خبر هكذا نجا علاء من براثن « ليندا » التى حاولت إسقاطه في وحل العمالة!

الساعة 10:15 ص|30 مارس 2013

غزة

تعلم الشاب الفلسطيني علاء –وهو اسم مستعار- علم البرمجة والتصميم، وتوسعت مداركه حتى أتقن فن العزف على "الهكرز"، وهو ما دفعه للطموح في تأسيس شركة باختصاصه.

وبينما كان يتصفح شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وصلت إليه إضافة تحت مسمى (ليندا)، وفور قبوله صداقتها، شرعت في الحديث معه، والتعرف عليه.

أحاديث أصدقاء العالم الوهمي -عالم الانترنت- ، انصبّت في التعرف على مناطق كل شخص، حيث تسكن الفتاة في أراضي الـ48، والشاب في غزة، وبدأت الأيام تسير، والأحاديث تزداد، والعلاقة في تطور.

كلامٌ معسول

وبمجرد مرور شهرين على علاقاتهم "الفيسبوكية" بدأت (ليندا) بالدلال، واسقاط كلامها المعسول بكميات لا بأس بها، حتى صارحها الشاب بأن "قلبه لن يحب أحداً".

لم يكفها التصريح بالنفي، بل زادت من الجرعات، وشرعت في ارسال صورها الشخصية أثناء رحلاتها السياحية في أماكن متعددة، وعمليات الإغراء تتزايد..، قائلة مع كل صورة "إنظر إلى الحرية والانفتاح".

كان الحديث في السياسة، كمثل الكلام في المحرمات، لم تفتح مواضيعاً سياسية خلال فترة التعارف عليه، لتُطَمئِن قلبه تجاهها، وتبرر علاقتها الغرامية "الكاذبة".

"حدثني عن حياتك الشخصية"، كانت بداية الهاجس عند علاء، ولكّنه فتح نفق أسراره لها، وحدثها عن أسراره الشخصية.

تطورت الأسئلة وبدأت الفتاة تسأله عن أماكن معينة بغزة، وعن قلبها "المرهف" على حبيبها "الوهمي" أثناء العدوان على قطاع غزة، وكيف جرت الأمور، وهل حصل قصف بجوار منزلك؟!

كثرت الأسئلة، وتطورت للسؤال عن التنظيمات الفلسطينية، وأكثر الفصائل حباً لقلبه، وأيها تأييداً في منطقة سكناه، بدأت الرهبة تدخل قلبه، ومع كل محادثة يختلي مع نفسه يراجع حساباته.

طريق الهلاك

وبعد مرور ستة أشهر سألته "كيف عملك يسير"، فأجابها أنه في تطور وتزايد بالخبرات، فعرضت عليه أن يصمم مواقعاً الكترونية لأشخاص، وسعر الموقع بأضعاف ثمنه الحقيقي.

بدأ الفأر يلعب، والوسواس يأخذ مساراً بعقل علاء، ولكنه وافق على العمل، حتى يحقق ما يصبو إليه، من تطويرٍ لعمله، وتأسيس شركته المستقبلية.

طلب منها إرسال قائمة من المعلومات عن الأشخاص، وبعد يومين، أرسلت ملفاً يتضمن قائمة بيانات لمواقع يهودية، يصمم ما يشاء، وقتما يريد، ومهر الموقع مدفوعٌ مقدماً.

اقشعر جسده بعد رؤية البيانات، وأحس أن الفتاة ترغب بتوريطه في وحل العمالة، فرفض الفكرة قولاً وفعلاً.

العمالة "البسيطة" !!

وسارع علاء للتوجه إلى أحد أصدقائه ليأخذ المشورة، فحثه على الرفض والإسراع إلى أمير مسجدهم بجنوب القطاع.

وقبل الذهاب أرسلت له الفتاة رسالة مفادها " أعلم أنك تؤسس لشركة تصميم، ويدي ستكون برفقتك، وأساعدك لتكون شركتك عالمية، وأوفر لك السفر إلى أمريكا، وللمكان الذي تفكر بالسفر إليه".

بهت علاء، وأعاد النظر في الرسالة لأكثر من مرة، فأرسل لها، لماذا تتعاملين معي بهذا الشكل، ومن تكونين؟، فصارحته بالموضوع، وعرضت عليه العمالة "البسيطة"، والعمل تحت حسابها، والتواصل معها بالمعلومات.

بدأت يداه ترتجف وهو ممسك بجهاز الحاسوب، وكأن ملك الموت قبض روحه، فشعر ببرودة الجسم، حتى حذفها من قائمة الأصدقاء، وهرع مسرعاً إلى أمير مسجده، يخبره بالتفاصيل، من "طق طق .. للسلام عليكم".

وعزم على حذف حسابه الشخصي من "فيس بوك"، وانشاء حساب جديد، ووصـل أمره لأهل العلم، مقدماً اسمها حتى يتحروا عنها، وستروا ما بدر منه، مقدمين نصائح وارشادات.

القصة لم تكن لتفضح أمر علاء، وإنما أدلى بها لأخذ العبر والعظات منها، علّها تكون سبباً في تفتيح مدارك شخص شارف على الهاوية، ولكنه حاسب نفسه قبل أن يحاسب.