خبر علاقة اوباما التي لا تكل - اسرائيل اليوم

الساعة 10:09 ص|04 ابريل 2013

وكالات

علاقة اوباما التي لا تكل - اسرائيل اليوم

بقلم: دانيال فايبس

(المضمون: ليس حل الصراع الاسرائيلي العربي مدخلا لحل مشكلات اخرى في العالم والمنطقة كما تزعم جهات في الولايات المتحدة - المصدر).

لماذا يحصر براك اوباما عنايته كثيرا في اسرائيل وصراعها مع العرب؟ ليس الحديث فقط عن الزيارة الاخيرة لاسرائيل بل عن الاستثمار الذي لا تناسب فيه في خلال السنوات الاربع الاخيرة للبحث عن حل للصراع الاسرائيلي العربي.

في يومه الكامل الاول إذ كان رئيسا في 2009 عين اوباما جورج ميتشل مبعوثا خاصا الى الشرق الاوسط وأجرى سلسلة مكالمات هاتفية مع زعماء اسرائيل ومصر والاردن والسلطة الفلسطينية. وفسر متحدث البيت الابيض التأكيد المفاجيء وقال إن اوباما استعمل اليوم الاول من عمله "لاظهار التزامه بالبحث عن سلام اسرائيلي عربي من بدء ولايته". بعد ذلك ببضعة ايام بذل اوباما المقابلة الصحفية الرسمية الاولى له في الرئاسة لقناة التلفاز "العربية".

في حزيران 2009 أعلن اوباما ان هذه "هي اللحظة التي يجب علينا فيها ان نعمل" لتقليل التوتر بين اسرائيل وجاراتها، وأعلن قائلا: "أريد ان أشعر بالحركة والتقدم... وأنا على يقين من أننا اذا استمررنا في ذلك فاننا نستطيع التوصل الى تقدم مهم هذا العام". وفي أيار 2011 أعلن نفاد صبره عن الدبلوماسية الاسرائيلية العربية بقوله: "لا نستطيع ان نبيح لأنفسنا ان ننتظر عقدا آخر أو عقدين آخرين أو ثلاثة عقود لاحراز سلام". وكرر وزير الخارجية الجديد جون كيري هذه المشاعر في كانون الثاني من هذا العام في اثناء مساءلة في مجلس الشيوخ قائلا: "علينا ان نحاول ان نجد طريقا للتقدم".

لماذا هذا الجمود في الصراع الاسرائيلي العربي؟ انه بسبب ايمان عجيب من الجانب اليساري للخريطة السياسية يُعلن في اوقات متباعدة فقط وهو ان هذه القضية مفتاح لا للشرق الاوسط فقط بل لمشكلات العالم كله.

تُقدم تعبيرا صادقا بصورة غير عادية عن وجهة النظر هذه الملاحظات العفوية المحرجة لجيمس ل. جونز الذي كان في الماضي مستشار الامن القومي لاوباما، في تشرين الاول 2009. ففي خطبة أمام ناس جي ستريت ذكر "السعي الى السلام بين اسرائيل وجاراتها"، وزعم انه من بين جميع المشكلات العالمية التي تواجه الادارة، "لو وجب علي أن أوصي الرئيس بمشكلة واحدة عليه ان يحلها اذا استطاع، فهي هذه المشكلة. فلوجود حل لهذه المشكلة آثار مجلجلة ستنبسط في أنحاء العالم وتؤثر في مشكلات كثيرة اخرى تواجهنا في اماكن اخرى في العالم. وليس عكس هذا صحيحا. هذا هو المركز ويجب علينا ان نحصر جهودنا هنا وأنا سعيد لأن هذه الادارة تفعل هذا مع كثير من الحماسة والالتزام".

برغم ان هذا التصريح صدر قبل الربيع العربي بسنة فمن المفيد ان نحلله لأنه يعطي ادراكا مهما لتصور البيت الابيض العام.

إن جونز بقوله ان "الصراع سيؤثر في مشكلات اخرى في اماكن اخرى في العالم" يشير اشارة خفية الى ان استمرار الصراع يزيد هذه المشكلات حدة. وهذه النقطة عنده مبتذلة بمعنى ما لأنه من المعلوم ان إنهاء كل صراع يُحسن الجو العام. لكن من المدهش اعتقاد ان البيت الابيض ينتظر حل قضيتي القدس واللاجئين الفلسطينيين كي يعالج عدم الهدوء الكردي وهجمات الاسلاميين والهبات الشعبية المدنية في سوريا وطموحات ايران الذرية ومشكلات الاقتصاد المصري والفوضى في اليمن.

"وليس العكس صحيحا" – لماذا لا يسهم حل مشكلات اخرى في مواجهة الصراع الاسرائيلي العربي؟ لا يوجد أي برهان يعزز هذه السخافة غير المنطقية. إن هزيمة الاسلاميين بصورة واضحة ستساعد بيقين على حل الصراع الاسرائيلي العربي وكذلك صد القنبلة الذرية الايرانية ايضا.

"هذا هو المركز". إن الطوفان الاسلامي في 2009 قد مزق الشرق الاوسط الى كتل حرب باردة تقودها ايران والعربية السعودية: ولم تكن اسرائيل والفلسطينيون آنذاك أو الآن المركز الاقليمي. وايران أو تركيا أو العربية السعودية هي المراكز بصورة لا يمكن الجدل فيها.

"هنا يجب ان نحصر جهودنا" – وهنا نبلغ الى الشيء الأساسي: إن جونز يريد ان يحصر عنايته في السكن في القدس وشبكة الكهرباء في الضفة الغربية بدل وقف البرنامج الذري الايراني وتأمين التزويد بالغاز والنفط ومواجهة طرز نظم الحكم الاستبدادية التي تحارب الهبات الاسلامية، أو مواجهة الادارة التركية التي أخذت تصبح أكثر فسادا.

تذكروا من اجل فهم زيارة اوباما لاسرائيل والسنوات الاربع التالية ودبلوماسية الاتحاد الاوروبي، تذكروا هذا المنطق الغريب الأعوج.