خبر صلاة الطريق-معاريف

الساعة 08:19 ص|11 ابريل 2013

صلاة الطريق-معاريف

بقلم: روعي لحمنوفيتش

مستشار استراتيجي ومحاضر اعلام في كلية سفير وفي جامعة بار ايلان، ناطق بلسان شاس سابقا

        (المضمون: الصيغة الجديدة لترتيب الصلاة في المبكى نشأت بالحوار وليس بالجدال. هذا تغيير مبارك ينبغي الامل بان يكون بداية طيبة - المصدر).

        صيغة رئيس الوكالة اليهودية نتان شيرانسكي في موضوع التعريف المتجدد لحائط المبكى كمجال صلاة هو ثورة. ليس أقل من ذلك. فقد عرفت الصيغة من جديد في واقع الامر الكنيس الاقدم في العالم بانه ذو ثلاث ساحات: ساحة الرجال وساحة النساء التقليديتين، وساحة جديدة، مختلطة او ربما الاصح "العائلية".

        والمعنى يتجاوز بكثير الجانب الفني. فقد أعادت الصيغة تعريف مكان رسمي لمن كان حتى الان خارج الاجماع الارثوذكسي. واذا اخترنا استخدام تعابير السؤال من عالم ديني آخر فنقول ان اليهودية كانت "طائفة" قبل صيغة شيرانسكي وباتت بعد هذه الصيغة مثابة "كنيسة". حتى صيغة شيرانسكي كان الافراد هم من نال حق المشاركة، ومن لحظة اقرار الصيغة سيأتي الجموع.

        مشوق أن نفحص اذا كانت السابقة ستشكل اساسا لمطالبات مشابهة في مواقع اخرى في المستقبل. وقد فتح نتان شيرانسكي في واقع الامر الباب، وليس بشكل احادي الجانب بل في ظروف ينجح فيها في ادخال كل الجهات الى الاجماع. وقد أظهر التفكير الاكثر جدة الحاخام شموئيل رابينوفيتش، حاخام الاماكن المقدسة – حاخام اصولي، كما يجدر التشديد. لقد فهم الحاخام رابينوفيتش بانه اذا بادر الى حملة ضد مبادرة شيرانسكي، اذا سعى الى إثارة الحرب العامة وقاد الجمهور الاصولي الى وسط عاصفة اخرى، فان يده ستكون السفلى. ولهذا فقد أبدى الحاخام رابينوفيتش المبادرة وتعاون بشكل هادىء بهدف العمل من الداخل وتقليص الضرر الذي كان يمكن ان ينشأ، بالنسبة له لو انه لم ينصت للحديث.

        اذا كانت الساحة المختلطة ستكون بالتوافق في منطقة قوس روبنزون، ولا تلمس حجارة المبكى، فمن ناحية الحاخام رابينوفيتش يعد هذا انجازا. والسؤال هو كيف سيعقب بلاط الحاخام رابينوفيتش، كيف سيعقب العالم الاصولي، كيف سيعقب الاعلام الاصولي. وأنا أدعو كل الزعامة الحاخامة، الجماهيرية والسياسية الاصولية الى تعزيز الحاخام شموئيل رابينوفيتش على رؤيته البرغماتية.

        الدراما في صيغة المبكى تتجاوز المسألة موضع البحث. تعالوا لنرى من هي الجهات التي تعنى بالمهامة: رئيس الوكالة الذي يمثل فكر يهود العالم، نائب الوزير الحاخام ايلي بن دهان الذي يمثل الصهيونية الدينية، الحاخام شموئيل رابينوفيتش الذي هو جزء من العالم الاصولي ورئيس وزراء اسرائيل الذي يفترض ان يتبنى الصيغة. في واقع الامر تبين لنا أنه يمكن حل نزاعات قابلة للتفجر ولها قدرة على هز المجتمع في اسرائيل، من خلال الحوار. وهذا تغيير منعش.

        ينبغي الامل بان أحدا لن يفزع من ذلك. السؤال الوحيد المتبقي هو اذا كان ممكنا الوصول الى توافق من هذا القبيل قبل الصراعات العامة، بحوارات أولية مسبقة وليس فقط بعد وقوع الازمات.

        اضافة الى ذلك، ماذا سيكون مصير تغييرات يرغب البعث في احداثها في الارثوذكسية: استدعاء النساء، احاطات ثانية للنساء، امرأة ترغب في أن تتلو صلاة اليتيم اذا كانت حزينة وحيدة وغيره. نعم، ثمة من يعد مجرد التفكير في خطوات من هذا القبيل ما يدعوهم الى الخروج