما المسيحيون، المسلمون وغيرهم – ففي قطعة جانبية. من كانوا مواطنين من الصنف الثاني في حياتهم في دولة اليهود يصبحون شهداء من الصنف الثاني بموافقة الجيش الاسرائيلي.

        هذه بحد ذاتها فضيحة لا يحتملها العقل. كل من يؤم مقابر الجيش التي حررت اوروبا من ربقة النازيين وفقدت في المعارك الشديدة الالاف وعشرات الالاف يرى بين صفوف الصلبان نجم داود ايضا. اخوة المقاتلين لم تتوقف عند موتهم.

        لا يوجد اي مبرر للتصرف المغاير في اسرائيل. الى جانب اليهود يخدم في الجيش ويسقط ابناء اديان اخرى، او من يعرفون أنفسهم يهودا ولكنهم لا يستوفون مقاييس الحاخامية. المقابر العسكرية يجب أن تكون متساوية وحرة من كل تمييز ديني. لا يجب السماح للمتدينين بان يهددوا باستخدام الفيتو على دفن غير اليهود الى جانب اليهود. فالعائلات المعنية بدفن اعزائها في مقابر اخرى، في بلدات سكناهم مثلا، يمكنهم أن يفعلوا ذلك.

        رئيس الاركان، الفريق بيني غانتس، ابرز الاسبوع الماضي خطوة الفضيحة حين أعلن بانه سيضع علما صغيرا على قبر الشهيد الاخير في جبل هرتسل ولكنه تجاهل آخر الشهداء، الذي لم يكن يهوديا واقصي عن قطعة الدفن المركزية. غانتس رئيس الاركان الاول الذي يركز على القطعة اليهودية، هكذا تصرف ايضا ثلاثة أسلافه، بمن فيهم وزير الدفاع اليوم موشيه يعلون. من هنا فان عادة التفكير المتحجر تقبع في أساس قرارات ذات معنى عام لم يكلف غانتس نفسه اعادة النظر فيها. وفقط في اعقاب النشر عن الحدث، قرروا في الجيش الاسرائيلي ووزارة الدفاع اتباع نظام جديد بحيث يضع رئيس الاركان العلم الصغير على قبر الشهيد الاخير، بصفته هذه، الذي دفن في جبل هرتسل، وذلك الى جانب الشهيد الاخير الذي دفن في القطعة المركزية.

        على دولة اسرائيل أن تتطلع الى المساواة المدنية المطلقة في كل مجالات وجودها. لا مكان للتمييز، لا في الجيش الاسرائيلي ولا في جبل هرتسل.