بعد قرار نقابة أساتذة أيرلندا بمقاطعة (إسرائيل)

خبر « مقاطعة (إسرائيل) » تواصل حصد الإنجازات التاريخية مجدداً

الساعة 08:55 ص|10 ابريل 2013

وكالات

كان قرار نقابة الأساتذة الأيرلنديين، التي ينتمي لها 14 أستاذًا، غير مسبوق على الإطلاق في تاريخ أوروبا ودول الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص: مقاطعة (إسرائيل) وبشكل كلي وإلزامي لجميع المنتمين للنقابة! لم يأتِ هذا الإنجاز التاريخي من فراغ بطبيعة الحال، فقد كان بمثابة إنجاز إضافي يحتسب في رصيد كل من حملة مقاطعة (إسرائيل) أكاديمياً وثقافياً، بالإضافة إلى الحملة الوطنية لمقاطعة (إسرائيل)، فضلاً عن العديد من المؤسسات والناشطين الذين دعموا جميعاً هذا التوجه داخل أوروبا وخارجها.

و خلال السنوات الأخيرة، استطاعت حملة المقاطعة المستمرة ضد (إسرائيل) تحقيق إنجازات تاريخية، من بينها أن العديد من المؤسسات الأوروبية قررت سحب استثماراتها من مؤسسات إسرائيلية، أو تقوم بتنفيذ مشاريع استيطانية داخل أراضي السلطة الفلسطينية المحتلة، مما يعني بطبيعة الحال أن الاحتلال الإسرائيلي تلقى خلال يومين أكبر ضربتين خطيرتين في تاريخه: إحداهما على الصعيد الإلكتروني من خلال الاختراقات الإلكترونية، والأخرى على الصعيد الأكاديمي الدولي.

إنجاز "فلسطيني" بامتياز!


يقول عضو اللجنة الوطنية لمقاطعة (إسرائيل)، الدكتور حيدر عيد: "..المشكلة أن وسائل الإعلام بشكل عام والفلسطينية على وجه الخصوص تعاملت مع الخبر وكأن الأساتذة الأيرلنديين قاموا بهذا الأمر من تلقاء ذاتهم، فيما أن حقيقة الأمر مختلفة تماماً: لقد جاء هذا الأمر كحصاد لجهد مستمر منذ سنوات من قبل اللجنة الوطنية لمقاطعة (إسرائيل)، ولجنة مقاطعة (إسرائيل) أكاديمياً وثقافياً، إذ بدأت الخطوة بإقناع بعض الجامعات بقطع علاقاتها، حتى وصلنا إلى هذا الإنجاز الكبير اليوم ".

ويستمر د.عيد بإيضاح وجهة نظره أكثر بالقول: " لقد شهدت العديد من الجهات الدولية بإنجازاتنا، حتى أن القس الجنوب إفريقي، ديزموند توتو قد قال لنا بالحرف الواحد: إنكم استطعتم في سنوات معدودة أن تحصدوا ما حصدنا بعد ثلاثين عاماً من النضال! بل إن الاعتراف جاء على لسان الاحتلال الإسرائيلي نفسه، عندما أكد خلال مؤتمر هرتسيليا عام 2010 أن "حملة المقاطعة" تشكل خطراً حقيقياً على وجود (إسرائيل)، وبالتأكيد لم يأتِ هذا الاعتراف من فراغ ".

ويشير د. عيد إلى أنه بالرغم من إنجازات حملات المقاطعة الكبيرة على الصعيد العالمي، إلا أن هذه الحملات لا تلقى تبنياً أو حتى دعماً رسمياً فعلياً على الصعيد الرسمي الفلسطيني، مضيفاً: " برغم قلة الإمكانيات المتاحة، وعدد الناشطين في هذا المجال على الصعيد الفلسطيني، فإن حملة مقاطعة (إسرائيل) استطاعت تحقيق إنجازات كبيرة: فقد قررت جامعة جوهانسبيرغ، التي تعد واحدة من أفضل 500 جامعة بالعالم، مقاطعة المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، كما أن اتحادات نقابات العمال في كل من إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا وجنوب أفريقيا قررت مقاطعة (إسرائيل)! وهي إنجازات تاريخية وغير مسبوقة بأتم معنى الكلمة ".

ومن ثم يستطرد بالقول: " ولكن ينبغي علينا أن نعي هذه النقطة جيداً: لقد ربحنا الجولة، لكننا لم نربح معركتنا بعد، إذ علينا الاستمرار في هذا الطريق الطويل الذي يحتاج إلى جهودنا جميعاً لنيل المزيد من الإنجازات. إن أيرلندا لم تكن انتصارنا الأول، وبإذن الله لن تكون انتصارنا الأخير ".

أوقفوا "التطبيع الأكاديمي"


مما هو جدير بالذكر أن نص القرار التاريخي قد طالب أعضاء النقابة بإنهاء عملهم مع الإسرائيليين، والتوقف عن أي تعاون مشترك في المجالين الثقافي والأكاديمي مع (إسرائيل)، بما في ذلك التوقف عن تبادل المعلومات، والطلاب أو أي تعاون آخر في مجال الأبحاث الأكاديمية، علاوة على ذلك، شمل القرار أيضا، بندا يدعو الإطار الأم لنقابة المعلمين الايرلنديين وهو (مؤتمر المنظمات المهنية)، لـ"تعزيز حملاته لفرض المقاطعة، والامتناع عن استثمار أي ميزانيات في "دولة الفصل العنصري (إسرائيل)"، إلى أن تقوم الأخيرة بوضع حد للحصار غير القانوني على قطاع غزة، ووقف احتلالها غير الشرعي للضفة الغربية، وان تقوم بتطبيق قواعد القانون الدولي، وقرارات نقابة الأمم المتحدة بهذا الشأن".

" الميزة في هذا القرار من قبل نقابة أساتذة ايرلندا انه "إلزامي" لجميع أعضاء النقابة بلا استثناء، إذ أنه ولأول مرة تتخذ هذه النقابة قراراً بهذه الصيغة الملزمة، وهو أمر أزعج الإسرائيليين بشكل كبير ".. المتحدث لـ"فلسطين" هذه المرة هو مدير المكتب الإقليمي لمجلس العلاقات الأوروبية الفلسطينية، الدكتور رامي عبدو.

ويتابع قائلاً: " لقد كانت أيرلندا الدولة الأوربية الوحيدة التي اتخذت مواقف متوازنة ومعقولة فيما يخص القضية الفلسطينية، كما أنها دعمت ولعقود القضية الفلسطينية، بحكم أن كلا الشعبين الفلسطيني والأيرلندي ذاقا ويلات الاحتلال، إذ أن أيرلندا احتلت لمئات السنين من قبل الانجليز. ومن هنا، فإن المواقف الأيرلندية كانت داعمة لنا وبشكل كبير ليس على الصعيد الرسمي فحسب، بل وعلى صعيد مؤسسات المجتمع المدني، والصعيد الشعبي أيضاً ".

كما شدد د. عبدو على أن المقاطعة الأكاديمية والتعليمية لـ(إسرائيل) ينبغي أن تعزز وبشكل أكبر في كافة دول العالم، معبراً في ذات الوقت عن استنكاره لوجود لقاءات "تطبيعية" لا زال العديد منها مستمراً حتى الآن بين أكاديميين فلسطينيين وعرب حدثت في كل من النرويج وإسبانيا وبعض الدول العربية، بل وحتى داخل دولة الاحتلال ذاتها، مطالباً بإنهاء "هذه اللقاءات المخزية"، وتجريم القائمين عليها والمتورطين بها.

ويواصل عبدو: " إن مهمتنا الآن ليس تعزيز تحالفاتنا مع شركائنا في النضال من أجل تحقيق المقاطعة الكاملة لـ(إسرائيل) فقط، بل وأيضاً تعزيز علاقاتنا معهم بشكل متين وقوي، حيث ينبغي إقامة علاقات متينة ما بين الجامعات الغربية والأجنبية بشكل عام من جهة مع الجامعات الفلسطينية. وقد يفاجئك أن مكسبنا الوحيد تقريباً في الساحة الأمريكية هو حركة المقاطعة التي يتبناها الأساتذة والطلاب الأمريكيون! مما يتطلب منا إنجاز استراتيجية عمل مشتركة تضمن الاستمرار في نيل المزيد من الإنجازات ".