خبر الدولة العبرية بصدد مصادرة 800 ألف دونم من الأراضي العربية في النقب

الساعة 01:26 ص|29 مارس 2013

وكالات

عشية إحياء الشعب العربي الفلسطيني من طرفي ما يُسمى بالخط الأخضر الذكرى الـ37 ليوم الأرض الخالد، كشفت صحيفة 'هارتس' العبرية، في عددها الصادر أمس الخميس، النقاب عن أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي خصصت للفلسطينيين في الضفة الغربية 0.7 بالمئة أي 8700 دونم فقط، من الأراضي العامة مقابل 37 بالمئة أي ما يعادل 400 ألف دونم لغرض إقامة المستوطنات.
ولفتت الصحيفة إلى أن مساحة الأراضي العامة في الضفة الغربية المحتلة تصل إلى 1.3 مليون دونم، وكانت مسجلة حتى عام 1979 على اسم حكومة المملكة الأردنية الهاشمية. علاوة على ذلك، أوضحت الصحيفة أن المعطيات المذكورة كشفتها وثائق قامت ما يُطلق عليها اسم (الإدارة المدنية)، التابعة للاحتلال الإسرائيلي بتقديمها في الآونة الأخيرة إلى إحدى المحاكم في الضفة الغربية، حيث تبين منها أنه ابتداءً من العام 1979 أخذ الاحتلال بالإعلان عن أراضي دولة، التي كانت مسجلة على اسم الحكومة الأردنية أراضي دولة من اجل الاستيلاء عليها لإقامة المستوطنات، بعد أن منعت المحكمة العليا الإسرائيلية الاستيلاء على أراض اجل إقامة المستوطنات بحجج أمنية، وهو ما كان متبعًا حتى ذلك التاريخ.
جدير بالذكر أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تُشكل 30 بالمئة من هذه الأراضي أي نحو 400 ألف دونم، بينما تشغل المكاتب الحكومية والبنية التحتية 11 بالمئة، أي 160 ألف دونم، وتحتل المباني الحكومية وأعمدة الشبكات الخلوية 7 بالمئة 11 أي 103 ألف دونم، وشددت الصحيفة العبرية على أن الإدارة المدنية اعترفت أمام المحكمة بأن الإعلان عن هذه الأراضي كأراضي دولة جاء لأسباب سياسية من اجل الاستيلاء عليها لبناء المستوطنات الإسرائيلية.
جدير بالذكر أن عدد المستوطنين في الضفة وصل إلى حوالي نصف مليون مستوطن.
في السياق ذاته، أصدرت لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية في الداخل بيانًا، حصلت القدس العربي على نسخة منه جاء فيه: تحل علينا في الثلاثين من آذار 2013 الذكرى الـ37 ليوم الأرض الخالد ونحن أحوج ما نكون إلى رص الصفوف ووحدة الموقف في مواجهة إخطبوط المخططات الإسرائيلية الماضي في محاولاته للنيل من وجودنا واقتلاعنا من جذورنا المتشبثة في عمق هذا الوطن، ونهب أراضينا وانتهاك مقدساتنا وكرامتنا والتضييق على أسرانا ومحاصرة بلداتنا ومصادرة حقوقنا وشرعيتنا وتشويه هويتنا.
إن هذه الذكرى السنوية لتلك الهبة الشعبية والانتفاضة الكفاحية التي رفضت الخضوع والخنوع لمصادرة الأراضي العربية عام 1976، وآثر أبطالها من أبناء شعبنا التصدي والتحدي والثورة على حالة الانكسار والانهزام، انتصارا لأرضنا وعرضنا وكرامتنا بعد تراكم الانتهاكات والمصادرات، هي فرصة تتجدد كل عام لنعيد شحذ الهمم والتنبه للمخاطر المحيطة بنا والتفكر في حاضرنا ومستقبلنا ومصيرنا، وتعزيز وحدتنا وتجديد الدماء المتدفقة في عروق نضالنا جيلا بعد جيل، نصرة لقضايانا ووفاء لشهدائنا وجرحانا الذين ارتوت هذه الأرض بدمائهم.
وتابع البيان: إن الظروف التي تمر بها جماهيرنا العربية في البلاد وشعبنا الفلسطيني عامة، هي ظروف لا تقل خطورة عن ظروف يوم الأرض الأول، بل هي أشد وأعتى، ولصوص الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بمختلف دوائرها ومؤسساتها، باتوا قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ مصادرة فعلية لنحو 800 ألف دونم من أراضينا العربية في النقب، كما أنها ماضية في عمليات الهدم اليومية في الجنوب الصامد، وماضية في محاولاتها لتهجير أهلنا هناك خاصة في القرى التي لا تعترف بها السلطات الإسرائيلية. إن النقب هو آخر قلاعنا الصامدة بعد أن صودرت معظم الأراضي في الجليل والمثلث وبعد أن تمت محاصرة بلداتنا العربية في كل مكان بما يمنع توسعة مناطق نفوذها وامتدادها وفي ظل التضييق على أبناء شعبنا في المدن الساحلية ومضي مخططات تهويد القدس والنيل من مقدساتها. وفي النقب احتياطي الأرض العربية الوحيد، فلا مساومة ولا صفقات ولا خضوع ولا خنوع. قضية النقب وقضايا الأرض والمسكن والخرائط الهيكلية ومناطق النفوذ في بلداتنا العربية تحتاج إلى وقفة حقيقية على الأرض.
أما قضية الأسرى والسجناء الأمنيين الفلسطينيين، فهي قضية حارقة امتد لهيبها إلى العالم بعد أن كتب عدد من أسرانا البواسل تاريخا جديدا في الصمود، سطرته الأمعاء الخاوية، بإضرابات عن الطعام لم تعرف الدنيا لها مثيلا، في سبيل الحرية والكرامة والانتصار على السجان وانتزاع الحقوق منه. ولفت البيان إلى أن هذه القضايا هي غيض من فيض قضايا كثيرة أخرى تستهدف وجودنا وتسعى لمحو تاريخنا وانتهاك حقوقنا الوطنية، وإن يوم الأرض بتراكماته وانتفاضته وبكونه مرحلة مفصلية بطولية في تاريخ شعبنا، يتطلب أن نحيي ذكراه بما يليق به وبما يليق بنا كجماهير متجذرة في هذا الوطن وتواجه يوميا العنصرية والتمييز وآلات الجرف والهدم والدمار، ومخططات التضييق والمصادرة والحصار، في الجليل والمثلث والنقب والقدس والمدن الساحلية وفي كل أرجاء هذا الوطن.
وخلص البيان إلى القول: بناء على ما تقدم وفي ظل الظروف الحارقة التي نعيشها، فإننا ندعوكم لأكبر مشاركة في فعاليات يوم الأرض الخالد، تعبيرًا عن وحدتنا الكفاحية وانتصارا لقضايانا وكرامتنا، ولنصب جام غضبنا في موقف نضالي جماعي في مناسبة خالدة، نؤكد من خلالها على أننا سنكون سدا منيعا في وجه كل المخططات الإسرائيلية التي تستهدف وجودنا.