خبر أسعار الدجاج بالضفة..سياحية!!

الساعة 06:10 ص|14 ابريل 2013

وكالات

أسعار الدجاج بالضفة..سياحية!!

 

قفزت أسعار لحوم الدجاج فوق العشرين شيقلا للكغم الواحد، مسجلة بذلك ارتفاعا غير مسبوق في أسواق رام الله والبيرة وباقي المحافظات، وهو ارتفاع عزي إلى نقص في المعروض يتوقع استمراره حتى حزيران المقبل.

وتشهد أسواق الدواجن وفقا لتقرير لصحيفة الحياة الجديدة تذبذبا لافتا في الأسعار يتراوح بين 17,5 شيقل ويصل حتى 22 شيقلا على أطراف مدينتي رام الله والبيرة، ويباع الكليو بريشه بين 14.5 و15.5 شيقل داخل المدينتين، فيما يبيعه المزارع حيا بـ 13 شيقلا للكيلو.

ويزيد السعر الحالي بنحو 30 % عن السعر الاسترشادي الذي حددته وزارة الاقتصاد الوطني وهو (15 شيقلا للكيلو)، الأمر الذي أثار حفيظة المستهلك وجمعية حماية المستهلك التي سارعت لمطالبة الجهات المعنية بفرض الالتزام.

وبدأت موجة الغلاء الجديدة ونقص المعروض الخميس قبل الماضي حيث اغلقت أغلب المحال التجارية في المدينتين أبوابها بعد الظهر بعد نفاد الكميات الأمر الذي قابله ارتفاع متفاوت في الأسعار.

ويعيد قائمون على المسالخ والمزارع وجمعيات المربين والتجار والباعة الارتفاع الجديد لارتفاع كلفة الإنتاج، ونقص في الصوص اللاحم من عمر يوم، ومرض «نيوكاسل» الذي فتك ببعض المزارع إضافة لتداعيات موجة الفيضان والبرد التي أتت على مزارع وكبدت أصحابها خسائر أفقدتهم القدرة على الاستمرار.

وتتذمر المواطنة سارة الخطيب من بلدة حزما من أسعار الدجاج التي وصفتها بغير العادلة وفوق قدرة المستهلك الشرائية قائلة: الأسرة تفضل غالبا اللحوم البيضاء لعدة أسباب منها اقتصادية.

وتضيف سارة: في مواجهة ارتفاع الأسعار الكبير وللحد من تداعياته قررت تقليص المشتريات من لحوم الدجاج أو ربما تقليص عدد الوجبات الأسبوعية التي يدخل الدجاج في اعدادها إلى أن تعود الأسعار إلى طبيعتها.

عبد الله سرية ضابط في الأمن الوطني يسكن في بيتونيا ويعيل أسرة من 8 أنفار يقول: «أنا شخصيا لا أفضل لحوم الدجاج، والأسرة كذلك، لكن جنون أسعار اللحوم الحمراء التي يتراوح ثمن الكيلو الواحد منها بين 75 و80 شيقلا تدفعنا للاعتماد على لحوم الطيور لتوفير البروتينات الحيوانية، لكن ارتفاع أسعارها المتواصل يمس بقدرتي كموظف على توفيرها.

ويضيف سرية: أنا أسكن في بيت مستأجر، ولدي ولدان في الجامعة الأمريكية والقدس المفتوحة وتلاميذ في المدارس، وفواتير وغيرها. ويتابع: «الأسعار في ارتفاع والفاتورة تقصم الظهر ولا أحد يفكر بمصالح المستهلك».

ويتساءل سرية عن دور وزارة الاقتصاد الوطني التي سبق أن أعلنت غير مرة عن أسعار استرشادية للسلع الأساسية، وعن الجهة المخولة بفرض الأسعار والرقابة على الأسواق.

ويبلغ معدل استهلاك الفرد في الضفة الغربية 16 دجاجة للفرد سنويا، و12 دجاجة في قطاع غزة، وتستهلك الضفة 36 - 40 مليون دجاجة، وغزة 19 مليون دجاجة سنويا.

أشرف زلوم صاحب مزرعة تربية دواجن نموذجية في بلدة بيتونيا تنتج 30000 طير كل دورة وصاحب مول زلوم للدواجن وعريق في مجال المهنة يقول: أزمة ارتفاع الأسعار ناجمة عن ارتفاع كلفة الإنتاج ونقص المعروض من الدجاج اللاحم والصوص من عمر يوم في السوق.

ويبلع سعر طن العلف للدجاج اللاحم 2700 شيقل، وسعر الصوص اللاحم من عمر يوم 4.5 شيقل فيما يبلغ سعر بيضة التفقيس 2.5 شيقل، ويحتاج طير الدجاج 45 يوما كي يكون جاهزا للبيع في المعدل، يأكل خلالها 3 كغم من العلف يزيد سعرها على 11 شيقلا، فيما يبيع المزارع الكغم بريشه اليوم بـ 13 شيقلا.

ويقول زلوم: لدي ثلاثة بركسات نموذجية جاهزة لكنها خاوية. توقفت خلال هذه الدورة عن تربية طيور بسبب تدني السعر وارتفاع سعر التكلفة، حتى في ظل الارتفاع، فان السعر غير مربح للمزارع عندما يضاف ثمن الصوص والعلف الى النجارة والكهرباء والماء وأجور العمال، اضافة الى الفاقد بسبب نفوق الطيور والمرض والعلاجات، حيث توقفت مزارع كثيرة وعجز مربون عن العودة للعمل اثر الفيضانات وما سببته من خسائر أفقد صغار المربين الاستمرار، فيما وزارة الزراعة لا تحرك ساكنا ولا تعوض المتضررين.

المزارع يبيع انتاجه من الدجاج الحي في ظل ارتفاع الأسعار بـ 13 شيقلا للكيلو، وهو ثمن يقول زلوم انه بالكاد يحقق أرباحا للمزارع ولكنه لن يعوضه عن الخسائر التي مني بها خلال الشهور الثلاثة الماضية التي اجبرت كثيرين على التوقف عن تربية دورات جديدة، ما دفع تجار في المدينتين للبحث عن ضالتهم من مزارع وتجار في محافظات اخرى.

ويقدر زلوم وتجار آخرون ان أكثر من 40 % من مزارع محافظة رام الله والبيرة توقفت عن العمل بسبب الأضرار، أو بانتظار ارتفاع درجات الحرارة لتقليل النفوق والأمراض بين الطيور، وتقليل كلفة الانتاج. ويبلغ متوسط نسبة النفوق في مزارع اللاحم نسبة 10 %، وهناك حاجة لإنتاج 40-44 مليون صوص لاحم سنويا في الضفة و21 مليونا في قطاع غزة.

 

ويعزى النقص في الطيور الى نقص في الفقاسات، إذ يوجد في الضفة 17 فراخة تنتج 96 مليون بيضة تفريخ سنويا، إلا أن الطاقة المستغلة للانتاج سنويا تتراوح بين 52-57 %. وحسب احصائية قطاع الدواجن الفلسطيني، فان الطاقة الانتاجية لمزارع أمهات الدجاج اللاحم في الضفة عام 2011 بلغت 52 مليون دجاجة، وهذا يعني وجود فائض بنحو 10 ملايين دجاجة سنويا.

ويبيع صاحب متجر دواجن الأمعري الكيلو بريشه بـ 14.5 شيقل، ويقول ان السعر غير مجد وبالكاد يسد النفقات. ويضيف: أجد صعوبة منذ أيام في توفير الاحتياجات من مزارع حول رام الله، والطلبيات تتأخر وفي النهاية تحصل على نصف الطلبية وأقل. ويتابع: نذهب الى مزرعة ونطلب 20 قفصا، يقولون: يكفي 5 أو 10، نريد تلبية جميع الطلبات ولا دخل لنا في الارتفاع.

إبراهيم صاحب ملحمة الأمين القائمة الى جوار مسجد جمال عبد الناصر يعرض جانبا لتداعيات ارتفاع الأسعار الذي يعفي نفسه والتجار من مسؤوليته وعن شح المعروض في ظل سوق حرة تقوم على معادلة العرض والطلب قائلا: «المواطنون يأتون للسؤال عن السعر، البعض يخرج دون شراء والبعض الآخر يكتفي بشراء نصف الكمية التي طلبها أو التي اعتاد على شرائها».

ويقول مواطنون ان ارتفاع الأسعار يأتي في ظل جيوب خاوية وتقاعس وزارة الاقتصاد الوطني عن فرض الأسعار والزام الباعة بالتقيد بالأسعار الاسترشادية، فيما تقول الوزارة انها تقوم بجهد كبير لالزام التجار بالحد المسموح به بالأسعار وتتخذ العديد من الاجراءات بحق المخالفين.

والاقتصاد الفلسطيني هو اقتصاد حر لا تستطيع الوزارة اجبار التجار على سعر معين، لكن هناك سقف أعلى للأسعار تم الاعلان عنه من قبل وزارة الاقتصاد الوطني تعمل على الزام التجار به.

جمعية حماية المستهلك، تقول إنها تلقت شكاوى، حول ارتفاع أسعار الدواجن بصورة مبالغ فيها، وبما يفوق القدرة الشرائية للمستهلك. وأوضحت الجمعية في بيان أنها تابعت الأمر لدى مربي الدواجن، وأصحاب المسالخ والباعة، واتضح لها أن الأمر يتعلق بنقص كمية الدواجن المعروضة في الأسواق، التي لا تلبي حجم الطلب، واحتياجات المواطنين، الأمر الذي أدى لرفع الأسعار. وطالب رئيس جمعية حماية المستهلك، صلاح هنية، بضرورة تشديد الرقابة على السوق.

ويتوقع مدير الجمعية التعاونية لمربي الدواجن بمحافظة رام الله والبيرة عثمان الديك، استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الدواجن حتى بداية شهر حزيران المقبل نتيجة لاستمرار النقص في الأمهات المنتجة للصيصان عمر يوم، حيث تعمل الحاضنات في الضفة بنحو 50 % من طاقاتها الانتاجية.

وقال الديك: اسرائيل تعاني من النقص في الأمهات المنتجة للصيصان، نتيجة عدة عوامل منها اصابتها (الأمهات) بالأمراض الموسمية كمرض (نيوكاسل) بالاضافة للعرض والطلب والمناسبات.

وتستهلك محافظة رام الله والبيرة 400-500 ألف طير شهريا، أي نحو 30 % من مجمل انتاج الضفة من اللحوم البيضاء. لكن في ظل الأزمة الحالية لا تتعدى الكمية المعروضة 150000 طير. وقال الديك إن الجمعية توفر 100ألف إلى 110000 طير شهريا.

وقال الديك: المستهلك هو المتضرر من الأزمة بينما التاجر والمزارع مستفيدان منها. واضاف: سعر كيلو الدجاج اللاحم يباع في الأسواق والمحال التجارية بـ 19-20 شيقلا الآن، بينما سعر الجمعية 17,5 شيقل, كما ان بقية محافظات الوطن تعاني من الأزمة، وقبل اسبوع أحضرنا من محافظة جنين كميات من الدجاج اللاحم, مضيفا ان اللحوم البيضاء كانت الملاذ الوحيد للفقراء، اما الآن فقد تختفي عن موائدهم في حال استمرار ارتفاع أسعارها.

ويصنف محمود فطافطة مدير دائرة الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة الوضع بـ «أزمة دجاج اقليمية». وقال: النقص يعود الى ضعف القدرة الانتاجية للأمهات المنتجة للصوص (الفقاسات) ما اضطر أصحابها للتخلص من جزء منها، وبالتالي ادى ذلك إلى عدم قدرة الفقاسات توفير كميات الصوص المطلوبة للتربية، وهذا الأمر ليس في فلسطين فحسب، وانما في جميع دول المنطقة وحتى تركيا, علما أن المجال مفتوح أمام التجار لاستيراد صيصان من عمر يوم وبيض للتفريخ من خارج الوطن، لكن لم يتقدم أحد لوزارة الزراعة للحصول على اذن الاستيراد حتى اللحظة.

ويشير فطافطة إلى ان تاجر الدجاج اللاحم هو المستفيد الأكبر والذي يحدد هامش ربحه، منوها إلى ان سعر تكلفة الدجاجة حتى عمر 45 يوما لا يزيد على 10 شواقل، لكن التاجر ييبعه لتجار المفرق وأصحاب الحوانيت بسعر أعلى ليصل للمستهلك بـ 19 - 20 شيقلا.

ونوه فطافطة الى ان وزارة الزراعة لا يمكنها التدخل لدى التجار لتخفيض الأسعار لان هذا ليس مجال عملها وعلاقتها مع المزارع (مربي الدجاج) لا دخل له في رفع وتحديد أسعار الدجاج للمستهلك.

وحسب فطافطة تستهلك الضفة 4-7 ملايين طير دجاج حي شهريا.