خبر راية سوداء - يديعوت

الساعة 08:56 ص|07 ابريل 2013

ترجمة خاصة

راية سوداء - يديعوت

بقلم:أوفير بينس – باز

وزير الداخلية الاسبق من حزب العمل

سيتم تذكر يوم المحرقة هذه السنة بمرور 70 سنة على تمرد غيتو وارسو وهو التمرد الذي أصبح رمز بطولة اليهود وقت المحرقة ويعبر عن القدرة البشرية على بلوغ نقاط عظمة النفس السامية في أكثر الساعات يأسا. وبقيت نقاط عظمة النفس هذه تصاحبنا حينما أُنشئت دولة اسرائيل.

على الأساس الذي بنته الصهيونية ومن الخراب التاريخي نشأت الدولة اليهودية التي أصبحت ملاذا للمضطهدين لاسباب دينية وعنصرية. وعلمتنا الأحداث الفظيعة انه لا خيار لنا سوى الحفاظ على أنفسنا وأنه يجب علينا ان نبذل كل جهد لنضمن وجودنا المادي شعبا ودولة.

لكن ذكرى المحرقة التي علمتنا ان نحمي أنفسنا من التهديدات الخارجية لم تنجح في حمايتنا من التهديد الداخلي الذي أخذ يُعلمنا بصفة مجتمع غير متسامح مع الآخرين الذين يعيشون فيه. وبرغم أن أحداث المحرقة تسم ذاكرتنا الجماعية وسما عميقا، لم ننجح في استغلال الطاقة الكامنة التربوية فيها. ولم نستطع ان نطور منها وعيا معاديا للعنصرية واسعا يتسامى فوق وجهة نظر الضحية ويحارب العنصرية على اختلاف مستوياتها.

يشير تقرير العنصرية الذي نشر مؤخرا الى تضاعف عدد أحداث العنصرية التي حدثت بين سكان في اسرائيل في السنة الاخيرة. ويتصل تزايد الظاهرة بحسب التقرير بكلام تحريض من ناس يعملون في الحياة العامة زاد 80 في المائة في السنة الاخيرة. ولا يمكن ألا نتساءل في هذه الظروف كيف لم تجعلنا التجربة التاريخية مجتمعا أكثر حساسية بالآراء المسبقة وظواهر عنصرية في داخله.

من أين جاءت كراهية المختلف عنا؟ وكيف أصبحت العنصرية وباء دولة؟ يجب ان نقول بصراحة الحقيقة المرة وهي أن العنصرية في اسرائيل 2013 ليست كلمة نابية. فقد أصبح ضرب العرب في الشارع عملا عاديا. ويرفع المشجعون لافتات تثير القشعريرة عن "البيتار الطاهر الى الأبد". ويُحرم حاخامون ايجار غير اليهود شققا وهذا طرف جبل الجليد فقط.

لا شك في ان العنصرية الطاغية في اسرائيل تختلف اختلافا جوهريا عن العنصرية الجماعية المؤسسية التي أفضت الى إبادة اليهود المنهجية في المحرقة. لكن لا يجوز لنا ان نستعمل تاريخنا المميز كي نتجاهل العنصرية المتفشية بيننا. فلأننا خصوصا نعرف من قريب الآثار الأشد فظاعة للكراهية العنصرية فليست لنا ميزة الانتقال الى الحياة العادية مع مظاهر العنصرية الطفيفة والصعبة معا. يجب علينا نحن خصوصا ان نحافظ في حرص على تصور عام قيمي معادٍ للعنصرية في ذاتها وان نحارب الظاهرة بتصميم كبير.

ولا يجوز ان تنتصر العنصرية التي ترفع رأسها القبيح. يجب علينا جميعا ان نحاربها حربا لا هوادة فيها: القادة ومنتخبي الجمهور، والمفكرين وناس الاكاديميا والمعلمين والمُربين واليمينيين واليساريين والمتدينين والعلمانيين، لأن تهديدا كبيرا يُغطي دولتنا اليهودية والديمقراطية.

واذا عُدنا الى الوراء، الى تمرد غيتو وارسو فسيتبين لنا يقينا أنه عمل في الغيتو منظمتا مقاومة منفصلتان حاربتا ببطولة رفيعة لكنهما لم تتعاونا معا، ويدلنا ذلك على ان الاختلافات العقائدية قد تكون أقوى من كل شيء لكن لا تلغي حتى هي الحاجة المشتركة الى المعارضة ورفض ما يرتفع مثل راية سوداء فوق رؤوسنا. واليوم ايضا، في اوقات الاختلافات السياسية الكثيرة، توجد امور يجب ان نتفق عليها جميعا. فعلينا ان ندرك ان العنصرية وباء يجب اقتلاعه قبل ان ينتشر. وواجب على شعب جرب الأبعاد الأشد تدميرا للعنصرية ان يحاربها بأكبر قوة.