خبر ليس لنا بلاد اخرى ... هآارتس

الساعة 08:55 ص|29 مارس 2013

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: الشرط الهام لتركيز الولايات ­المتحدة على الشرق الاقصى هو ان يكون هدوء في منطقتنا. مصيرنا في أيدينا وعلينا أن نقرر. إذ ليس لنا بلاد اخرى غير أمريكا - المصدر).

انظروا باي سرعة تغير هذه الدولة الموضوع. فقبل بضعة ايام فقط ذبنا من زيارة الرئيس اوباما الممالئة فاذا به ينزل علينا العجز في الميزانية. لم يسخن يئير لبيد كرسيه بعد واذا به يقف امام اختباره الاول كوزير للمالية وأمام معضلة فرض الضرائب. ولكن قبل ان نبحث في الاجراءات المتشددة في الافق، يجدر بنا أن نجمل أولا معنى زيارة الرئيس.

الزيارة­ سطحيا كانت ناجحة. فسواء اوباما أم بيبي تعلما من ولايتيهما السابقتين بان المعاملة الكدية لا تعطي نتائج. فالعلاقات الشخصية بين الزعماء وان كانت هامة جدا، الا ان الزعيم الحقيقي يجب أن يعرف كيف يعمل ليس بالثأر الشخصي وتصفية الحسابات بل حسب مصالح دولته. لقد أعطى بيبي اوباما الكثير من الاسباب لان يصفي معه الحساب حين أيد علنا المرشح الجمهوري. ولم تتوقع وسائل الاعلام الامريكية زيارة اوباما كأنباء طيبة لاسرائيل. فماذا بحق الجحيم هي استراتيجيتكم بعيدة المدى، اذا كان لديكم على الاطلاق امر كهذا، سأل محلل معروف. ولكن اوباما خرج عن طوره كي يكون هنا لطيفا. من فحص لحظات ظهوره العلنية والسرية، كان يمكنه أن يشعر بانه يتحدث الى شعب اسرائيل وكأنه يتحدث الى ابنته الصغيرة مع ربتة لطيفة على كتف الشعب.

لقد جاءت هذه الزيارة في الوقت الذي تنقل ادارته مركز ثقلها الى الشرق الاقصى – الى الصين التي تهدد بقوتها، الى الهند التي تتطور الى اتجاهات غير واضحة، الى رياح الحرب التي تهدد من كوريا الشمالية التي يهدد زعيمها الرضيع علنا بحرب نووية. وايران ايضا، نعم، مشكلة أمريكية، وليست مشكلتنا. الشرق الاوسط متحرك وليس مستقرا عقب انتشار الاسلام الحماسي. ولم يعد بوسع امريكا أن تعتمد على اصدقائها التاريخيين كالسعودية. وهي لا تنسى بان بن لادن نما هناك. ووصلت الولايات المتحدة منذ زمن غير بعيد الى عدم التعلق بالنفط. توقع كيسنجر في اذني اسحق رابين، في أن يحصل هذا في غضون عقد، تحقق حقا.

الشرط الهام لتركيز الولايات المتحدة على الشرق الاقصى هو ان يكون هدوء في منطقتنا. وليس صدفة أن بعد زيارة وزير الخارجية جون كيري الى تركيا توقفت الحرب الدموية مع الاكراد. كما أن كيري هو الفني خلف استئناف العلاقات بين تركيا واسرائيل – محور استراتيجي حلم به بن غوريون. كل معالجتنا لقضية مرمرة كانت غبية، سواء بالعملية المجنونة أم بعناد اسرائيل على عدم الاعتذار. ولكن اردوغان بالشتائم، واوباما بالربتات الودية على كتف بيبي والثناء على جمال عقيلته سارة – عقدا الصفقة. حين اتصل بيبي باردوغان طلب هذا بداية الحديث مع اوباما الذي كان يقف الى جانبه. وآجلا أم عاجلا ستعود الدولتان الى الحلف الاستراتيجي. الاحداث في سوريا هي أحد الاسباب الذي يجعل هذا هو الهدف. نحن سندفع ثمنا ماليا باهظا على مصابي مرمرة؟ بالفعل، على خطأ بمثل هذا الحجم يدفع الناس الثمن. كنت أتوقع ان في هذه المناسبة ستطلب الحكومة المعذرة ايضا من مقاتلي الوحدة البحرية الذين عملوا بتعليمات من حكومة اسرائيل وكأنهم قراصنة. ليبرمان يعلن من اجازة محاكمته بان اعتذارنا هدام لقدرة بقاء الشعب. ليس أقل. ولكن شعب اسرائيل سارع منذ الان بعشرات آلافه الى حجز الاجازات في فنادق "كله مشمول". مللنا العيش في أجواء الحرب.

في كلمته في مباني الامة توجه اوباما مباشرة الى شعب اسرائيل. "مصيركم في ايديكم وعليكم أن تقرروا بان لا حل سوى حل الدولتين للشعبين". وفي صالحه يقال انه هذه المرة أوضح لابو مازن ايضا بانه لا يمكن طرح شروط مسبقة على المحادثات على التسوية السلمية. لنا ظهركم يقول لنا اوباما. هذا ليس تهديدا وليس انذارا كما يبدو. بل تعبيرا حميميا يرمي الى الايضاح لنا بان علينا السعي الى تسوية مع الفلسطينيين والحرص على ان ما يحصل في سوريا لن ينتقل الى الاردن.

مصيرنا في أيدينا وعلينا أن نقرر. إذ ليس لنا بلاد اخرى غير أمريكا.