تقرير 2012.. « إسرائيل » تتحل من أوسلو وتفرض واقعا على الأرض بلا ثمن

الساعة 12:18 م|24 مارس 2013

غزة

أظهر تقرير مركز مدارس الاستراتيجي 2013، للمشهد "الإسرائيلي" العام 2012، جملة من التغيرات في السياسية "الإسرائيلية" الداخلية والخارجية وتجاه الفلسطينيين على وجه التحديد.

وبحسب التقرير، والذي يشمل كل نواحي الحياة "الإسرائيلية"، فإن أحداث مفصلية وقعت في "إسرائيل" خلال السنة الماضية وتأثرت بمجموعة من الأحداث والمتغيرات الإقليمية والدولية والداخلية المهمة.

إقليميا، أظهر التقرير استمرار حاله عدم الاستقرار والضبابية في المحيط الجيو-سياسي لإسرائيل وبخاصة في مصر وسورية، واستمرار انشغال "إسرائيل" ب"الخطر الإيراني النووي".

وبحسب التقرير فإن خمسة تحديات أساسية واجهت الأمن القومي "الإسرائيلي" في العام 2012، وهي استمرار تحول إيران إلى دولة نووية، والمحافظة على السلام مع مصر والأردن، الحرب الأهلية في سوريا والخوف من أن تؤدي إلى إشعال الجبهة الشمالية، والعلاقة مع القضية الفلسطينية ببعديها السياسي والأمني العسكري الآتي من غزة، إلى جانب المحافظة على مكانة "إسرائيل" الدولية.

وفيما يتعلق بالعلاقات الفلسطينية "الإسرائيلية"، قال الباحث أمطانس شحادة أنه وخلال العام 2012 استطاعت "إسرائيل" تحويل خطابها السياسي من عدم وجود شريك، إلى عدم وجود حل، حيث تعاملت على أساس التخلي عن اتفاقية أوسلو، وفرض الأمر الواقع على الأرض بما يخدم مصلحتها.

وركزت "إسرائيل" خلال تعاملها مع الجانب الفلسطيني على الثوابت التي حاولت في أكثر من مرة التأكيد على عدم قبول أيه تنازل فيه وهي المستوطنات ورفض حق العودة وعدم التفريط بالقدس الكبرى عاصمة لإسرائيل، وعدم العودة لحدود الرابع من حزيران.

وبحسب الباحث شحادة، فإن عدد من العوامل التي ساعدت على هذه النتيجة من أهمها المحيط العربي والإقليمي والدولي، إلى جانب تغيرات إيدلوجية في المجتمع "الإسرائيلي" الذي بات يجمع على عدم التوجه إلى عملية سياسية مع الفلسطينيين.

كما أن العامل الأمني لم يعد حافزا لأي عمليات سياسية مع الفلسطينيين، فقد تغلبت "إسرائيل" على هذه النقطة من خلال الجدار وقيام السلطة بعملية ضبط الأمن الداخلي، وحتى الثمن الأمني الذي تدفعه في القطاع أصبح بإمكانها التعايش معه.

وبوجود هذه العوامل، بإمكان "إسرائيل" حاليا فرض ما تريده على الأرض، مع الإبقاء على السلطة دون أن تنهار، فثمن الاحتلال تدفعه أمريكا وأوروبا والضرائب الفلسطينية التي تجبيها.

داخليا رصد الباحث أنطوان شلحت عدد من التغيرات على ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة والتي أظهرت قدرة اليمين على البقاء والانتصار والذي تمثل أخيرا بنجاح بنيامين نتانياهو تشكيل حكومة رغم كل العراقيل والتأخير.

وقال شلحت أن الإتلاف الحكومي الحالي أقيم على عدة أسس عنصرية أهمها التعهد بسن قانون أساسي يعتبر "إسرائيل" دولة قومية يهودية، وتغير نظام الحكم ومن ضمنها رفع نسبة الحسم إلى 4%، وهو ما يعني كنيست قادم بدون تمثيل عربي.

وبحسب شلحت فإن اليمين تلقى صفعة قوية ولكن لا يعني انه هزم وأنما استطاع أن يحافظ على قوته بالرغم من الظروف الداخلية والإقليمية والتي أثرت على قوته، فتشكيل هذا التحالف يعتبر انتصارا.

وقال شلحت أن اليمين "الإسرائيلي" ومنذ توليه الحكم يحاول إعادة تشكيل كل المشهد والوعي الفكري والأيديولوجي، وأن يغلق دائرة الانتصارات التي بدأها منذ 1977.