خبر ينبغي استيعاب درس كوريا الشمالية.. اسرائيل اليوم

الساعة 11:09 ص|02 ابريل 2013

بقلم: أوري هايتنر

(المضمون: يجب على الجيش الامريكي القوي جدا ان يضرب ايران ويمنعها من احراز القنبلة الذرية وإلا وجب على الجيش الاسرائيلي ان يفعل ذلك - المصدر).

يُسمع في الجدل العام في معنى التهديد الذري الايراني وسبل مواجهته، من آن لآخر، الزعم المنافق التالي وهو: بأي حق ندعي على ايران والعالم كله اذا كانت اسرائيل نفسها (بحسب أنباء منشورة اجنبية) قوة ذرية، بل إننا نرفض الانضمام الى ميثاق منع انتشار السلاح الذري. إن التلون والنفاق هما المصاحبان الدائمان لثقافة السياسة الواقعية. وعلى حسب هذا النهج المنافق فان اسرائيل وايران دولتان يجب ان تكون معاملتهما متساوية.

إن الاخلاق هي نقيض ثقافة السياسة الواقعية وكذلك التفريق بين الخير والشر. اجل توجد دول خيرة ودول شريرة؛ ودول تدفع بالبشرية الى الأمام وتُسهم فيها ودول ترجعها الى الوراء وتضر بها. وليس حكم الديمقراطية الليبرالية كحكم النظام المستبد المتطرف الأصولي، ولا حاجة الى خيال متطور بصورة مميزة كي نعلم مثلا ماذا كان سيكون مستقبل البشر لو ان العلماء الالمان كانوا، لا سمح الله، أكثر سرعة في السباق الذري مع الولايات المتحدة.

على حسب السياسة الواقعية فان السلاح الذري الذي تملكه بريطانيا أو الذي تملكه كوريا الشمالية سواء. فكلتاهما دولة ولكلتيهما سلاح ذري. لكن هدف البريطانيين هو حماية البشر من الشر والسلاح الذري الذي تملكه كوريا الشمالية هدفه تهديد البشر باسم الشر.

إن الاحداث والتصريحات في كوريا الشمالية هي شهادة على المعنى الكارثي للارتباط بين التقدم التقني وسلاح الابادة الجماعية وبين نظم حكم مجنونة ومتطرفة ومستبدة. وهي تشهد ايضا على مبلغ خطر وصعوبة مواجهة الظاهرة بعد ان تكون دولة من هذا الطراز قد تسلحت بسلاح ذري.

إن الخيار الذري الاسرائيلي يرمي الى منع ابادة اسرائيل والشعب اليهودي بواسطة الردع. وهو يُرى "سلاح يوم القيامة" لحال لا يبقى فيها خيار آخر فقط. ومن ذا يعلم كم وُفر من حياة البشر الى اليوم بسبب الفرض السائد في الدول العربية وهو ان اسرائيل تملك هذا السلاح. أما الخيار الذري الايراني فيرمي الى خدمة الجهاد الاسلامي، والى تهديد العالم الحر والى القضاء على "الكيان الصهيوني".

يجب على الولايات المتحدة والعالم الحر ان يدركا الواقع وان يتوصلا الى الاستنتاج المطلوب وهو منع حصول ايران على القدرة الذرية بكل ثمن وألا يُخاطرا بالتأجيل الى ان يصبح الامر متأخرا جدا. وقد حان الوقت ليكف العالم الديمقراطي الغربي عن ان ينسب الى الدول المجنونة كايران وكوريا الشمالية التقدير المسؤول الذي يميز العالم الحر. ينبغي ان يُفهم ان الوضع عندهم مختلف.

ينبغي ان نأمل ان يفهم براك اوباما الذي أعلن في زيارته لاسرائيل أنه ينبغي عدم احتواء ايران الذرية ووعد بألا تملك ايران قنبلة ذرية، أنه لا يجوز للعالم الحر أن يخاطر مخاطرة لا حاجة اليها وان يمتنع عن تسويف كارثي أو عليه بعبارة اخرى ان يقود هجوما على البرنامج الذري وعلى قواعد الصواريخ بكامل القوة الامريكية.

إن قوة الجيش الامريكي أكبر بما لا يقبل الموازنة من قوة الجيش الاسرائيلي، وهو جدير بأن يقوم بالعمل. ومع ذلك اذا بلغنا، لا سمح الله، الى درجة ايران الذرية ولم تنفذ الولايات المتحدة عملها باعتبارها زعيمة العالم الحر فلن يكون مفر من ان يؤمر الجيش الاسرائيلي بحماية الدولة من هذا السيناريو الخطير.

يجب ألا يصل العالم في القرن الواحد والعشرين ايضا الى الوضع الذي وصل اليه في القرن العشرين بسبب توجه مستكين للمستبدين المجانين.