خبر وثيقة ترسم خريطة الثوار ضد الاسد- مقال

الساعة 10:08 ص|04 ابريل 2013

وكالات

وثيقة ترسم خريطة الثوار ضد الاسد-  مقال

بقلم: جاكي خوري

(المضمون: رغم المخاوف من الجماعات المتطرفة في سوريا الا أن خريطة القوى تبين اغلبية عظمى للقوى المعتدلة بما في ذلك القوى الاسلامية المعتدلة المدعومة من السعودية - المصدر).

وثيقة شاملة للجيش السوري الحر تفصل جماعات الثوار الاساسية التي تقاتل اليوم ضد نظام الاسد المتفكك. وحسب الوثيقة، التي نقلت الى البنتاغون وتسربت هذا الاسبوع الى "الواشنطن بوست"، ففي الاراضي السورية تعمل خمس مجموعات مقاتلة، تختلف الواحدة عن الاخرى من حيث الايديولوجيا وهوية الممولين لها.

ظهور ميليشيات اسلامية متطرفة في سوريا يثير القلق في أوساط المواطنين في الدولة وزعماء الدول العربية بشأن العصر ما بعد نظام الاسد. في منظمات المعارضة وبالاساس المعارضة السياسية التي في معظمها تتجمع في الائتلاف الوطني السوري، يجتهدون لعرض سيناريو متفائل بموجبه في سوريا يوجد من هو جدير بان يقف على رأس الهرم السياسي والعسكري ويمكنه أن يقود الدولة بعد فترة تكيف قصيرة. ثمة من يذكر في هذا السياق مشروع مارشل لاعادة بناء اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ويتحدث عن الحاجة الى مشروع مشابه في سوري.

بالمقابل، هناك من يعتقد أن النموذج العراقي بعد اسقاط نظام صدام حسين وتفكيك الجيش والذي أدى الى الفوضى والعمليات الفتاكة، سيكون جنة مقابل ما قد يحصل في سوريا. وفي أحاديث مع مسؤولين كبار في المعارضة السورية لا ينفون ولا يخفون مخاوفهم من هذا السيناريو. ويتحدث معارضو الاسد عن الحاجة الى اعداد بنية تحتية لجيش وطني علماني وحديث يقوم على أساس كل العناصر التي يتشكل منها السكان في الدولة ليحل محل الجيش النظامي الذي سيتفكك بعد اسقاط النظام. ومقابل هؤلاء، فان مؤيدي الحوار مع النظام يتحدثون عن استخلاص العبر من النموذج العراقي ويرفضون بشدة كل فكرة لتفكيك الجيش واعادة بنائه كما حاول الامريكيون عمله في الدولة المجاورة. وتقترح هذه الاصوات الوصول الى تسوية يحافظ فيها على الجيش كقوة اساسية وتنضم اليه قوات وميليشيات من أوساط الثوار.

عمليا، الوضع في سوريا آخذ في التعقد وكلما استمرت المعارك يظهر المزيد فالمزيد من الميليشيات المسلحة التي لا تتلقى الاوامر من قيادة الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني السوري. ويعمل معظمها حسب ايديولوجيا اسلامية متطرفة تؤمن باقامة دولة حسب مبادىء الشريعة الاسلامية. ولا تخفي هذه الميليشيات عدائها للغرب ونمط الحياة العلمانية والحديثة التي يكثر ممثلو المعارضة خارج سوريا في الحديث عنها.

وأدت هذه الحقيقة الى تغيير في موقف عدة دول في المنطقة ايدت في بداية الطريق الثورة ولكن كلما تعقدت الامور سعت الى اعادة الحساب في موقفها. وعلى رأس هذه الدول يمكن أن نحصي الاردن الذي كان أول من حذر من الفوضى وسيطرة المنظمات المتماثلة مع القاعدة في سوريا. وحذرت أجهزة الامن والاستخبارات الاردنية، التي تصدت بعد سقوط صدام حسين للارهاب الاسلامي المتطرف، الولايات المتحدة والغرب من سيطرة تلك الجماعات على سوريا.

في محاولة لفهم من هي القوى العاملة اليوم في سوريا يمكن الاستناد الى عدة تقارير، بعضها اخذت من الميدان وبعضها من منشورات المنظمات نفسها في مواقع الانترنت، الى جانب مواد ووثائق تسربت الى الصحافة.

الجيش السوري الحر: يعد نحو 50 الف جندي ومتطوع، في معظمه مبني على جنود وضباط فروا من الجيش النظامي الى جانب متطوعين من كل الطوائف في سوريا. والمنظمة قوية أساسا في شمال الدولة وتسيطر على اراض واسعة. ويأمل الغرب في أن تشكل المنظمة بديلا عن الجيش النظامي بعد سقوط النظام، كونه يوجد لقادته تأهيل عسكري أساس وجنوده سيكونون منضبطين للضباط وللمراتبية العسكرية. وحسب تقارير في وسائل الاعلام العالمية، فانه اذا تقرر منح سلاح متطور، وعلى رأسه صواريخ مضادة للطائرات، فان هذا السلاح سيعطى الى هذه المنظمة.

جبهة التحرير السورية الاسلامية: تعد نحو 37 الف مقاتل. في بيان تأسس المنظمة جاء أن هدفها الاساس هو اسقاط نظام الاسد والدفاع عن كل مواطني سوريا واملاكهم، الى ان يحسم مواطني سوريا موضوع مستقبلهم. وحسب البيان، تحت مظلة المنظمة، يوجد نحو 20 مجموعة مسلحة من كل أرجاء سوريا.

وحسب تقارير غربية، فان هذه المجموعات التي تحظى بتمويل سعودي، لا تحمل ايديولوجيا اسلامية متطرفة، ولكنها اكثر تزمتا من الائتلاف الوطني السوري، المنظمة السياسية الاكبر لمعارضي الاسد بقيادة معاذ الخطيب، والذي مثل سوريا الاسبوع الماضي في اجتماع الجامعة العربية.

الجبهة الاسلامية لتحرير سوريا: منظمة ثوار اخرى يسيطر عليها مسلمون سلفيون متطرفون. مصادر في قوات الثوار يحصون 11 كتيبة مختلفة من أرجاء سوريا تجمعت في هذه المنظمة. مصادر تمويلها هم مواطنون اغنياء من السعودية، الكويت وباقي امارات الخليج. ويقدر الثوار بان 13 ألف مقاتل سلفي يتماثلون مع هذه المنظمة.

أحفاد النبي محمد: مجموعة ثوار ثالثة، تعد نحو 15 الف مقاتل، تمولها قطر وهي ايضا تحركها ايديولوجيا سلفية جهادية. في هذه المجموعة يمكن احصاء كتائب ومجموعات أصغ من عدة عشرات أو مئات المقاتلين في كل كتيبة.

جبهة النصرة: المنظمة الاكثر خطورة في نظر الامريكيين، ترتبط بمنظمة القاعدة في العراق. وحسب احد التقديرات، تضم المنظمة 6 الاف مقاتل وهي تعمل في مناطق واسعة في أرياف دمشق وفي شمال وشرق الدولة. وعلم في الاشهر الاخيرة بان رجال المنظمة يحاولون املاء نمط حياة حسب الشريعة الاسلامية في المناطق التي تحت سيطرتهم، وأثاروا غير قليل من الغضب في اوساط محافل علمانية وليبرالية وكذا في أوساط الطائفة المسيحية التي تعد بضع ملايين في سوريا. وكانت المنظمة ورجالها في ملاحقة دائمة من أسرة الاستخبارات في العالم العربي وبالاساس في الاردن بعد سقوط نظام صدام حسين.

وحسب التقديرات، ففي بداية القتال كان الجيش السوري يعد 320 الف ضابط وجندي. وفي السنتين الاخيرتين فر من صفوفه الاف عديدة من المقاتلين.

في نظام الاسد يبرزون حقيقة أن معظم الميليشيات تسيطر عليها قوى متطرفة، بمن فيهم مسلحين جاءوا من 40 دولة بما في ذلك من اوروبا، ولكن حسب التقارير في الغرب، فان المقاتلين غير السوريين المتواجدين على الاراضي السورية يشكلون نحو 10 في المائة فقط من قوات الثوار.

وقال مسؤول كبير في المعارضة السورية في حديث مع "هآرتس" انه لن يكون في سوريا سيناريو فقدان سيطرة وخضوع الدولة للميليشيات المتطرفة: "يجدر بالذكر ان سوريا لا توجد فيها بنية ايديولوجية خصبة لتلك المنظمات وعليه فمن السهل نسبيا مواجهتها اذا ما وعندما تتفق عناصر المعارضة على صيغة ودستور جديدين يؤديا بسوريا الى الفترة الانتقالية".