بالصور « أبو الدبعي ».. فن ساخر بنكهة فلسطينية

الساعة 02:30 م|26 مارس 2013

وكالات

ازدادت مع الثورات العربية المبادراتُ الشبابيةُ الابداعية كالفن الساخر الذي يتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي مسرحاً له. جذب هذا الفن الكثيرين من المتابعين لجرأة طرحه وعفويته وسخريته من الواقع دون قيود. وقد ابتدع رواد هذا الفن شخصيات ساخرة للتعبير عن آرائهم مثل شخصية ”أساحبي“ المصرية. على شاكلتها، ابتكر الفلسطيني عمر زين الدين (21 عاماً) شخصية ”أبو الدبعي“ الفلسطينية.

عن تسمية أبو الدبعي يقول عمر: ”هو اسم مستوحى من التراث الفلسطيني، ويرمز للشخص الذي يدّعي العلم بكل شيء وبالعامية نقول:عامل حاله فهمان“. ولكن عمر تجاوز الاستخدام اللغوي البحت للكلمة وعرّف أبو الدبعي على أنه ”الفلسطيني المدعوك والجوعان ع طول تعبان ماكل هوا بالألوان .. ولسا عايش“.

يقوم أبو الدبعي بالتعليق الهزليّ على الأحداث السياسية الفلسطينية بشكل يومي عبر تصاميم بسيطة ينشرها على صفحة الفيسبوك التي أُعجب بها أكثر من 23 ألف متابع. يقول عمر أن هذه التعليقات تنال الجميع، فهي لا تتلون بلون فصائلي معين، وتتناول ”كل الشخصيات من الرئيس حتى الغفير“، مؤكداً أن ”الوطن هو الخط الأحمر الوحيد“.

ولم تقتصر هزلية أبو الدبعي على الشأن الداخليّ الفلسطيني، بل قامت باستهداف الاحتلال بمجموعة كبيرة من التصاميم الساخرة. وقد اشتهرت الصفحة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة حيث نشرتْ ما يزيد على مئة وخميسين تصميماً هزلياً خلال الأيام الثمانية للحرب تسخر من قوة إسرائيل العسكرية وتقوي من عزيمة الفلسطينيين.

يقول أبو الدبعي بأن ”التصاميم خلال فترة العدوان ركزت على صمود الفلسطينيين في غزة وقوة مقاومتهم“، معتبراً أن ”غزة للكبار فقط“، وقد كتب في إحدى التصاميم“ ”بارجات جيبات طيارات اف 16، خردا للبيع يلا“. ويقول في عبارة أخرى مخاطباً طائرة الاستطلاع الإسرائيلية ذات الصوت المزعج :“عزيزتي الزنانة (الطائرة بدون طيار) صوتك مش مزعجنا، احنا مبسوطين عليه وحاطينه نغمة جوال“.

كما عمد أبو الدبعي خلال العدوان إلى مخاطبة جيش الاحتلال بتصاميمه فوصفه ذات مرة أنه ”جيش الملاجئ“، وأبلغه أن ”المجال مفتوح أمامه للتوجه إلى أي مكان يشاء ما عدا فلسطين لأنها ما تزال منطقة إخلاء له“. ووقت إعلان التهدئة قال ”ذهب القصف وانشرحت الصدور وثبت النصر إن شاء الله“ وختم أبو الدبعي تصاميم العدوان برصد حالة الفرح لدى الفلسطينيين بإعلان التهدئة قائلاً أن ”لديهم رغبة بإطلاق صاروخ فجر من شدة الفرحة“.

عمر، الذي يتعلم الصحافة في إحدى جامعات غزة، يقول بأن ”أفكاره مستوحاة من الشارع، فإلى جانب القضايا السياسية تطرح الصفحة نبض وقضايا الشارع بطريقة ساخرة وتحاول التأثير في السلوكيات الخاطئة في المجتمع“. وعن أسباب إنشائه للصفحة يرى بأن: ”الشعب الفلسطيني يفتقد للدعابة والسخرية خاصة فيما يتعلق السياسة والسياسيين“، فأراد أن يخلق نوعاً من التفاعل مع القضايا السياسية المحلية والعربية والعالمية بأدوات شعبية بسيطة تصل الجميع.

0p

 po