خبر الأسرى المرضى في ندائهم الأخير: منا من قضى ومنا من ينتظر

الساعة 08:19 ص|09 ابريل 2013

رام الله

وجه الأسرى المرضى في "عيادة سجن الرملة" نداءهم الأخير كما وصفوه لمحاميا نادي الأسير يوسف متيا وشيرين ناصر إثر زيارة قاما بها لعدد من الأسرى القابعين هناك وكانت رسالتهم " منا من قضى ومنا من ينتظر".

وبين محاميا النادي أن الوضع لا يمكن وصفه، بل ما شاهدنه أكثر سوءً من قبل، وأن استشهاد الأسير ابو حمدية زاد الوضع مرارة وقسوة، فكل ما حمله هؤلاء الأسرى هو السخط والغضب على ما يجري بحقهم دون أي تحرك جاد من أجل الإفراج عنهم، وأن إعلان الأسير منصور موقده الإضراب عن الطعام فاقم الوضع.

إلى هذا قالت المحامية ناصر أن الأسير موقده أعلن إضرابا عن الطعام احتجاجا على الإهمال الطبي الذي يمارس بحقه، وقد عمدت إدارة السجن على نقله للزنازين لمدة يومين بعد إعلان إضرابه عن الطعام وهناك حالة من الهلع والخوف على حياته كونه يعيش على أمعاء ومعدة بلاستيكية إضافة إلى أنه أسير مقعد.

 

أما المحامي متيا قال أن الأسير محمد التاج من طوباس، في وضع صحي صعب للغاية وأنه وبينما كان يتحدث مع الأسير خلال الزيارة، شعر التاج باختناق والإجهاد وقد احمر وجهه وعيناه، وهب الأسير خالد الشاويش الذي كان بجانبه إلى أنبوبة الأكسجين لكي يفتح الاسطوانة لتبعث كمية اكبر من الأكسجين، وبعد دقائق عاد ليكمل الأسير واصفا وضعه بالخطير فقط كان في السابق يستطيع أن يزيل جهاز الأكسجين لمدة 10 دقائق إلا أنه اليوم لا يستطيع الاستغناء عنه لدقيقة واحدة.

وعلى الرغم من وجود قرار من مستشفى "مئير" أن الأسير بحاجة إلى زراعة رئتين إلا أن إدارة "سجن عيادة الرملة" أشعرته أنها لن تجري له عملية زراعة رئتين السبب الأول والرئيسي هو أنهم لا يجروا مثل هذه العمليات للأسرى وحجة أخرى هي أن هذه العملية مكلفة.

وأكد التاج أن "إدارة السجون" تتعامل مع حالة الأسير وكأن العملية شيء ثانوني وغير أساسي وان التكلفة المالية هي أهم من حياة الأسير متهربة من واجبها القانوني والإلزامي لإجراء العملية وتقديم العلاج، وأضاف التاج أنه وصل إلى هذا الوضع الصحي المأساوي نتيجة مسلسل الإهمال الطبي الذي تم بحقه حيث كان من المفروض أن يتابع علاجه منذ سنتان ولكن ببساطة ابلغوه أن الصورة الطبقية التي أجراها في حينه قد فقدت!!

كما زار المحامي الأسير خالد الشاويش، الذي يعتبر من الحالات الخطيرة جدا مؤكدا أنه يعيش على المسكنات المخدرة بسبب الأوجاع التي تسري في جسده، وأنه وفي حال تأخر الدواء يصاب بنوبات هستريا من الأوجاع.

وفي نفس السياق طالب الأسير ناهض الأقرع والذي تعرض لعملية بتر لقدمه بضرورة رفع قضية من أجل الحصول على قدمه المبتورة ليدفنها في أرضه في غزة، وأضاف أنه ولولا سياسية الإهمال الطبي وما تعرضت له لما أصبحت اليوم بلا ساقين ، وقد انتظرت الكثير من الوعود من أجل مساعدتي صحيا إلا أنه وللأسف فقدت أطرافي وأنا أنتظر ويكفي أنني لم أعد استطع النوم وأعيش على المسكنات، واليوم نحن جميعا طابور ينتظر دوره بعد استشهاد الأسير ابو حمدية.

أما الأسير ايمن ابو ستة فقد عبر عن استيائه الشديد من الوضع الذي وصولوا إليه ولفت ابو سته أن وضعه الصحي لازال صعبا ويزداد فالأسير يعاني من أمراض في الكبد على الرغم من خضوعه لعملية جراحية قبل عدة أشهر إلا أن ذلك لم يخفف من حدة الآم وان الدواء الذي يصفه له الأطباء هناك لم يساعده في التخفيف من معاناته.

إلى هذا نقلت المحامية ناصر عن الأسير رياض العمور وقع نبأ استشهاد الأسير ابو حمدية وقال " لا يكفي الأسرى المرضى آلامهم ووجعهم وآهاتهم التي يسمعوها لبعضهم البعض ليلاً وهي آهات تكاد تكون مخنوقة ظنا من كل واحد فيهم أنه لا يريد ان يزعج زميله الآخر الذي لا تقل آهاته عنه.

فاستشهاد الأسير ابو حمدية جاء صاعقاً وإن كان متوقعاً ولكن كما قال الأسير سمعنا أنباء بالإفراج عن الأسير ابو حمدية فرحنا بانتظار رؤيته مفرج عنه بين أهله وأبناءه ولكن ما حصل أننا استيقظنا على أنباء استشهاده فكان الأمر صعب على الجميع كان صعب احتماله أو تقبله وفور سمع الخبر تم إرجاع الوجبات ليومين كاملين أي تم إرجاع 6 وجبات، وجميع الأسرى المرضى بالقسم دخلوا بحالة نفسية سيئة فكل منهم أصبح ينتظر دوره ليكون بعد الشهيد أبو حمدية".