خبر الجهاد الالكتروني .. والحرب الجديدة ضد اسرائيل !! ...د.غازي حمد

الساعة 06:00 م|08 ابريل 2013

تلك بالفعل هزيمة اضافية  ونوعية لإسرائيل !! صحيح انها معركة لم تجرح جنديا ولم تختطف مستوطنا ولم تدمر دبابة  لكنها انتزعت احشاء اسرائيل وشوشت قدرتها الذهنية والعقلية .
انها نوع من المعارك "الطريفة " ذات النكهة المميزة . صحيح انها حرب "باردة " لكنها تلسع المحتلين وتشعرهم بضعفهم وعزلتهم , وتشجع من باعدت به الاقطار والحدود الجغرافية من البانيا وحتى اندونيسيا  ان يساهم بالحرب على الاحتلال .
 لم تعد عمليات الحرب الإلكترونية مجرد عمليات عشوائية تتم بدافع الفضول، بل أصبحت عملية مخططة ومتخصصة، تعتمد على أحدث الوسائل والبرامج للدخول إلى الأنظمة الإلكترونية وسرقة محتوياتها، مثلما حدث في الولايات المتحدة عندما تعطلت أجهزة الكمبيوتر بمكتب وزير الدفاع الأميركي.
الأعوام القادمة ستشهد مزيدًا من عمليات القرصنة الإلكترونية التي تمهد لاشتعال سباق حربي إلكترونية حول: من يتزعم هذا المجال ومن يكون الرائد فيه، وكل المعطيات تشير إلى بداية حرب باردة إلكترونية بين الولايات المتحدة والصين، بل إن وزير الدفاع الأميركي قد صرح بضرورة تفادي «حرب عبر الإنترنت» بين الصين وأميركا!
اسرائيل تخضع لحرب من نوع جديد , حرب من الصعب ان تقف أمامها رغم تفوقها الكتروني على اغلب دول منطقة الشرق الاوسط .. حرب تمثل اضافة نوعية لنوعية الحرب التي تعري الاحتلال وتكشف سوأته وتزيل القناع عن وجهه القبيح . هناك حرب الصواريخ و حرب المقاومة الشعبية و حرب الملاحقة القانونية وحرب عزل اسرائيل دوليا من خلال القوافل التضامنية و حرب دبلوماسية ضدها في المحافل الدولية .
 لقد جاس ابطال المقاومة ,أولي البأس الالكتروني الشديد , خلال الديار, وتبروا ما علوا تتبيرا  , وتنقلوا بين مؤسسات الحكومة والجيش والشرطة والموساد  وسوق الاوراق المالية, وتغلغلوا الى ما بعد الجدار العنصري , وتجاوزوا مناطق الحظر العسكري ,  ومروا من امام الحواجز المنصوبة , والتفوا على كمائن الجيش المنتشرة , وموهوا على الاقمار الصناعية و "الزنانات " , وضربوا اسرائيل المسيجة بالأسوار والجدران والأسلاك الشائكة في الخاصرة !!
هؤلاء ابطال المقاومة الالكترونية كتبوا اسم فلسطين والقدس وغزة والعيساوي على  كل شارع وبيت ومؤسسة حكومية .. لقد دخلت اليهم فلسطين عنوة وبقوة الهاكرز . انه ابداع مذهل وعقلية فذة وجهد استثنائي ومعركة منظمة ذات مستوى عال من التخطيط والتنفيذ .
لقد زحفت جيوش "الهاكرز " وأتتهم من حيث لم يحتسبوا , ووصلت الى ما لم تصله الجيوش العربية وضربت ضربتها الكبيرة في الدماغ الاسرائيلي.
نحن اليوم امام حرب من نوع جديد , اهم معالمها انها جمعت العرب والعجم والمسلمين في اول حرب شمولية ضد اسرائيل .. حرب جمعت الفلسطينيين والسعوديين والالبان والاندونيسيين والمغاربة والجزائريين والعراقيين ضد دولة الاحتلال .
ان الشعارات التي اقتحمت المواقع الالكترونية الاسرائيلية قوية في العبارة والدلالة .. عبارات تقول " اذا كانت لديكم اسلحة فللفلسطينيين عقول الكترونية  فذة.. نحن نسمع صراخ غزة .. اخرجوا ايها القتلة .. لم يعد لكم مكان على الخارطة ..
والادهى من ذلك انك تستطيع ان تسمع القران الكريم من موقع الشرطة الاسرائيلية , وبإمكانك ان تتفرج على صور الاسير العيساوي على موقع الموساد , وان  تتمتع بصور المقاومين على موقع الشاباك , وان تتجول بين صور الحرب الاخيرة على غزة على موقع الحكومة الاسرائيلية .
 لم يعد اليوم ما يحول بين هؤلاء الابطال الضاغطين على زناد الكمبيوتر ان يحولوا اسرائيل الى " اضحوكة " او مسخرة ,  و ان تجعل من هذه الدولة "القوية " نمرا على ورق !! هذا بفضل الجهود الموحدة, فكيف لو كانت الفصائل موحدة , وكيف لو كانت الجيوش العربية موحدة ؟؟؟
لم تعد اسرائيل اليوم مؤمنة أو محصنة , فلا هي قادرة على حماية نفسها من الصواريخ بالقبة الحديدية .. ولا على تحصين نفسها من قوة الاعلام الفلسطيني الذي كشف عورتها وهمجيتها , ولم يعد بامكانها ان تحمي مواقعها العسكرية والامنية من "الجهاد" الالكتروني .. ولم تستطع ايضا ان تتصدى للمقاومة الشعبية في بلعين  وباب الشمس .. ولم تتحمل غصة تأييد 130 دولة وقفت تصوت لفلسطين في الامم المتحدة .
رغم جرائمها وضحاياها الكثيرة فإنها دائما تخسر !! انها سنة الله التي كتبها في قرآنه ( واذ تأذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ) ..انه بسبب كذبها وفجورها وعتوها وبما كسبت ايديها !!
صحيح ان اسرائيل اغتال المئات منا بالصواريخ المبرمجة الكترونيا ودكت بيوتنا بالقنابل الموجهة الكترونيا , وهي من الدول المتطورة جدا في مجال الصناعات الالكترونية , لكن هذا لم يمنع من اختراق "قبتها " الالكترونية وتشويش عملها  وابقاء جيشها ومؤسستها الامنية في حالة ذهول وارتباك .
لم تعد اسرائيل "البعبع "الذي يزرع الخوف فينا ولا في امتنا .. وصار بامكان طفل صغير (مثل فارس عودة) ان يقف امام دبابة الميركافاه الضخمة .. وبامكان الاسير العيساوي ان يصمد امام جبروت السجان ... وبامكان غزة ان تتحمل ضربات الاف 16 المزلزلة وترد عليها . لم يعد هناك ما يحمي هذه الدولة المارقة من فتى في جاكرتا او فتاة في المغرب او شيخ في كوسوفا ..
ان هؤلاء الذين حرموا متعة ونعمة المقاومة والتصدي للاحتلال بسبب البعد الجغرافي لم يستسلموا , وباتوا ينقبون في الارض ويحفرون في الصخر ليكونوا الى جانب ابناء فلسطين .
يقولون انه "جهد متواضع " لكن نحن نقول لهم انه عمل عظيم .. عمل اسطوري ان تنقشوا اسم فلسطين على مساحات لم نستطع الوصول اليها . اذا كانت الصواريخ قد ضربت اطناب تل ابيب وعسقلان فانتم اطلقتم صواريخكم الالكترونية لتدمر مقار الكذب والتضليل والافساد والتحريض .
نحن بحاجة الى ان نواجه هذا الاحتلال بكل اوراق القوة . من الغباء ان نقول ان هناك ورقة واحدة فقط . هناك الكثير من الخيارات والوسائل التي تدعم حقنا في حريتنا واستقلالنا وتضعف عدونا وتظهره ضعيفا هزيلا صاغرا. لا ينبغي التقليل من وسيلة مهما صغرت , فالبعوضة تدمي مقلة الاسد , ومعظم النار من مستصغر الشرر .
ما  اجمل ان يصطف خلفنا عشرات الالاف من جنود المقاومة الالكترونية يضجون باسم فلسطين وينشرون صورة القدس ومعالمها في كل مكان .
قبل عدة أشهر نجح مواطني سعودي سعودي في التاسعة عشرة من عمره يسمي نفسه OXOMAR من اختراق مواقع إلكترونية تخصّ أفراداً ومصارف، والحصول على معلومات تتعلق بعشرات آلاف بطاقات الائتمان العائدة ل”إسرائيليين”، وقام بنشرها على الملأ ما يمكّن اي شخص من شراء ما يريد على الإنترنت باستخدام تلك البطاقات .
كما كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” (17/1/2012) أن الشاب السعودي المذكور حاول اختراق مواقع إلكترونية “إسرائيلية” حساسة، بما في ذلك مواقع عدة لبنى تحتية ووزارات وإدارات حكومية . أضافت الصحيفة أن الشاب أكد قام بذلك انتقاماً من اسرائيل على أعمال القتل والاعتداء على الفلسطينيين، وأن حرب غزة 2008-2009 كانت محفّزة له ليقوم بما قام به، إلى جانب تاريخ إسرائيل “الحافل بالإبادات الجماعية ، وأن نهاية “إسرائيل” قريبة وأريد أن أبدأ بإنهائها في عالم الإنترنت” .
تحية لهؤلاء لابطال الجهاد الالكتروني  ..
سؤال ساذج قفز الى ذهني : هل يمكن هزيمة الانقسام بضربة الكترونية ؟ وهل يمكن شن هجوم المصالحة الالكترونية وعمل اختراق في حالة الجمود القائمة ؟؟