خبر تغيير اتجاه في الجبهة الشمالية: - هآرتس

الساعة 10:35 ص|25 مارس 2013

ترجمة خاصة

تغيير اتجاه في الجبهة الشمالية: - هآرتس

الجيش الاسرائيلي يحصر الجهود في لبنان بدل سوريا

بقلم: غيلي كوهين

(المضمون: أصبح الجيش الاسرائيلي يتدرب على كون المواجهة القادمة في الشمال في لبنان خاصة لا في سوريا بعد انتقاض عُرى الجيش السوري وازدياد حزب الله قوة ومنعة - المصدر).

يجتاز جنود الاحتياط في واحد من الألوية المدرعة في ساعة الأصيل قرية المغار من طرفها الى طرفها الآخر. وانتظرت صفوف طويلة من سيارات الهامر متنكرة بصورة دبابات ومتشبهة بصورة وسائل القتال الحقيقية في اللواء، انتظرت الاستدعاء. وبدأ المشهد للآباء الذين جاءوا يخرجون أبناءهم من رياض الاطفال جذابا وهناك من قالوا ان الجيش كأنما سيطر على القرية. ورد العسكريون من جهتهم بصورة واضحة على السؤال عن سبب النشاط العسكري غير العادي بقولهم: "ان لبنان ببساطة يبدو على هذا النحو".

استقر الرأي في الجيش الاسرائيلي في السنة الاخيرة عقب تغير الواقع في سوريا على الاستعداد من جديد في الجبهة الشمالية. ويعلم كل محارب تقريبا تم اعداده في الآونة الاخيرة ان يجيب ان "التهديد الحقيقي" الذي يأتي من الشمال مصدره الجيش السوري. لكن جيش الاسد جرت عليه تحولات كثيرة في الفترة الاخيرة فقد قتل نحو من 13 ألف عسكري في المعارك الداخلية في الدولة، وانشق نحو من 40 ألفا من الوحدات العسكرية. "ان أكثر الجيش البري السوري منتقض العُرى – فقد أغلقت أطر والروح المعنوية منخفضة والاستعداد كذلك – من المعدات الى الاشخاص"، قال مؤخرا رئيس شعبة الاستخبارات اللواء أفيف كوخافي في مؤتمر في هرتسليا. "ان ايران وحزب الله يستطيعان الوصول الى القفص الذهبي الذي يعرضه الاسد عليهما ويحاولان في بعض الحالات بل وينجحان في الحصول على قدرات الدفاع الجوي وصواريخ ساحل – بحر، وقدرات صواريخ ارض – ارض وقدرات اخرى. ويدرك حزب الله وايران ان مستقبل الاسد قد قُضي لكنهما يستعدان لليوم التالي".

وفي مقابل ذلك يستعد الجيش الاسرائيلي هو ايضا ويغير وجهة بعض فرقه الشمالية ويضيف اليها المهمة اللبنانية. هذا ما حدث مثلا لفرقة احتياط شمالية ينتمي اليها اللواء المدرع الذي شارك في التدريب. وفي الاسبوع الاخير تدرب لاول مرة على نحو متواز لواءا احتياط – الاول مدرع والثاني للمشاة – على القتال في لبنان بعد سنين كانت العناية محصورة فيها في الجبهة السورية فقط. "كان اللواء يعلم لمدة ثلاثين سنة ان مهمته هي سوريا. فلو قلت كلمة سوريا لصفروا"، يُبين قائد اللواء العقيد أوهيد نجمة. ويقول الآن "هذه اول مرة يصبح العدو (بالنسبة اليهم) لبنانيا".

ليس الحديث فقط عن تغير الصورة الاستخبارية عند قيادة اللواء. فالى هذا الوقت كان جنود الاحتياط في المدرعات يحصرون عنايتهم في مهمات التخطيط لهجوم دبابات على دبابات، وأصبح تحديهم الجديد الآن مواجهة الصواريخ المضادة للدبابات التي يملك حزب الله آلافا منها بحسب التقديرات. وقد عرّفوا في الماضي في الجيش الصواريخ المضادة للدبابات بأنها "تهديد لايقاع الحرب القادمة ومدتها".

يُبين قائد سرية الاستطلاع في اللواء الرائد (احتياط) ايتان ليفي ان "العدو لم يعد كما عرفناه بل أصبح عصابة مسلحة، فهذا ليس جيشا بل منظمة". وحاول قائد لواء المشاة الاحتياطي "ألون" العقيد وجدي سرحان ان يعرض على جنود الاحتياط الصعوبات المادية التي تنتظرهم في قتال من هذا النوع، في منطقة جبلية ومنطقة مبنية وفي منطقة قروية مع سكان محليين. "أردنا ان يعلموا ما هو العدو الذي نُمتحن في مواجهته – العدو الذي يجب البحث عنه، وقد حاولنا التدرب على ذلك"، يقول سرحان. وتتميز ايام التدريب مثل غير قليل من الفترات في السنة الاخيرة، بتوتر على الحدود الشمالية. وبدأ في ذلك اليوم ايضا ورود تقارير متناقضة عن انه استُعمل لاول مرة سلاح كيميائي وقت القتال في سوريا. ولهذا، يقول ليفي تغيرت صورة النشاط و"هناك شعور بأنهم يُعدوننا".

يصاحب تدريب قوات الاحتياط ضابط في هيئة القيادة العامة سيتولى جزءا من استعمال القوة زمن قتال في الشمال في المستقبل. وتكاد تكون أول جملة تخرج من فمه هي انهم في الجيش "يستعدون جدا في جدية لاحتمال حرب مع لبنان". وجُند جنود الاحتياط مثلا على نحو يشبه تقريبا ما سيحدث في الحرب القادمة كما يُقدرون في الجيش الاسرائيلي: فقد دعاهم مهاتف آلي الى الحضور لوحدة تجنيدهم وجُندوا بعد ذلك في وحدة مستودعات الطواريء تحت اطلاق قذائف صاروخية لا ينقطع ونُقلوا من هناك مباشرة الى القتال. "ان حزب الله عدو متحرك وجدي لكن عندنا كل الوسائل لضربه بصورة شديدة ونحن ننوي ان نفعل ذلك"، يقول الضابط الكبير.

إن الاشارات الى صورة عمل الجيش في حرب لبنان الثانية واضحة تقريبا. فهم في الجيش الاسرائيلي يريدون ان يضعفوا بقدر ما "الهالة" التي نشأت حول نشاط حزب الله. وقال قائد المنطقة الشمالية الجنرال يئير غولان في الماضي في مؤتمر في جامعة بار ايلان انه يريد "جعل هذا التهديد طبيعيا، فهناك ميل الى النظر اليه بصورة خيالية تتجاوز حدود العقلانية. يستطيع حزب الله ان يشوش على الجيش الاسرائيلي لكنه لا يستطيع ان يوقف الجيش الاسرائيلي".

يؤمنون في القيادة الشمالية ان الحل هو التأليف بين المداورة في داخل الارض اللبنانية لعدة فرق، واستعمال نار كثيفة من الجو، وبعامة. وعلى هذا يُبنى تدريب لوائي الاحتياط الذي تم في الاسبوع الماضي – وهو تدريب بري واسع يشتمل على نشاط مهم لقوات مشاة ومدرعات في داخل القرى "اللبنانية" وفي المناطق المفتوحة. "نشأنا هناك"، يقول الضابط الكبير من هيئة القيادة العامة ويقصد جيل الضباط من أبناء جيله الذين نشأوا في فترة البقاء في لبنان. "ليس من المؤكد ان الجنود اليوم يعرفون. صحيح ان التدريب هيكلي (أي ليس هو على آلات حقيقية وبحضور قادة فقط) لكن هذا هو الأشبه بالواقع. وحينما سيصلون الى لبنان سيجدون اشياء جديدة كثيرة وهدفنا ألا يكون كل شيء جديدا بالنسبة اليهم – وآنذاك يمكنك ان تكون أكثر عنفا وان تهزم حزب الله. أعتقد انه يمكن ان نفعل بحزب الله نفس ما نفعله بالارهاب في يهودا والسامرة. اذا أردت ان تستعمل كلمة "حسم" فانك مُحتاج الى التدريب. كانت في عملية عمود السحاب معركة مخطط لها جدا لكن لم يكن يفترض ان تحرز هذا. لو أنهم داوروا لضربوا حماس ضربة شديدة. ولهذا فان الفكرة هي ان نستعمل كل ما لدينا من قوة اذا نشبت حرب".

يستعد حزب الله لما يأتي ايضا، في مواجهة تدريبات الجيش الاسرائيلي. فقد لاحظت جهات استخبارية ان حزب الله قام في السنة الاخيرة بعدة عمليات غير تقليدية بل انها جريئة بدءا بادخال الطائرة من غير طيار الى داخل اسرائيل في شهر تشرين الاول الاخير، وانتهاءا بتهريب 20 كغم من المواد المتفجرة من طراز "سي 4" الى اسرائيل في شهر آب والعملية التفجيرية في بورغاس في شهر تموز حيث قتل فيها خمسة سائحين اسرائيليين ومواطن بلغاري واحد.

والى ذلك فان تغير وضع سوريا "وهي دولة في انحلال" كما تسميها جهات امنية، يغير توازن القوى على الحدود ويؤثر ايضا في قتال حزب الله في المستقبل. وقد أخذوا في الجيش يلائمون الخطط العملياتية لامكانية تسرب سلاح متقدم ولا سيما صواريخ ارض – جو، ولامكانية عمل طائرات من غير طيارين بصورة أوسع. "ان حزب الله يزيد في قدراته. وقد رأينا جزءا منها في الماضي وسنلقى جزءا منها في المستقبل لكنها ليست بكميات ومقادير لا نستطيع ان نواجهها"، يقول العقيد سرحان الذي كان في حرب لبنان الثانية قائد الكتيبة الدرزية "حوريف". "سيمكن بصورة قاطعة ان ننتصر ونهزمه. لقد تعلمنا من لبنان الثانية".