خبر فلسطين – ايران – فلسطين (2) - هآرتس

الساعة 10:48 ص|25 مارس 2013

ترجمة خاصة

فلسطين – ايران – فلسطين (2) - هآرتس

بقلم: آري شبيط

(المضمون: يجب على الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء اللذين أصبحا صديقين ان يحققا الآن الأمل الجديد الذي بذراه - المصدر).

إن انتصار رئيس الولايات المتحدة ظاهر للعيان، ففي غضون يومين أصلح كل واحد من الأخطاء التي اخطأها بحق اسرائيل في السنين الاربع الاخيرة. وفي غضون خمسين ساعة أسر بصورة عاصفة ايضا الرأي العام الاسرائيلي والادارة الاسرائيلية ايضا. بل ان براك اوباما اخترق اختراقا شعوريا الى قلب "المتشكك" بنيامين نتنياهو وقلوب أبناء بيته. وأقنع الاسرائيليين وحكومتهم بأنه يقف الى جانبهم وأنهم ليسوا وحدهم. ودحض دفعة واحدة والى الأبد شك انه معاد لدولة اليهود ومتحفظ من الصهيونية. ومع ذلك قال الرئيس الامريكي الليبرالي في مباني الأمة حقيقته وعرّف على نحو مؤثر العدل الصهيوني والنقطة التي يتحول فيها العدل الصهيوني الى ظلم ينبغي إزالته. كان حضور اوباما في القدس عرضا تاريخيا مدهشا أحدث تحولا سياسيا حقيقيا.

إن انتصار رئيس وزراء اسرائيل خفي على الناظر. فبعد اربع سني نضال جاء بزعيم العالم الحر ليعترف بالدولة اليهودية على نحو لم يفعله أحد من أسلافه. وبعد اربع سني مناكفة جاء برئيس الولايات المتحدة ليلتزم ان تفعل القوة العظمى كل ما تستطيع فعله لوقف المشروع الذري الايراني. وبعد اربع سني حرب خنادق جعل الولايات المتحدة تتخلى عن طلبها ان يكون وقف الاستيطان شرطا مسبقا لاجراء تفاوض اسرائيلي فلسطيني في السلام. وقد أحرز الصهيوني السياسي نتنياهو في الاسبوع الماضي واحدا من أعظم ما أنجزت الصهيونية السياسية في كل عصورها. إن اعتراف رئيس الولايات المتحدة وزعيم القوى المتقدمة في العالم بالصهيونية واقعة تتجاوز كثيرا مجال الحادثة الشعورية الغامرة التي حدثت هنا قبل بضعة ايام. وهو يمنح اسرائيل شرعية عميقة وقوة سياسية صلبة وقوة ردع. وهو يعزز من جديد اعلان بلفور بحسب مفاهيم القرن الواحد والعشرين.

إن للنصر – النصر المفاجيء لاوباما – نتنياهو سلسلة آثار مباشرة. فقد عادت الولايات المتحدة الآن ترى اسرائيل كنزا استراتيجيا يمنحها قاعدة مستقرة في شرق اوسط غير مستقر. وتنظر الولايات المتحدة الى اسرائيل الآن أنها القوة الاقليمية الصديقة التي ستحمي مصالح امريكية حيوية مُعرضة للخطر. وتتوقع الولايات المتحدة ان تعمل اسرائيل بالتنسيق مع تركيا والاردن لا لصد قوى شيعية متطرفة فقط بل قوى سنية متطرفة تهدد النظام الاقليمي ايضا. وبعد ان وقفت الولايات المتحدة على المعاني الكارثية للربيع العربي تتجه الى اسرائيل نفسها التي كانت تشك دائما في الربيع العربي كي تكون السد الذي يقف في وجه طوفان العنف والفوضى الذي أطلقه الربيع العربي.

لكن انتصار – انتصار اوباما – نتنياهو ما زال يواجه تحديا مضاعفا وهو ايران وفلسطين. لأنه يجب من جهة على الديمقراطية الامريكية الكبيرة والديمقراطية الاسرائيلية الصغيرة ان تعملا على نحو مشترك لمنع حصول ايران على القدرة الذرية الذي سيفضي الى حصول المنطقة على القدرة الذرية ونقض للنظام العالمي. ويجب على الديمقراطية الامريكية الكبيرة من جهة ان تساعد الديمقراطية الاسرائيلية الصغيرة على انقاذ نفسها بأن تبدأ المسار الطويل الذي سيفضي الى انهاء الاحتلال. ويجب ان يكون المساران متآلفان. يجب أولا القيام بمسار جزئي مع فلسطين ويجب بت الامر بعد ذلك بشأن ايران وينبغي آخر الامر إتمام مسار تقسيم البلاد ورسم حدود معترف بها للصهيونية. كانت فلسطين – ايران – فلسطين هي التحدي المشترك الذي واجه اوباما ونتنياهو في 2009، وفلسطين – ايران – فلسطين هي التحدي المشترك الذي يواجه اوباما ونتنياهو في 2013. وبعد ان فشلا في المرة السابقة وبعد ان أضاعا اربع سنوات ثمينة، يجب على الرئيس ورئيس الوزراء اللذين أصبحا صديقين ان يحققا الآن الأمل الجديد الذي بذراه.