خبر الأرض بتتكلم عربي..!!.. ميرفت الشريف

الساعة 08:40 م|28 مارس 2013

 

"يوم الأرض"، مناسبة نحييها كل عام، و يسمع بها الصغار من الكبار، و لكن قلما نجد من يعرف حقيقة هذه المناسبة، بل إن الكثير من الشباب يجهلون هذا اليوم ولا يعرفون مدى أهميته، في ظل الأحداث و المستجدات المتلاحقة التي تمر بها الساحة الفلسطينية.

و للتعريف بــ "يوم الأرض" ، ففي يوم السبت الموافق 30-3 -1976 ، و في غمرة الانتهاكات الصهيونية و العنصرية و حملات التهويد التي تعرضت لها الأرض، قرر الفلسطينيون الإضراب، و هبت الجماهير العربية في الداخل المحتل في إضراب عم البلدات و القرى الفلسطينية المحتلة، مما دفع قوات الاحتلال لا تزال قواتها مدججة بالدبابات والمصفحات واندلعت اشتباكات عنيفة سقط على إثرها ستة شهداء فلسطينيين.

و ما من شك ان "يوم الأرض"، علامة بارزة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني، باعتباره اليوم الذي انتفض فيه الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 48 في وجه الغطرسة الصهيونية و أعلنوا تمسكهم بأرضهم و تشبثهم بها، و لا سيما و أن "الأرض" كانت و ما تزال ركيزة مهمة يحاول الاحتلال من خلالها إنجاح مشروعه الصهيوني على الأراضي العربية الفلسطينية، من خلال تهويد و مصادرة الأراضي لصالح الجدار الاستيطان الذي ابتلع مئات الدونمات من أراضي المواطنين في الضفة الغربية و القدس المحتلة.

و في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال تنفيذ مخططاته باتجاه سلب مزيد من الأراضي وتقطيع أوصال الأراضي والمدن ومحاصرتها، وفي ظل الاستمرار في سياسة الاستيطان والتهويد، وبناء الجدار، انشغل الفلسطينيون و العرب في قضايا أخرى انحرفت فيها بوصلة النضال باتجاه تحقيق أمور ثانوية على حساب الأرض و تحريرها، الهدف الأساس الذي يجب أن يكون في سلم أولويات أي حكومة أو فصيل أو مؤسسة، و خصوصاً أن المعركة الآن أصبحت معركة وجود في هذه الأرض و ليست معركة حدود.

و لا شك ان الانقسام بين الأطراف الفلسطينية كان له اثر كبير فيما وصلت إليه قضيتنا المركزية، أي الأرض، و ساهم إسهاما كبيراً في إعطاء "إسرائيل" الفرصة لتمرير مخططاتها، بل إنها استغلته جيداً في سبيل نهب الأرض و تهويد و طمس معالم هويتها الوطنية و الإسلامية، في وقت غاب اهتمام أصحاب القرار منا بها، كما انه للأسف لا زالت بعض الأطراف الفلسطينية تلهث وراء سلطة وهمية، وتقتتل عليها، و يتلهفون لمفاوضات لم تعد على شعبنا إلا بمزيد من المعاناة، بينما كانت فرصة سانحة أمام "إسرائيل" لكسب الوقت و سرقة ما استطاعت بالفعل سرقته من هذه الأرض.

ان ما يجري من انتهاكات و سرقة للأراضي في ظل هذا الانشغال الفلسطيني في أمور الانقسام و السلطة و الانتخابات و الحصار و... الخ يتطلب منا كفلسطينيين سياسيين و مواطنين عاديين مثقف و غير مثقف و فلسطينيين في الداخل و الخارج موقفاً أكثر حزماً من أجل التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية بما فيها تحرير الأرض و عودة اللاجئين إلى بيوتهم التي هجروا منها قصراً، و هذا يتطلب الشروع الفوري في حوار وطني جاد وشامل، يمكن من خلاله وضع إستراتيجية موحدة تتفق عليها كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، لتعزيز صمود الإنسان وحمايته و تقوية و حماية جبهتنا الداخلية من خلال خطاب سياسي وإعلامي موحد على برنامج مقاوم يمكن من خلاله مواجهة مخططات الاحتلال، و لجم اعتداءاته في الوقت الذي فشلت فيه كافة المفاوضات و الوساطات العربية و الدولية في إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية و الاستقلال التي كفلتها له الأعراف و القوانين الدولية.