خبر د. السوسي: كذبة « نيسان و »الكذبة « البيضاء » و« نكشات الراس » حرام شرعاً

الساعة 07:27 م|01 ابريل 2013

غزة (خاص)

 قال د. ماهر السوسي أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الإسلامية :"لا يوجد في الدين على الإطلاق ما يسمى أو ما يقال كذبة (نيسان) أو الأول من ابريل، او الكذبة (البيضاء) ولا مجال للتافهات والمقالب أو ما يعرف (بنكشات الراس)، وفاعل تلك المنكرات (آثم) بنصوص القران الكريم والأحاديث التي جاءت على لسان رسول الله".

 وأوضح السوسي لـ"وكالة فلسطين اليوم" أن الأساس الأول الذي بُنيَ عليه الدين الإسلامي والشرائع السماوية الأخرى هي حقيقة المكاشفة، والوضوح، والبيان، والإظهار، والابتعاد عن الخداع، وتحري الصدق، وتجنب الكذب.

 وذكر أن الإسلام لم يُبح الكذب والغش والنفاق في أي زمان أو توقيت أو أي مكان كان (الاول من ابريل)، ولا يوجد ألوان مباحة للكذب (الكذبة البيضاء)، لافتاً أن الذي يتعمد الكذب في أوقات ابتدعها الغرب يكون آثم على بشكل مضاعف، وذلك لتقليده الغرب "الكافر" واحتساب الكذبة عليه.

وأضاف :"الإسلام جاء بتعاليم وقيم ومثل كبيرة وجليلة لا تحمل للإنسان البشري سوى الخير وتحمل في طياته هدف ترقية ذلك المخلوق الذي فضله الله عن سائر البشرية، ومن بين تلك الصفات صفة الصدق والمكاشفة" مستدركاً :"إن الله ما أحلَ من شيء إلا كان فيه نفع لنا، وما حرمَ من شيء إلا فيه نفع لنا".

 وأكد أن ما يعرف بــ"كذبة نيسان" لها تداعياتها الخطيرة على المجتمعات التي تتماشى معها وتُطبقها وتتخذها عادة، حيث تظهر المجتمع بالمجتمع المفكك والمتراخي، وتتسبب في مشاكل اجتماعية ونفسية عدة للمجتمع أخطرها حالة "اللا ثقة" بين أفراده.

  "المجتمع الذي لا يثق أفراده ببعضهم نتيجة الكذب المتواصل والمتعمد والموسمي، لا ينتج عن سوى الدماء والانحلال، والهبوط الأخلاقي وانعدامه، وذلك جله من عمل الشيطان" قول السوسي.

 ومن تداعياته من ناحية شرعية فأوضح السوسي أن الإنسان يتحمل تبعات أفعاله السيئة والسلبية التي تتنافى وما أنزل الله.

وضرب السوسي مثالاً فقال :"لو افترضنا أن شخص أراد ممازحة شخص أخر وابلغه كذباً ان ابنه قتل في شجار عائلي، فأصاب الأب "جلطة" وتوفي على إثر ذلك الخبر الكاذب، فأثم موت الرجل يكون على وزر الشخص الكاذب".

وذكر أن العلماء صنفوا من أفضت كذبته لموت "الشخص" المكذوب عليه على رأيين وهما القتل عمداً ويؤخذ القصاص منه، والقتل شبه العمد "دفع دية".

 ووصف السوسي من يجاري تلك "الكذبات" بـ(المنبتين، والمنحلين، وعديمي الثقافة، وخائني أنفسهم)، داعياً إياهم للتمسك بحبل الله المتين وتوخي الدقة والحذر والصدق والوضوح في أقوالهم وأفعالهم ومعاملاتهم.

واستعرض السوسي آيات جليلة وأحاديث كريمة عدة تحرم الكذب وتنهى عنه منها:

  قال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون{:1

}إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر:28{.

وقال تعالى :- { لعنة الله على الكاذبين } ( آل عمران 61 )

و عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ : إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند اللَّه كذابًا) [ البخاري 6094، ومسلم 2607)