خبر وقاحة يهودية - امريكية - اسرائيل اليوم

الساعة 08:26 ص|09 ابريل 2013

ترجمة خاصة

وقاحة يهودية - امريكية - اسرائيل اليوم

بقلم: إيزي لبلار

(المضمون: رفض أن ينصح زعماء يهود امريكيون القيادة الاسرائيلية بتقديم تنازلات من اجل السلام مع الفلسطينيين - المصدر).

فوجئت جدا حينما لقيت رسالة وقع عليها 100 يهودي امريكي فيهم حاخامون وقادة مجموعات واكاديميون. واشتهر كثيرون منهم بأنهم يميلون سياسيا الى اليسار لكنهم يعتبرون في ظاهر الامر صهاينة مخلصين. وحثت الرسالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "على العمل مع" وزير الخارجية الامريكي جون كيري "لصوغ مبادرات براغماتية تلائم حاجات اسرائيل الامنية وتثبت استعداد اسرائيل لدفع تضحيات مؤلمة من الاراضي من اجل السلام".

وقد صاغت العريضة "حلقة السياسة بشأن اسرائيل" (أي.بي.اف)، وهي منظمة يسار يهودية قدمت في سنة 2005 منصة لخطبة رئيس الوزراء اهود اولمرت السيئة الذكر. فقد سوّغ اولمرت في هذه الخطبة الانفصال المدمر عن قطاع غزة بقوله: "ضقنا بالحروب. وضقنا بكوننا شجعانا... وضقنا بالانتصار على أعدائنا".

وتُلح الرسالة على نتنياهو ان يرد على زيارة اوباما بـ "اتخاذ خطوات تبني الثقة محسوسة تُظهر التزام اسرائيل بحل "دولتين للشعبين" ". وكلما قرأت هذه الرسالة وفكرت فيها أصبحت أشد غضبا.

أليس الحديث عن وقاحة حينما يُقدم "قادة" يهود امريكيون، ولا سيما اولئك الذين يعتبرون أنفسهم صهاينة، من غير ان يُطلب منهم مشورة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ويحثونه على "بذل تضحيات مؤلمة اخرى من اجل السلام"؟ ألم نُقدم تضحيات في الماضي؟ وهل قربتنا المصالحات على المناطق التي قمنا بها قيد أنملة من السلام؟ ولماذا تُحمل الـ آي.بي.اف اسرائيل عبء القيام بتنازلات قبل التفاوض؟ أولم ترفض السلطة الفلسطينية مرة بعد اخرى مقترحات حكومة اسرائيل للتفاوض دون شروط مسبقة؟.

بل ان الرئيس اوباما شعر بواجب ان يقول لأبو مازن إن تكتيكه الذي يريد به أن يبتز تنازلات قبل التوجه الى التفاوض، سخيف.

كيف يستطيع اليهود الامريكيون ان يسوغوا حقيقة أنهم يدعون القادة الاسرائيليين الى مزايا السلام؟ يجب عليهم ان يكونوا عالمين بأنه مهما تكن مساوئنا فان الاسرائيليين الذين خدم أبناؤهم وأحفادهم في الماضي في الجيش الاسرائيلي أو يخدمون اليوم لا يحتاجون الى عظات استكبارية من "اصدقاء" في الخارج فيما يتعلق بحسن السلام.

وتشتمل الرسالة على الهمسات المكررة المتوقعة نحو القادة الفلسطينيين وتدعوهم "الى اتخاذ خطوات نافعة مشابهة والى العودة الى طاولة التفاوض"، فهل يعلم الموقعون على الرسالة أن أبو مازن رفض في السنوات الأخيرة القيام بأية مصالحة متبادلة ذات شأن؟ وإن تدهور العلاقات بغزة وتجدد اطلاق الصواريخ على أهداف مدنية يجعلان كل تفاوض ذا شأن مع السلطة الفلسطينية – التي تعلن تصميمها على الوحدة مع حماس – سخافة مطلقة.

إن وقت رسالة الـ آي.بي.اف يرمي الى التأثير في الزيارة القريبة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري للمنطقة. ويبدو ان خطة كيري هي الدفع قدما بتسوية تقوم على خطة الجامعة العربية في 2002 وفي أساسها خطوط وقف اطلاق النار التي لا يمكن الدفاع عنها من 1949 (وعودة ملايين من أبناء من اشتهروا بأنهم اللاجئون العرب الى اسرائيل) – وهذه صيغة يعارضها أكثر الاسرائيليين ولا تستطيع أية حكومة اسرائيلية أن تتبناها بصورة ترضي العقل.

يجب على اولئك الذين يريدون ان يسهموا اسهاما بناءا في مسيرة السلام، بدل ان يكتبوا رسائل الى نتنياهو، ان ينقلوا رسالة الى محمود عباس (مع نسخة الى وزير الخارجية الامريكي كيري) يطلبون فيها وضع حد للتحريض المعادي للسامية الذي تموله الدولة والذي لا يقل سُما عن تحريض حماس، ويطلبون اليه فيها ان يعترف بالدولة اليهودية.

إعتدنا ان يستعمل يهود معادون لاسرائيل ضغطا على اسرائيل للقيام بتنازلات اخرى من طرف واحد. لكن لنا الحق في ان نتوقع من اولئك الذين يعتبرون أنفسهم صهاينة ان يفكروا لحظة قبل ان يوزعوا النصائح غير المطلوبة في الشؤون الامنية على الحكومة الواقعة في حصار سياسي وعسكري. وإن تدخل "الاصدقاء" المستخف بسياسة القادة المنتخبين الديمقراطيين في اسرائيل، وتوزيع الآراء الاستكباري من قبلهم فيما يتعلق بضمان الأمن، غير اخلاقي ولا ضمير فيه.