خبر خطة كيري - يديعوت

الساعة 08:34 ص|09 ابريل 2013

ترجمة خاصة

خطة كيري - يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: حسب موظفين كبار في الخارجية الامريكية، فان لدى الامريكيين قريبا من الصدر خطة اصيلة مشكوك ان تتمكن الحكومة الجديدة في اسرائيل من هضمها - المصدر).

يحاول وزير الخارجية الامريكي الجديد جون كيري حمل اسرائيل والفلسطينيين الى لقاء رباعي في الاردن. اما الرد الذي تلقاه من ابو مازن، حاليا على الاقل، فهو سلبي تماما.

في لقاء عقد بينهما أول أمس أوضح رئيس السلطة بانه الى أن تتخذ اسرائيل خطوة هامة ما – فانه لن يذهب الى اي محادثات. لا في الاردن ولا في أي مكان آخر. وكي يستفز اسرائيل ويتحدى كيري أكثر، أعلن ابو مازن علنا ايضا بانه يطالب بان يرى قبل كل شيء خريطة التسويات الاسرائيلية، وان كان عرف بانها غير موجودة.

اللقاء الرباعي في عمان هو مرحلة ضرورية في "كتاب الحرب" الذي بناه كيري لنفسه. ويدور الحديث عمليا عن خطة مرتبة يفترض بها أن تنتزع من الطرفين موافقة على معظم الشروط السياسية التي برأي الامريكيين اساسية للتسوية. الفصل الاخير في الكتاب لم يكتب بعد، ويفترض بكيري أن يرفع الى الرئيس اوباما مساعيه كي يحسم: هل يرى امكانية حقيقية بالتسوية بين الطرفين ويعلن عن "مبادرة رئاسية" ام أن ترفع الولايات المتحدة يديها وتدع المسيرة تندثر.

وحسب مصادر في وزارة الخارجية الامريكية، فان مساعي كيري ستستمر نحو نصف سنة، في اثنائها يصل الى المنطقة مرة كل بضعة اسابيع. ولنيل الاسناد من البيت الابيض، غير كيري فريق المفاوضات وقرب اليه بيل غوردون، رجل مجلس الامن القومي الذي حل محل دنيس روس. ومن المتوقع لغوردون أن يصل غدا الى اسرائيل في أول زيارة عمل له.

ويفترض باللقاء الرباعي أن ينهي مرحلة الاعداد ويبدأ بالمرحلة العملية في الاتصالات. واختيار الاردن ليس صدفة، ويأتي لخلق احساس بالزخم لدى شعوب المنطقة والعالم. كما أن للامريكيين مصلحة كبيرة في تعزيز مكانة الملك عبدالله، ومثل هذا اللقاء يعبر عن تعميق الدور الاردني في المفاوضات. كما أن الاردن سيشكل "عمود السند" في مجموعة الدعم من الدول العربية المعتدلة للمسيرة.

في هذه الاثناء، وحتى قبل انطلاق الفصل الاول، وضع العائق الاول – وليس الاكبر – في شكل الرفض الفلسطيني. وللتغلب عليه يحاول كيري ان ينتزع من اسرائيل سلسلة خطوات بناء ثقة تجلب ابو مازن الى عمان. وسبق لاسرائيل أن تعهدت بتحويل الاموال الى السلطة، والان يتوقع الامريكيون عدة خطوات اخرى، بعضها سرية. وفي الفصل السري يظهر مثلا الطلب بان تقيد اسرائيل البناء في المناطق خارج الكتل الاستيطانية. والفلسطينيون؟ تعهدوا الا يتوجهوا بمبادرات مستقلة الى الامم المتحدة، في الاشهر القريبة على الاقل.

اذا اجتاز كيري بسلام مرحلة خطوات الثقة، فسيكون ممكنا الانتقال الى الفصل التالي: القمة في الاردن. هناك يبدأ المسعى لتقليص الفوارق بين الطرفين في المسائل الجوهرية. وقد بدأ كيري منذ الان يجس النبض كيف يمكن أن يقرب بين الطرفين في مواضيع الامن والحدود. هنا، حسب موظفين كبار في وزارة الخارجية الامريكية، فان الامريكيين يحتفظون قريبا من الصدر خطة اصلية مشكوك ان تتمكن الحكومة الجديدة في اسرائيل أن تهضمها بتركيبتها الحالية. وحسب هذه الخطة يمكن للطرفين ان يتوصلا منذ الان الى توافق على 80 في المائة من المساحة – وذلك لان الاسرائيليين يوافقون انه في 94 في المائة من المناطق يسكن على اي حال فلسطينيون فقط تقريبا. والمعنى العملي في هذه المرحلة هو تسليم مناطق ج للفلسطينيين، شريطة أن تكون مجردة من السلاح.

وبالتوازي يظهر في "كتاب الحرب" فصل آخر يسمى "بناء مجموعة دعم". المجموعة (السعودية، تركيا، الاردن، دول الخليج ودول شمال افريقيا) ستسند السلطة من جهة، وتمارس البادرات تجاه اسرائيل من جهة اخرى – بروح المبادرة السعودية. وسيكون لمجموعة الدعم هذه دور ايضا في الخطاب الاقليمي الشامل في مواضيع سوريا، ايران والاستقرار في الاردن، والتي لاسرائيل فيها ايضا مصلحة جمة.