خبر تركيا – اسرائيل وماذا الان - يديعوت

الساعة 09:18 ص|28 مارس 2013

ترجمة خاصة

تركيا – اسرائيل وماذا الان - يديعوت

بقلم: درور زئيفي

(المضمون: الان، ستبدأ الدولتان باعادة بناء ما تحطم. وستفعلان ذلك مثلما يفعل قنفدان يمارسان الجنس – ببطء وبحذر. اسوار الشك لا تزال عالية جدا - المصدر).

"بعد أن يكونوا استنفدوا كل البدائل الاخرى، الامريكيون سيفعلون دوما الامر السليم"، قال تشرتشل. هذا القول ساري المفعول بذات القدر بالنسبة لاسرائيل وتركيا. كلتاهما اضاعتا ثلاث سنوات في استنفاد كل الخيارات الاخرى قبل أن وافقتا على أن تفعلا الامر السليم – اسرائيل تعرب عن اسفها عن موت مواطنين اتراك دون نية مبيتة من جهتها، وتعرض تعويضات على عائلاتهم، والاتراك ينزلون عن الشجرة المستحيلة ويتخلوا عن رفع الحصار عن غزة.

الدولتان خسرتا غير قليل بعنادهما. صحيح أن تركيا رسخت مكانتها كرائدة في المنطقة وحامية للفلسطينيين ولكنها تنازلت عن قدرة تنسيق الخطوات حيال سوريا وايران، وعن مكانتها كوسيطة بين اسرائيل والعرب وعن عطف الكثير من الناس في الادارة الامريكية.

اسرائيل خسرت ذخائر لا تقل أهمية، بل وربما أكثر. ولا يدور الحديث فقط عن الصفقات الامنية او القدرة على تدريب سلاح الجو في تركيا. في لحظات حرجة من ناحية اسرائيل خسرت القدرة على الوصول الى جمع المعلومات من داخل تركيا ونصب جساسات على الحدود الايرانية، تنازلت عن العلاقة الوثيقة جدا التي كانت لها ذات مرة مع دولة اسلامية. وأخيرا تنازلت اسرائيل عن القدرة على ضخ الغاز من حقولها في البحر المتوسط مباشرة الى تركيا العطشى للطاقة وعبر انبوب بري الى اوروبا ايضا.

الان، ستبدأ الدولتان باعادة بناء ما تحطم. وستفعلان ذلك مثلما يفعل قنفدان يمارسان الجنس – ببطء وبحذر. اسوار الشك لا تزال عالية جدا. الادارة الاسرائيلية تعتقد بان تركيا باتت دولة اسلامية. ثمة قدر ما من الحق في ذلك، وان كان بعيدا عما ينطوي عليه الخيال الاسرائيلي في الحكم الاسلامي. فهذه لا تزال دولة مفتوحة للجميع، تسير فيها النساء دون خوف بالفساتين القصيرة ودون غطاء رأس، والبيرة تصب في كل بار والموقف من السياح ودي. الاتراك، بالمقابل، يصفون لانفسهم الاحتلال الاسرائيلي في الضفة بالوان قاتمة أكثر مما في الحقيقة، ومعظمهم مقتنعون بان الجيش الاسرائيلي يوجد داخل قطاع غزة. الكثيرون في حزب الحكم يشكون في نوايا اسرائيل ويعتقدون انها تريد اثارة الحروب في المنطقة كجزء من مفهومها الامني.

معقول الافتراض بان مسألة سوريا وايران ستكونا أول المسائل التي ستطرح على جدول الاعمال. وقد سبق لاردوغان أن قال في احاديث خاصة إنه من ناحيته ايلول هذا العام هو موعد النفاد الاخير لنظام الاسد وفي نيته أن يفعل كل ما يلزم كي يحصل هذا. ولما كان لا ينوي الدخول عسكريا الى الدولة، فالتنسيق مع اسرائيل هام له جدا. من ناحية اسرائيل، فان الحاجة الى تقليص دور وقوة منظمات القاعدة، النصرة واشباهها في سوريا بعد الاسد حرجة، ولهذا فانها ستتطلع الى الحوار مع تركيا على تقييد المساعدات لهذه المنظمات وعلى تعزيز القوى الاكثر ليبرالية في المعارضة. وفي الموضوع الايراني ايضا سيبدأ حوار متردد.

مواضيع الغاز في البحر المتوسط هي الاخرى تقلق الطرفين، وفي وقت لاحق ايضا سيطرح هذا الموضوع على الطاولة. في دولة فقيرة بمقدرات الطاقة ستسعى تركيا لان تكون شريكا في البحث عن الغاز وانتاجه في اطار  الحبل السري لها مع شمال قبرص. اما اسرائيل فستبحث عن سبل نقل الغاز الى الاسواق.

وأخيرا، معقول الافتراض بان الدولتين ستتطلعان الى الوصول الى تفاهمات جديدة عن التعاون الامني. في ضوء شبكة العلاقات المتوترة مع سوريا، ايران وحتى العراق، يحتمل أن تكون لتركيا مصلحة في طبقات الدفاع الجوي التي طورتها اسرائيل. ولاسرائيل ستكون مصلحة في الحصول على معلومات استخبارية وتقديرات من أجهزة الاستخبارات التركية. ولكن هذه الامور تحتاج الى الانتظار لزمن أطول.