خبر الأسير حسن سلامة: أهلاً بالموت سبيلاً للحرية

الساعة 06:34 م|03 ابريل 2013

وكالات

من غياهب السجون ومن داخل زنزانة العزل الانفرادي، وجه الأسير القسامي حسن سلامة والذي يقضي حكماً بالسجن 48 مؤبداً رسالة إلى روح الأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية، مرحباً بالموت سبيلاً للحرية بديلاً عن ذل الأسر لدى الاحتلال.

ووجه الأسير سلامة خلال رسالته من داخل الأسر انتقاداً لاذعاً لجهات رسمية ومسئولة لإهمالها قضية الأسرى في سجون الاحتلال، مستعرضاً حالته عقب استقباله خبر استشهاد الأسير أبو حمدية الذي ارتقى أمس نتيجة تدهور حالته الصحية عقب أصابته بـ"السرطان".

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت سلامة مصاباً من المشفى بتاريخ 16/05/1996 من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد رحلة مطارده طويلة، بسبب انتمائه لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقيادته لعمليات الثأر على اغتيال القائد يحيي عياش.

 

وإليكم نص الرسالة كما وردت من داخل الأسر...

الموت يحذرنا فأهلا وسهلا بالموت، وأكرم بها من حرية

أخي أبا طارق، لم نعش معا، ولم نلتق، لكننا كنا قريبين بحكم الحياة المشتركة التي نعيشها ويعيشها معنا كل الأسرى. حياة قد تحدثت عنها يوم كنت معزولا، ومعي ثلة من إخواني الأسرى، في العالم الأخر، بل العالم القريب من عالم البرزخ. وبفضل الله، ومن ثم بفضلكم وبطولتكم ابتعدنا قليلا عن هذا العالم، عندما أخرجتمونا من تلك المقابر.

وإذا بي وقبل أيام من استشهادك، أجد نفسي مشاركا بما نملك من جهد، وإمكانيات بسيطة للتضامن معك، وتوصيل صوتك وآهاتك للعالم الذي يبعد عنا، لذلك لا يتذكرنا ولا يتفاعل معنا، إلا عندما تخرج الروح إلى بارئها ،، فليتحضر ذلك العالم وأهله وسكانه لاستقبال طرد مغلق من عالمنا، به جثمان أحدنا، نرجوكم أرسلوه ،،كفنوه وابحثوا له عن مكان وادفنوه.

الثلاثاء الثاني من ابريل، كان طردنا يحتوي جثمانك الطاهر، فاعذرنا أخانا، فوالله ما استطعنا أن نفعل لك شيئا. فنحن مثلك ننتظر وبشوق أن نصبح طرودا، لعلنا ننال حريتنا. فعلى ما يبدو بذلك نرتاح ونستريح، ونوفر الطاقات والجهود والأموال لتحرير من سيحررنا.

كان في هذا اليوم إضراب في سجن نفحة، للتضامن معك، وسمح لنا فقط للخروج ساعة واحدة للفورة. كان العدد قليلا، وكنت في إحدى زواياها، أمارس الرياضة، وإذا بصوت ينادي علينا من داخل الغرف، جاء الآن ما يلي: استشهد الأخ أبو طارق، ميسرة أبو حمدية. كنت أتوقع ذلك ومع ذلك وجدتني واقفا مكاني لرهبة الحدث. قد يقول قائل لعل الموت أخافه، ومن فينا لا يخاف من الموت، بحثت عنه أين هو. فهو الزائر المرحب به عندنا، إن كان به سننال حريتنا. قالوا : أمواتا يا حسن !!!وما الفرق وأيهما أفضل حياة الذل والمهانة، أم الموت مع بقية كرامة؟؟!!

نموت كل يوم ألف مرة، ونحن نسمع أهات المرضى، ونعيش آلامهم وعذاباتهم، ذاك مريض بالسرطان ينتظر دوره، وذاك ضغطه مرتفع، وهذا سكره منخفض، ومريض بالفشل الكلوي، وهذا يحتاج للأكسجين ومضرب عن الطعام، تجاوز إضرابه كل الأرقام القياسية، ما حركت فيكم ساكنا لكنها أدمت قلوبنا.. نحن نراهم يتعذبون ويصرخون.. آه ما أقسى وأصعب أن تجد نفسك عاجزا أمام هؤلاء.

 

الموت الذي تخافون منه في عالمنا يبحثون عنه، فهو أرحم لهم من صمتكم،، عجزكم وتجاهلكم، وهو أرحم لهم ألف مرة لنا ولهم من شماتة العدو وسخريتهم.

 

يتعذب ويتألم أبو طارق لأشهر من سرطان أصابه، لا يسمع به أحد، ولا يذكره أحد، ولو خبرا صغيرا أو جملة في خطاب رئيس، أو مسؤول. ونعيش معاناته ونتعذب مثله، حتى إذا مات تسابق الجميع لخطب وده، والحديث عنه. فإذا للأخ أبو طارق ألف صديق وألف ألف مؤسسة، وألف ألف ألف م... ك... لكي لا نؤذي أحدا، هذه هي فائدة الموت، تريدوننا أمواتا وكذلك العدو، هكذا يريدنا إذا. فاهنئ يا أبا طارق بحرية أكرمك بها الله، وأهلا بالموت طريقا وسبيلا للحرية.

 

لكن هل يا ترى لن يخرج علينا شخص أو جهة، أو حتى مؤسسة، تتبنى الموت، وتعتبره إنجازا من إنجازاتها، أكيد سنعلم حينما سنقف بين يدي من لا يظلم عنده أحد.

 

 

رحمك الله أبا طارق وأسكنك الله فسيح جناتك

 

الأسرى المنتظرون دورهم للحاق بك

 

بالنيابة عنهم.. أخوك الأسير حسن سلامة