خبر ما أسباب تفشي العنوسة في اوساط الرجال؟؟

الساعة 01:54 م|06 ابريل 2013

غزة - (خاص)

تمثل ظاهرة العنوسة لدى الشباب والبنات حصيلة تراكمات مشاكل كثيرة يعاني منها المجتمع العربي بشكل عام، و الفلسطيني على وجه الخصوص، و ذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءاً يوماً بعد الاخر.

و ما من شك في ان عنوسة الرجال مشكلة كبيرة تعاني منها الكثير من المجتمعات، ولاسيما و أنهم ركيزة المجتمع وعماد مستقبله، و يمثل استقرارهم احد المطالب الهامة لمجتمعاتهم، حتى تتحسن قدرتهم على العطاء و المساهمة في تنمية المجتمع، و ما يمثلونه من عامل مهم في نهضته.

مراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية سلطت الضوء على هذه القضية من خلال حوارات اجرتها مع عدد من الشباب، حيث ارجعوا اسباب اتساع هذه الظاهرة الى تفشي البطالة و الفقر، و تردي الوضع الاقتصادي في المجتمع.

الحاجة ام كامل، 60 عاماً تقول بأن لديها ثلاثة من الابناء اكبرهم تجاوز الاربعين عاماً يرفضون فكرة الزواج في الوقت الراهن، بحجة الوضع المادي الصعب"

و تتابع ام كامل حديثها بالقول: "على الرغم من ان ابني الاكبر يعمل طبيباً، الا انه يرفض الزواج رغم انه يبلغ من العمر نحو 42 عاماً، و ذلك لانه يريد تامين منزل خاص له بعيداً عن العائلة، و هذا غير ممكن في الوقت الحالي لان ما يتلاقاه من راتب بالكاد يكفيه و العائلة لتوفير متطلباتها".

و أشارت الى أن الحصار المفروض على قطاع غزة ساهم بشكل كبير في ارتفاع تكاليف البناء عن السابق، كما ان اسعار العقارات في ارتفاع مستمر، بحيث يفقد الشباب الفرصة بالامل في ان يمتلك قطعة بيت او شقة سكنية يبدا فيها حياته.

و من جهته يقول عبد الرحمن، 36 عاماً و هو احد موظفي السلطة الفلسطينية و اعزب الى أن متطلبات عائلته تفوق بكثير قدرته على توفير بعض المال لاجل الزواج، لافتاً الى ان الغلاء و ارتفاع الاسعار المستمر يؤدي لعزوف الكثير من الشباب عن مجرد التفكير في الزواج، حتى لا يزداد وضعه سوءاً اكثر مما هو عليه.

و يضيف: "الشاب بمفرده بالكاد قادر على ان يكيف نفسه على الحياة البسيطة التي يعيشها، فكيف اذا اصبح لديه زوجة و اولاد يحتاجون للكثير لكي نوفر لهم حياة كريمة و تعليم و مستقبل افضل مما وجدنا انفسنا فيه اليوم".

و اوضح بان هناك عدة عوامل تساهم في زيادة هذه الظاهرة، و من بينها غلاء المهور وتكاليف الزواج وعدم قدرة الشاب عليها و طمع بعض الآباء في رواتب ابناءهم، مما يدفعهم لتأخير فكرة الزواج مما يؤدي ضياع الفرص منهم.

من جهته قال حسن، 34 عاماً: "تخرجت من الجامعة منذ 10 سنوات و حتى الان لم اتمكن من الحصول على أي فرصة للعمل أؤمن منها حتى متطلبات الحياة الكريمة لاي فتاة ان اردت الزواج".

و أوضح بأنه يرفض فكرة الزواج في الوقت الراهن لعدم وجود مصدر دخل يمكنه من تكوين عائلة، مؤكداً انه يخجل من كونه عالة على والديه، فهو يعتمد حتى الان على عائلته في توفير ما يحتاجه، فكيف اذا اصبح لديه زوجة و ابناء!!

بدورها قالت الداعية منيرة الشافعي، أم احمد ان غياب الوازع الديني لدى بعض الاهالي و الشباب سبب رئيس في تفشي ظاهرة العنوسة لدى الشباب و البنات، داعية الاهالي الى التيسير في متطلبات الزواج، والتخفيف من تكاليف المهور، وعدم اثقال كاهل الشاب بالمصاريف الزائدة، و الاقتداء بقول النبي صلى الله عليه وسلم "اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".

و أكدت الشافعي في حديث لـــ مراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية بان الشقة ليست شرطاً لكي يكمل الشاب دينه و يتزوج، و انما بالتوافق بينه و بين شريكة حياته يتمكنا من العيش بكرامة و سعادة حتى لو في غرفة واحدة.

و أوضحت الشافعي الى ان الرسول صلى الله عليه و سلم كان كان يزوج الشباب في عهده بعدد من ايات القران الكريم، و كان يدعو دائما المسلمين الى التخفيف من اعباء و تكاليف الزواج.

و لفتت الى أن الكثير من الشباب يلجأون الى الاقتراض و الديون من اجل الزواج، و بعد الزواج ينعكس ذلك سلباً على حياة الرجل و المراة على حد سواء، مؤكدة انه على الآباء تقوى الله في ابناءهم، بدلاً من تدمير حياتهم و هم لا يشعرون.