خبر من الاستقلال الى الردع - اسرائيل اليوم

الساعة 08:40 ص|07 ابريل 2013

ترجمة خاصة

من الاستقلال الى الردع - اسرائيل اليوم

بقلم: العميد (احتياط) تسفيكا فوغل

(المضمون: تحتاج اسرائيل دائما الى تجديد ردعها لأعدائها وبخاصة الاعداء الذين عندهم ما يخسرونه - المصدر).

تتعرض دولة اسرائيل للتهديد منذ 65 سنة. ويتغير التهديد قوة وصورة لكن نواياه لم تختلف ألبتة وهي إبعاد الشعب اليهودي عن ارضه. ولم يُستوعب هذا الفهم كاملا وهذا هو السبب الذي يجعل اطلاق النار من الشمال والجنوب على اسرائيل لا ينقطع ويبدو انه لن ينقطع. إن ضعف الفهم والتبني الشعوري للقيم الاخلاقية هما نقطتا الضعف اللتان يستغلهما صبح مساء من يطلبون لأنفسهم قطعة الارض التي بنينا دولة فوقها. ولم ننجح الى الآن في فهم ثمن خسارة اولئك المهددين لوجودنا.

إن "الشرق الاوسط الجديد" هو وهم نشأ بالفرض المخطيء وهو ان الرفاه الاقتصادي سيفضي الى تغيير تصور العالم العربي الذي يحيط بنا، قد لُطم لطمة مجلجلة. وقد مكّن الاسلام مجموعات متطرفة من اكتساب ثقة وتأييد حينما رفعت راية التقوى الدينية وكلما زادت التقوى وقويت منزلة الداعين اليها انضم الى هذه المجموعات مؤمنون أكثر. وكلما زاد وجود هذه المجموعات زادت قوتها العسكرية ومعها استعدادها للموت في سبيل "رابط الصمت الاسلامي"، وهو الرابط الذي يميز مجتمعا علمانيا سليما عن مجتمع ديني متطرف مريض.

حظيت هذه المجموعات المسلحة على مر السنين باسم منظمات ارهابية، وهذا يعني وجود فرق بين حاملي السلاح في سبيل الاسلام ومن لا يفعلون ذلك. ويبرهن تاريخ القرن الاخير على ان الفرق الوحيد هو بين اولئك الذين يستعملون السلاح اليوم وبين اولئك الذين سيستعملونه في المستقبل. فاذا عرفنا الكف عن التفريق في ردنا بين المنظمات المختلفة والجماعات المختلفة فسننجح في إحداث ضغط داخلي ولا سيما عند اولئك الذين يوجد ما يخسرونه.

إن المنظمات الارهابية التي أضرت بها الصدامات العسكرية مع اسرائيل في الماضي لم تضع سلاحها، ولم يصدأ هذا السلاح بل العكس هو الصحيح. وقد استغلت المنظمات الارهابية في اليوبيل الماضي كل فرصة للاستيلاء على اراض تُمكنها من انشاء مجتمع ذي ايديولوجية دينية متطرفة وصبغة مجتمع في عوز طول الوقت. "إن ايديولوجية العوز" التي تبناها قادة منظمات الارهاب تُمكّنهم من توحيد الجماعة بـ "شعور المضطهدين والمسلوبين" واستعمال اصبع الاتهام للغرب وفي مقدمته اسرائيل والولايات المتحدة. ولا يعلم كثيرون انه حتى حينما فُتحت أبواب معبري إيرز ورفح لم يُمكّن قادة حماس من ادخال جميع السلع وعُرض النقص على أنه شر اسرائيلي. والحل الحماسي الأصلي – الأنفاق التي أمدّت بشيء مما يسد العوز – عززت تعلق السكان بالمنظمة وزادت في أموال خزانتها وأموال جيوب قادتها. لأن تدمير الأنفاق سيضر بهم ضررا مباشرا بالغا، والأنفاق شيء لا تستطيع حماس أن تخسره.

إن الاحداث الجارية حولنا توجب علينا ان نعمل بصورة لا لبس فيها. فمنذ ان نشبت الحرب الأهلية في سوريا والعناوين الصحفية تصرخ قائلة إن "حكم الاسد لن يصمد". وقد رأى كثيرون من اولئك الذين تمنوا سقوط الاسد في خيالهم حمام السلام يطير بين دمشق والقدس، بل وُجد من توقعوا تحطم "محور الشر" الذي يخرج من ايران ويمر بسوريا ويصل الى حزب الله في لبنان. ولم يسأل أحد من الذي سيُمسك بمقود الحكم السوري بعد تنحية الطائفة العلوية، بل اشتغلت المناكفات بسؤال متى.

مر أكثر من سنتين وأصبح الواقع يلطم وجوه المحللين مرة اخرى، فما زال الاسد في الحكم، ومن بين المجموعات الصقرية المشاركة في الحرب الأهلية، اذا سقط الاسد، بقي لنا ان نقرر أيها ستكون أقل سوءا في الأمد القريب. إن القاعدة والجهاد العالمي وسائر المجموعات المختلفة قد ثبتت اماكنها في سوريا، واذا سقط الاسد فستكون هي التهديد القادم. وأنا شخصيا أفضل الحاكم الحالي لا بسبب حب لا مثيل له بل لأن قوة الردع الاسرائيلية تؤثر فيه وعنده ما يخسره.

إن عملية "عمود السحاب" التي انتهت قبل خمسة اشهر أحدثت لاسرائيل قوة ردع ناجعة في مواجهة حماس. وبخلاف انجازات "الرصاص المصبوب" سيكفي المس بقادة حماس الكبار أو ببيوتهم من اجل اعادة الحال الى ما كانت عليه. مرت خمسة اشهر فقط وأصبحت قذائف الراجمات والقذائف الصاروخية تمنع اولاد الجنوب مرة اخرى من ان يعيشوا حياتهم المعتادة المناسبة. وقد نسينا الحاجة الى الحفاظ على الردع. وأنا على يقين من انه لو فقد قائد لواء حماس في غزة أو قائد لواء حماس في رفح بيتيهما على أثر اطلاق