دافع عن الفلسطينيين

خبر ما هو المقال الذي اثار جدلاً واسعا داخل « إسرائيل »؟

الساعة 08:05 ص|08 ابريل 2013

مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية

تعرضت الكاتبة الإسرائيلية اليسارية "عميرة هاس" لحملة انتقادات واسعة في "إسرائيل" إثر مقال نشرته في صحيفة "هآرتس" دافعت من خلاله عن حق الفلسطينيين الذين يخضعون للاحتلال منذ 45 عاماً في رشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة، ورأت في أن الفلسطينيين عندما يقذفون الإسرائيليين بالحجارة فإنهم "يمارسون حقهم الطبيعي والفطري"، ودحضت بقوة اتهام الفلسطيني الذي يقذف الاحتلال بالحجارة بأنه يمارس عمل عنفي.

وقالت: "ان الرشق بالحجارة حق وواجب فطريان لمن يقعون تحت سلطة أجنبية، والرشق بالحجارة تعبير عن المعارضة"، وأدانت قيام قوات الاحتلال بملاحقة راشقي الحجارة بقولها: "ان مطاردة راشقي الحجارة لا يقل عن اطلاق النار، والتعذيب في التحقيق، وسلب الأرض، وحظر التنقل، والتمييز في تقسيم المياه"، وأضافت: "ان جنود الاحتلال الذين هم في التاسعة عشر من أعمارهم، وقادتهم ممن هم في الخامسة والأربعون من أعمارهم، وغيرهم من هياكل الدولة هم مجندون لحماية ثمرات العنف الكامن في عظم السيطرة الأجنبية"، وتابعت تقول: "ان المقاومة والصمود في مقابل العنف المادي والمؤسسي في الأساس هما الجملة الأساسية في موضوع الانشاء الداخلي لحياة الفلسطينيين في هذه البلاد، في كل يوم وكل ساعة وكل لحظة دون راحة ودون انقطاع.

 ومن المؤلم كثيراً ان ذلك ليس في الضفة الغربية فقط، ومنها شرقي القدس، وقطاع غزة بل في داخل حدود "إسرائيل السيادية" أيضاً (مع بعض فروق في أشكال العنف والمقاومة)، لكن تتجمع على جانبي الخط الأخضر رواسب اختناق وضيق وشعور بالمرارة وخوف وغضب وحيرة تسأل كيف يستطيع الإسرائيليون أن يكونوا عميان جداً ويعتقدون أن عنفهم سيثبت الى الأبد".

هذا المقال للكاتبة الصحفية "عميرة هاس" جاء على خلفية قيام المحكمة الإسرائيلية بتوجيه تهمة القتل المتعمد للشاب الفلسطيني وائل العرجا من مدينة حلحول الذي قام في العام 2011 برشق سيارة مستوطن إسرائيلي بحجر؛ مما أدى إلى انقلاب السيارة وقتل المستوطن.

وقد أثار مقال "هاس" ردود فعل غاضبة في أوساط الجمهور الإسرائيلي والمستوطنين، وقام مجلس المستوطنات الذي يشكل مظلة لجماعات المستوطنين اليهود برفع دعوى أمام الشرطة بحق الكاتبة "هاس" والمؤسسة التي تعمل بها وهي صحيفة "هآرتس" بتهمة التحريض على العنف ضد الاسرائيليين، وأن مقالها المذكور بمثابة قصيدة تمجد رشق الحجارة وتمنحه شرعية.

وكان لافتاً ان انتقادها لم يقتصر على اليمين الاسرائيلي بل أن "يوسي بيلين" أشهر مفاوضي السلام السابقين والمعروف بتأييده لقيام الدولة الفلسطينية شارك في حملة الانتقادات لمقال "هاس"، وكتب يقول في صحيفة  "اسرائيل اليوم" بأن رمي الحجارة "ليس حقاً فطرياً بالولادة ولا واجباً" على أولئك الذين يحكمون (من قبل الاخرين)، ولكنه عمل عنف يمكن أن يؤدي الي الموت، الإعاقة، أو الإصابة بجروح.

يذكر أن الكاتبة "عميرة هاس" معروفة بدفاعها عن الفلسطينيين وانتقادها الشديد للسياسة الإسرائيلية تجاههم، الى درجة أنها تقع خارج الطبقة السياسية الأساسية في إسرائيل، والمقال يثير قلق الجمهور في "إسرائيل" لأنه يجيئ في وقت يخشى الإسرائيليون من إمكانية اندلاع "انتفاضة" فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال.