خبر « العد التنازلي » لبشار.. اسرائيل اليوم

الساعة 11:10 ص|02 ابريل 2013

بقلم: د. رؤوبين باركو

(المضمون: إن الشواهد القوية على بدء العد التنازلي لبشار الاسد بأن ممثلي الطائفة العلوية قد أعلنوا البراءة منه ومن حكمه في القاهرة - المصدر).

يسود الثأر المجتمع العربي. ففي حال عرّض قاتل قبيلته لسلسلة اعمال ثأر لا داعي اليها، يعلن زعماء القبيلة براءتهم منه ويتركونه لمصيره. ومن هنا وبحسب القانون القبلي ينبغي الانتقام فقط من القاتل ولا يجوز المس بأقربائه. وتتم البراءة من القاتل وتنقطع دائرة الانتقام.

يعلو في الآونة الاخيرة صوت متحدثي الطائفة العلوية الذين يعلنون ان سلطة الاسد لا تمثل الطائفة. وأبرزهم علي ديوب الذي أعلن في مؤتمر المعارضة في القاهرة ان العلويين يرون أنفسهم جزءا من الدولة السورية، ويرفضون اطارا انفصاليا على صورة دولة علوية، ويُعرفون بشار بأنه زعيم مجرم يجب تنحيته. وهذه علامات شاهدة على ان العلويين الذين كانوا متمتعين بالسلطة الى الآن ليسوا مستعدين لدفع الثمن المرتقب لانتقام الجماهير ويعدون مثل الاسد نفسه الدقائق لسقوطه.

يمنح الروس الاسد ايام رحمة، وهم الذين يُثبطون تركيا وحلف شمال الاطلسي والعرب والولايات المتحدة عن مشاركة مباشرة في مواجهته. ويعززه ايضا الصينيون الذين يعارضون تدخلا خارجيا. وتُطيل حياة الطاغية السفن الحربية والطائرات الضخمة الروسية التي تُنزل أطنانا من معدات القتال المتطورة لجيش النظام، ومشاركة ناس حزب الله المدمرة في سوريا ومساعدة شركائه الايرانيين والعراقيين من الشرق.

في هذه الاثناء يُعوق الامريكيون والاوروبيون ويترددون في تسليح قوات المعارضة خشية ان ينشأ في سوريا نظام اسلامي متطرف. والاختلاف في المعارضة ايضا يمنح الاسد وقتا. ومع ذلك تلاشى وهم اعادة الاسد بناء قوته. ان قواعد المتمردين في الحدود وفي القواعد العسكرية وفي المدن وفي المعابر الضرورية وفي مواقع الحكم تجعل النظام في سوريا جيوبا محاصرة.

يزيد النظام المهدِّد في حدة طرق قتاله للمواطنين بهجوم من الجو وبصواريخ سكاد وبقنابل عنقودية وبالغاز. وتشير هذه الخطوات اليائسة الى ازمة الاسد وتؤكد الحاجة المُلحة الى تدخل الغرب. وفي الاثناء، فان مؤتمر دول الجامعة العربية في الاسبوع الماضي في الدوحة بمشاركة ممثلي المعارضة السورية قد ولد فأرا. إن الفرنسيين والبريطانيين فقط يبحثون بجدية في نقل سلاح الى المعارضة.

يضيق الخناق حول عنق الاسد. وقد استقال ميقاتي رئيس حكومة لبنان الموالي لسوريا. وتهدد المعارك الجارية الآن بين السنيين والشيعة في طرابلس قواعد التأييد اللبناني للاسد. ويهدد اوباما ايران وينذر وزير الخارجية الامريكي جون كيري حكومة العراق لتكف عن مساعدة الاسد. وترد اسرائيل على اطلاق النار على الحدود السورية وترتبط من جهة استراتيجية بتركيا باشراف من اوباما. وكل ذلك ينذر محور طهران ودمشق والضاحية في بيروت بالشر.

يشبه وضع الاسد مصير هتلر. في العشرين من تموز 1944 حاول ضباط من الجيش النازي اغتيال هتلر واسقاط النظام النازي. ودفعت علامات الهزيمة والفظاعات وقرارات الفهرر المجنونة، ضباطا كبارا من الدائرة المقربة الى إدخال حقيبة متفجرة الى غرفة اجتماعاته. وبرغم التفجير نجا هتلر وأُعدم قائد المؤامرة العقيد فون شتاوفنبرغ. وفي السنة الماضية في 18 تموز قبل يومين من ذكرى  تلك المؤامرة التاريخية تمت محاولة تفجير موجهة على مؤيدي الاسد لكنها تمت بنجاح هذه المرة. فقد قام أحد حراس الرئيس بتفجير ضخم في مركز الامن الوطني في دمشق حيث اجتمعت "خلية علاج الازمات" برئاسة وزير الدفاع السوري.

وقُتل في العملية الانتحارية وزير الدفاع داود راجح ونائبه آصف شوكت (صهر الرئيس الاسد)، والجنرال تركماني الذي أدار غرفة العمليات ومحمد الشاعر وزير الداخلية. وضربت هذه المحاولة المركز العصبي الحاكم الأشد ولاءا للرئيس ضربة قوية. ومنذ كانت عملية التفجير قيد بشار نفسه بخطوات امنية تضيق تحركاته.

هل سيصر بشار على القتال الى النهاية كما فعل حاكم ليبيا معمر القذافي؟ هل يتنحى بتسوية متفق عليها مع الروس؟ هل يحاول استعمال الغاز أو اختلاق مواجهة عسكرية مع اسرائيل؟ هل تهاجم تركيا سوريا بدعم من حلف شمال الاطلسي واسرائيل والولايات المتحدة، أو ربما، في ضوء موقف الطائفة العلوية، يُغتال بشار بعملية سورية ينفذها أحد حراسه؟.