خبر فليعتذروا هم

الساعة 09:37 ص|27 مارس 2013

بقلم: نداف هعتسني .. ريف

(المضمون: اذا كان نتنياهو يعتذر للاتراك فاني شخصيا لا أعتذر. الاتراك ورئيس وزرائهم هم الذين يجب ان يعتذروا على استفزازاتهم وشتائمهم بحقنا - المصدر).

دون أن يجري نقاشا ويحصل على الاذن القانوني، اعتذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتركيا ورئيس وزرائها اردوغان. وتعهد بان يدفع للاتراك تعويضا من اموالي – أموال دافع الضرائب، بينما مكتب رئيس الوزراء وصحفيو البلاط لديه يبررون الاعتذار الفضائحي بالوضع في سوريا. وكأننا لا نفهم بان بيبي ببساطة لم يكن يمكنه ان يصمد في وجه ضغط براك اوباما ولم ينجح في الدفاع عن مصلحة اسرائيلية اساسية او عن كرامتنا الذاتية.

قبل كل شيء، لعلم الحكومة والجمهور التركي اذا كان نتنياهو اعتذر باسم الشعب في اسرائيل، فسجلوا امامكم – أنا لا أعتذر. بالفعل مطلوب اعتذار، ولكنه كله يجب أن يأتي منكم. من هو ملزم بان يعتذر أولا هو الازعر حامي الدماغ اردوغان: من قرر قبل ثلاثة اسابيع فقط في فيينا بان "الصهيونية هي جريمة ضد الانسانية"، من ادعى باننا ارهابيون، نذبح الاطفال الفلسطينيين وحماس والجهاد محقتان، من قال ان "اسرائيل تتغذى بالدماء والدموع"، وقال عنا "دول المنطقة وباقي العالم ملوكم، ايها الكذابون والانذال". الحكومة والامة التركية ايضا ملزمتان لنا بالاعتذار والتعويضات. الاعتذار عن الحملة الارهابية التي مولوها وقادوها على سفينة مرمرة، حين كاد مبعوثوهم يقتلون جنود الوحدة البحرية الذين نزلوا الى الدكة. من يعتقد أن الكرامة الذاتية والوطنية في الشرق الاوسط هي موضوع طقسي فقط، لا يفهم شيئا بعد. الاعتذار البائس لنتنياهو جاء لخدمة حاجة امريكية لحظية، ولكنه لن يحسن اي شيء جوهري في علاقات الدولتين، ولن يساعد المصالح الامريكية في المنطقة. طالما كان الحكم الاسلامي الحالي يقود تركيا، لن نكون جيدين بما يكفي لهم، طالما كنا موجودين.

ولكن – اذا كان بنيامين نتنياهو يريد الاعتذار، فهو مدعو لان يوجه طلبات الاسف للعناوين الصحيحة. اولا ملزم باعتذار عاجل لنواب البيت اليهودي الذين شهر بهم مبعوثوه دون ذنب اقتربوه في اثناء حملة الانتخابات. اعتذار كبير ملزم به لنفتالي بينيت، الذين أهانه وحاول الامتناع عن كل اتصال به الى أن انعدمت أمامه كل الخيارات. اعتذار كبير آخر مطلوب لناخبي ومصوتي ما كان يسمى ذات مرة المعسكر الوطني، الذي فككه بكلتي يديه. المرة تلو الاخرى تعهد نتنياهو بتحديد سياسته وفقا لبرنامج الليكود وفر الى صفوف الطرف الاخر. واعتذار آخر ملزم نتنياهو به بالطبع لاعضاء المجلس الوزاري السياسي – الامني الذين لم يكلف نفسه عناء تبليغهم ولم يحصل على إذنهم كما ينبغي قبل أن يقرر وكأنه حاكم فردي بالخطوة التركية.

من كان أول من شد على اليد نتنياهو، وربما وقف خلف طبخ الاعتذار، كان شمعون بيرس. اذا كان بيرس متحمسا للاعتذار فلدينا له قائمة من المتضررين الحقيقيين والجديرين ممن تضرروا منه نفسه. اولهم، هم اكثر من ألف قتيل اوسلو ممن فقدوا حياتهم بسبب هذيانه المسمى اتفاقات اوسلو الثمار الفجة لرؤيا الشرق الاوسط الجديد، من ابداع خياله. كما أن بيرس هو أب افساد السياسة والمجتمع الاسرائيلي في الجيل الاخير. حان الوقت لان يعتذر ايضا عن "المناورة النتنة" وعن افساد الاصوليين الذين اغواهم بكل ثمن مقابل دعم اليسار. فليعتذر عن اتفاق لندن، الذي وقعه خلف ظهر رئيس وزراء اسرائيل في ظل خرق الثقة والدوس على أنظمة الحكم السليمة، وغيرها وغيرها. وعليه من قرروا تحويل يوم الفصح بالذات الى يوم غفران، فليوجهوا اعتذاراتهم فقط الى العناوين الصحيحة.