خبر أمنياً.. غزة: عزوف عن التعارف والعلاقات « اللاموثوقة » بــ« Facebook »

الساعة 12:31 م|03 ابريل 2013

غزة (تقرير خاص)

 "(ح): ممكن نتعرف .. (ليندا): بتحكي معك من يافا  (ح): تشرفنا .. (ليندا): كيفك ياحُب .. (ح): تسلمي الله يخليلي اياكي.. (ليندا): ممكن طلب "ازغنطوط" إذا ما فيها غلبة (ح): إيه مو على عيوني بتأمري أمر .. (ليندا): جاركم محمد شو تنظيمه ...." هذه صورة مستعارة لم تُحيكه قوات الاحتلال بالشباب الفلسطيني لإغراقهم في وحل العمالة والتخابر لصالحها.

 

تحاول أجهزة الاحتلال قاطبة ومن ضمنها جهاز "الشاباك الماكر" تجنيد أكبر عدد ممكن من المواطنين الفلسطينيين للتخابر لصالحها، مستغلة بذلك أدوات تكنولوجيا ومؤسسات خيرية وهيئات أهلية لإغراء المجتمع والشباب بتلك الصورة.

 داخلية غزة أفادت أنها رصدت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك - تويتر" هدفها تجنيد عملاء جدد للكيان بغزة، يأتي ذلك بعيد إعاقة عملهم في قطاع غزة جراء المتابعة والمناورة المستمرة في صراع "الأدمغة".

 مع حملات التوعية والإرشاد ونشر القصص المعبرة لعملاء جندوا عن طريق مواقع التواصل الإحتماعي أضحى الشباب الفلسطيني أكثر وعياً وأكثر دقة وحرصاً من ناحية أخلاقية وأمنية في التعامل مع تلك المواقع "اللاموثوقة".

 

طلبات صداقة "مشبوهة"

 الشاب سليمان محمد (25 عاماً) أوضح أن حسابه الشخصي استقبل عدد من طلبات الصداقة التي رغب أصحابها بفتح علاقات "شخصية" لكنه بادر بقوله :"وصلتني طلبات صدقات عدة لكني بادرت في حذفها ورفضها على  الفور،  خشية أن تكون تلك الصداقات مشبوهة كونها لا ثقة".

 والذي بعث الريبة في قلب سليمان أن طلبات الصداقة التي جاءته على حسابه الشخصي كانت "مريبة" كونها تعود لأسماء مستعارة، وأشخاص خارج "دائرة المعرفة"، علاوة على أن معظم تلك الطلبات جاءت من دول بالخارج.

 وأضاف :"بعد نشر "الداخلية" لقصص تفيد بتورط بعض الشباب في وحل العمالة وكانت الاختراق المباشر لهؤلاء الشباب عبر الإغراءات الجنسية، والإغراءات المالية، بوسيلة مواقع التواصل الاجتماعية.. أصبحتُ لا أثق بتلك الموقع وأتحرى الدقة في قبول طلبات الصداقة الموجها إلي".

 وتوجه سليمان بالنصيحة للشباب العربي عامة ومن ضمنهم الفلسطيني خاصة كونه الأكثر عرضة بضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في قبول الصداقة "المريبة" والتفكير ملياً قبيل التأكيد على طلبات الصدقة.

 

أكثر وعياً

أما الطالبة رماح حسونة فأعربت أنها أصبحت بعد حملات التوعية أكثر أمناً وأكثر حذراً وحرصاً من قبول الطلبات الصداقة التي تستهدفني خشية استفادة جهات معادية من صفحتها.

 وقالت :"منذ فترة بعيدة قمت بعمل حظر للصدقات عدة كانت مريبة، كما أنني أصبحت اخفي معلوماتي الشخصية، ولا أضع صوراً خاصة بي وبعائلتي".

  وحذرت حسونة أقرانها من خطورة التعاطي مع الصداقات المشبوهة ذات الأسماء المستعارة، مؤكدة أن العديد منهم باتوا لا يقبلون أية صداقات غير خاضعة للثقة والتدقيق.

 وكشفت حسونة أنها تعرضت لصدقات "لاموثوقة" معتقدة أن من يقف وراءها جهات إسرائيلية لأغراض حبيثة.

 

علاء والفيس

الشاب علاء –وهو اسم مستعار- أحد الذين وقعوا في فخ المخابرات الاسرائيلية"الشين بيت" بأداة الفيس بوك وتعود قصته عندما كان يتصفح شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وصلت إليه إضافة تحت مسمى (ليندا)، وفور قبوله صداقتها، شرعت في الحديث معه، والتعرف عليه.

أحاديث أصدقاء العالم الوهمي -عالم الانترنت- ، انصبّت في التعرف على مناطق كل شخص، حيث تسكن الفتاة في أراضي الـ48، والشاب في غزة، وبدأت الأيام تسير، والأحاديث تزداد، والعلاقة في تطور.

وبمجرد مرور شهرين على علاقاتهم "الفيسبوكية" بدأت (ليندا) بالدلال، واسقاط كلامها المعسول بكميات لا بأس بها، حتى صارحها الشاب بأن "قلبه لن يحب أحداً".

لكن رحمة الله حالت دون وقوع علاء فرسية سهلة أمام العقلية الإسرائيلية في إيقاع الشباب في وحل العمالة ليلطف الله بشرفه وعائلته وسمعته.

 وتخصص "أجهزة الاحتلال" وحدة متكاملة من العمل الإستخباراتي، لاختراق صفحات الفيس بوك الخاصة بالشباب الفلسطيني عبر رصد ومراقبة متواصلة لتوريطهم في وحل العمالة.


تحذيرات

 وكان الناطق الإعلامي باسم وزارة الداخلية إسلام شهوان، حذر الشباب الفلسطيني من الوقوع  في فخ ينصبه الاحتلال (الإسرائيلي) للإيقاع بالشباب في وحل العمالة من خلال بعض صفحات الفيس بوك وتوتير الذي قام بإنشائها مؤخراً تحت مسميات مختلفة في ظاهرها فلسطينية لكن أجهزة مخابرات الاحتلال تديرها.

وأوضح شهوان أن الاحتلال يهدف لإسقاطهم، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته وزارته في القضاء على أوكار العملاء في قطاع غزة، وأن الاحتلال بدأ مؤخراً إنشاء صفحات على الفيس بوك وتويتر تدعو الشباب للإدلاء بمعلومات عن المقاومة الفلسطينية وجهاز الأمن الداخلي وأماكن تواجد المقاومة.

 

بلورة رأي عام أمني

أما رئيس متلقي التواصل العالمي الشبابي عصام الشوا أكد أن "أجهزة الاحتلال" تستغل جميع الثغرات التي يتواجد فيها الشباب بكثرة خاصة مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك - تويتر"، موضحاً أن الشاب الفلسطيني في مرحلة المراهقة غير مدرك للواقع الأمني الذي تحيكه أجهزة المخابرات الإسرائيلية.

 

 وطالب الشوا أن تكون هناك حملات توعية أمنية من خلال عقد دورات وندوات وورش عمل يشرف عليها مختصون بالشأن الأمني والتوعوي بشكل شامل ومتكامل يشاركك فيه جميع أطياف المجتمع من مثقفين وإعلاميين وأصحاب الاختصاص، داعيا أولياء الأمور لتعقب أبناءهم وصداقاتهم من خلال جلوسهم أمام "الشبكة العنكبوتية".

 ونبه الشوا الشباب الفلسطيني بغزة من الوقوع في براثن قوات الاحتلال وأجهزتها الماكرة، وعدم الانجرار للإغراءات التي تحاك ضدهم، وضرورة التواصل مع ذوي العقول الراجحة من أصحاب الخبرة في هذا الشأن.

 "الفيس بوك عندما انشأ لم ينشا لفتح العلاقات والصدقات العبثية الغير مبنية على الوضوح والتبيان وإنما كان هدفه تعليمي ثقافي تنموي تواصلي لذلك علينا الحرص في التعامل معه منة ناحية معلوماتية شخصية" قول الشوا.

 وتوجه رئيس الملتقى للشباب قائلاً :"ابتعدوا عن مناطق الثغرات والشبهات والمكائد وابتعدوا عن الصداقات الغير موثوقة حتى لا نقع فريسة سهلة ولقمة سائغة لنتحول عبارة عن أداة رخيصة بأيدي الغير".

 وناشد الشوا الهيئات المحلية والحكومية إلى ضرورة بلورة رأي عام (أمني) في قطاع غزة والضفة المحتلة يحذر من مخاطر (صفحات التواصل) وضرورة استخدام ذات الأداة لتوعية الشباب.