خبر أمن سرايا القدس يُسلط الضوء على أخطر آفات اللسان !!

الساعة 07:22 ص|11 ابريل 2013

الاعلام الحربي

تُعد ظاهرة الثرثرة من أكثر الآفات التي تحدق بخطرها على الإنسان والمجتمع ككل, كونها ظاهرة منبوذة تحمل في ثناياها أضراراً أمنية جسيمة لا تحمد عقباها.

ويتجاهل الكثير من عموم الناس مخاطر الإدلاء بمعلومات تتعلق بالمقاومة خلال مجالس الثرثرة التي لا تجني ثماراً, وهي فرصةً ثمينة للعدو لصيد المعلومات عبر عملائه وأساليبه المتطورة.

وللحديث بتوسع في هذا المجال, استضاف موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس "أبو عبد الله" أحد قادة جهاز أمن سرايا القدس والذي بدوره أكد على أن ظاهرة الثرثرة تنم عن الجهل الأمني الواسع لدى الشخص الذي يتسم بهذه الصفة السلبية التي تُقدم للعدو معلومات أمنية تخص المقاومة على طبق من ذهب.

وقال: "بعض المعلومات الخطيرة والحساسة، فشل العدو الصهيوني بالحصول عليها من خلال التحري الدائم والمراقبة والتصنت, استطاع وبكل أسف الحصول عليها من خلال جلسات المثرثرين الذين يقدمون بطلاقة كل المعلومات الذين هم على دراية بها ".

وأضاف لـ"الإعلام الحربي": "كون المجتمع الفلسطيني مجتمع مُقاوم, فالحديث عن المقاومة دارج على السنة المواطنين في مجالسهم وحواراتهم ونقاشاتهم, ولكن يجب أن يكون هذا الحديث في الإطار العام دون الحديث عن الخصوصيات والمعلومات الأمنية التي قد تنتشر بين أوساط الناس مما يسبب في كشف المجاهدين وتسهيل دور العدو في استهدافهم".

وعن الأسباب التي تدفع البعض للثرثرة في شؤون المقاومة , قال "أبو عبد الله" : معظم أسباب الثرثرة تعود لعوامل نفسية داخل الإنسان ومنها:

·    إظهار العلم والمعرفة ببواطن الأمور:  فالثرثار يدعي الفقه والتشدق بالمعرفة , وقد عبر عن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : "وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم عني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون".

·    الجهل: الثرثار إنسان جاهل يغطي جهله بكثرة الكلام,  وربما لم يستطع الثرثار أن يوصل فكرته بكلمات قليلة ، وقد قيل : "الحكيم من يتحفك بمعان كثيرة في ألفاظ قليلة، والثرثار من يضجرك بمعان قليلة في ألفاظ كثيرة".

·    ضعف الإيمان والتساهل في الكذب:  حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " أخرجه مسلم ، وأيضاً قال رسونا الكريم " إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها المجلس ، يهوى بها أبعد ما بين السماء والأرض ، وإن المرء ليزل على لسانه ، اشد ما يزل على قدميه"- البيهقي.

·        العجب والفخر والزهو، وذلك بإظهار علمه بشيء لا يعلمه غيره .

 

·    ضعف الشخصية واهتمامها بصغائر الأمور: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" - صححه الألباني.

·        قلة الوعي الأمني والسذاجة وخاصة بالحديث عبر الجوال والانترنت وغيرها .

·        العمالة: فالعميل قد يدفع البعض للثرثرة للحصول على المعلومات .. وسيأتي تفصيل ذلك لاحقا.

وأكد القيادي بأمن السرايا أن الثرثرة تحمل الكثير من المفاسد للإنسان والمجتمع ككل, ولخصوصية الحالة الفلسطينية فالمفاسد اشد خطراً, لان العدو يسعى للحصول على المعلومات الخاصة بالمقاومة ونشاطها وأعداد المقاومين وعتادهم وتحركاتهم.

واستطرد لـ"الإعلام الحربي" قائلاً : "رصد جهاز أمن سرايا القدس العديد من حالات العملاء الذين أوكل إليهم جهاز الشاباك الصهيوني مهمة جمع المعلومات عبر الاستدراج الكلامي لعدد من السذج والعامة بعدة طرق"، منها:

·        طرح موضوعات للنقاش ، ومن ثم الانسحاب من النقاش والاكتفاء بالاستماع وحفظ المعلومات عبر أجهزة تنصت أو عبر الذاكرة .

·        الزج بأسماء بعض المطلوبين والمجاهدين في الحديث وترك المجال للناس لذكر معلومات عنهم .

·    استفزاز بعض السذج ممن ينتمون للفصائل المجاهدة عبر تصغير عمل تنظيماتهم ومن ثم ترك المجال لهذا الشخص بالحديث عن إمكانيات تنظميه الذي ينتمي اليه .

·        بناء علاقات مع بعض المجاهدين أو أفراد عائلاتهم ونسج علاقات ثقة معهم ومن ثم استدراجهم للحديث .

وأسدل "أبو عبد الله" القائد في جهاز أمن السرايا الستار عن بعض حالات الثرثرة التي استفاد منها العدو الصهيوني ومنها:

·    ثرثرة أودت بأخيه: العميل " ع " أوكل إليه ضابط المخابرات مهمة توطيد علاقة مع أخ أحد المجاهدين، وبالفعل قام العميل بذلك ونسج علاقة صداقة مع ذلك الشخص لفترة طويلة، لم يحاول خلالها إسقاطه " فهذا ليس الهدف" ، إلا أن وصلت هذه العلاقة للحديث في الأمور الخاصة حتى استطاع العميل معرفة موعد تردد المجاهد المطلوب على منزله ونوع وسيلة المواصلات التي يستقلها ومن خلال ذلك قام العدو باغتياله .

·    ثرثرة على الهاتف: خلال حرب عام 2008 – 2009 على غزة كثرت الهواتف على فئات متعددة من شعبنا بحجة التضامن من دول عربية، رصد خلال إحداها مكالمة بين إحدى النساء مع امرأة ادعت أنها متضامنة تسأل عن أحوال شعبنا وتطمأن على المقاومة فكان رد المرأة "الثرثارة " : معنوياتنا في السماء ومقاومتنا بخير وخلف منزلنا يوجد صواريخ معدة للإطلاق، فانقلبت لهجة المتصلة وقالت لها : أخرجي من المنزل فسيتم قصفه خلال 5 دقائق، وبالفعل قصف المنزل بعد فترة قصيرة.

·    تعصب تنظيمي : العميل" م " اعترف أنه استطاع معرفة العديد من إمكانيات إحدى الفصائل عبر استفزازه لأحد أفرادها خلال تصعيد في الأعوام السابقة، وقد اعترف العميل أنه كان يتعمد ذكر دقة صواريخ إحدى التنظيمات وإنجازاتها خلال التصعيد أمامه للحديث عن إمكانات تنظيمه واستعدادها للمواجهة  .

وشدد "أبو عبد الله" على ان الثرثارين في أمور المقاومة وإمكانياتها وأسماء مجاهديها وأماكن إطلاق الصواريخ ...... يتم وضعهم في دائرة الشبهة والملاحقة والمسالة من قبل الجهات الأمنية المختصة والتي هي على تنسيق دائم مع فصائل المقاومة.

وحذر القائد في جهاز أمن السرايا المجاهدين من الثقة العمياء في الآخرين ودعاهم للتحلي بالسرية والكتمان وعدم البوح في أي معلومة تخص العمل العسكري أو نشاطات الحركة إلا لأصحاب الشأن والمختصين.

وسرد "أبو عبد الله" مجموعة من التوصيات للإخوة المجاهدين وهي:

·        التزام الهدي النبوي في الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "امسك عليك لسانك".

·        الثقة لا تعني الحديث في الأمور الشخصية والتنظيمية .

·        المعرفة على قدر الحاجة ، ولا تعطى إلا لأصحاب الاختصاص .

·        الحذر من الانجرار وراء الاستفزازات اللفظية

·        إخلاص النية مع الله عز وجل وعدم الإعجاب في الأقوال والأفعال.

·        لا تكن أداة لنشر الشائعات : يقول عز وجل "إِنَّ  ٱلَّذِينَ  يُحِبُّونَ  أَن  تَشِيعَ  ٱلْفَـٰحِشَةُ  فِى  ٱلَّذِينَ  ءامَنُواْ  لَهُمْ  عَذَابٌ  أَلِيمٌ  فِى  ٱلدُّنْيَا  وَٱلآخِرَةِ".

ولفت إلى أن أجهزة أمن العدو تنزرع في أوساط الثرثارين في مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" و "تويتر" وغيرها, وتحصل على معلومات بالغة الخطورة عن نشاطات المقاومة من خلالهم بسبب سذاجتهم وقلة الوعي الأمني لديهم.

وفي ختام حديثه لـ "الإعلام الحربي" دعا القائد بجهاز امن السرايا "أبو عبد الله" المجاهدين لتوخي الحيطة والحذر واليقظة، لان العدو يتربص بهم بكل الوسائل والأساليب. مؤكداً أن جهاز أمن السرايا يواصل حملات التثقيف والتوعية للمجاهدين عبر شتى الوسائل في كافة المجالات المتنوعة.