خبر تقليص اضطراري - هآرتس

الساعة 09:28 ص|28 مارس 2013

ترجمة خاصة

تقليص اضطراري - هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

التحدي الذي يواجهه وزير المالية هو تحدٍ ذو مغزى. فعليه أن يقلص نحو 20 مليار شيكل في العامين 2013  - 2014 ويرفع الضرائب بنحو 10 مليار. هذه مبالغ عالية، تثير الخلاف بشكل طبيعي. ولكن يجب ان نتذكر بان السبب الذي يجعل التقليص ضروريا هو النفقات عديمة اللجام للحكومة السابقة، والتي جلبت الاقتصاد الى هذا الوضع المخزي.

لو كانت الحكومة السابقة تصرفت بمسؤولية لما كانت حاجة الى التقليص الان. ولكن الحكومة أرادت أن تكون طيبة ومحسنة، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو اراد أن يحبه الناس. وعليه، فقد سمح ايضا بزيادة ميزانية الدفاع وباعطاء تعليم مجاني من عمر ثلاث سنوات ايضا، وكذا حضانات نهارية مدعومة ونقاط اعفاء من الضريبة للرجال العاملين. لقد زيدت ميزانيات كل الوزارات، بعضها لا لزوم له، والاجر في القطاع العام رفع بسخاء. مخصصات الاولاد ارتفعت في الاتفاق الائتلافي مع شاس، والمستوطنات هي الاخرى أخذت. وما الغرو، في انه توجد حاجة الان الى التقليص في كل هذا كي لا نعلق في ازمة؟

على التقليص ان يضر باقل قدر بالنمو بالضعفاء. ولكن من أجل ماذا ينبغي الان أن نشق خط قطار من حيفا الى بيسان بمليارات عديدة؟ يدور الحديث عن خط لا داعي له، بدلا من مواصلات عامة ناجعة وأقل ثمنا بكثير.

في مجال المداخيل، مرغوب فيه عدم رفع الضرائب إذ ان هذا يمس بالنمو وبالتشغيل، بل ويقلص الاستثمارات. من الافضل الغاء الاعفاءات التي مر زمنها، مثل الاعفاء من ضريبة القيمة المضافة على الخضار والفواكه. من يمكنه أن يعلل لماذا حبة البندورة اهم من الخبز أو لماذا الخيار ضروري أكثر من الادوية؟ يدور الحديث هنا فقط عن قوة اللوبي الزراعي، وحياله يجب الوقوف. كما توجد أيضا الاعفاءات من ضريبة القيمة المضافة في البلاد، الاعفاء من الضريبة على صناديق الاستكمال، والامتيازات الضريبية العالية لمشاريع استراتيجية ومشاريع تصدير، في كل هذه يجب المعالجة.

مهم ايضا اجراء اصلاحات تقلص البيروقراطية، تخفض الجمارك، وتزيد المنافسة، بهدف تخفيض كلفة أسعار الغذاء والسكن المبالغ فيها.

على يئير لبيد أن يوضح للجمهور بانه اذا ما استسلم للتزلف للجماهير وتخلى عن التقليصات، فان العجز سيكون عاليا جدا والاقتصاد سيتدهور الى وضع اصعب بكثير من الازمة المالية والواقعية، مما يتضمن بطالة عميقة على نمط اليونان واسبانيا. والى هذا لا يرغب احد في الوصول.