خبر لن تعود لتكون حليفا - معاريف

الساعة 10:50 ص|24 مارس 2013

ترجمة خاصة

لن تعود لتكون حليفا - معاريف

بقلم: عمير ربابورت

(المضمون: مصالحة نهاية الاسبوع تقوم بقدر اكبر على أساس تداخل المصالح وملابسات اقليمية متغيرة، اكثر مما تعبر عن وضع جديد في شبكة العلاقات بين الديمقراطيتين الراسختين في الشرق الاوسط - المصدر).

لا مكان للامل العابث: العلاقات مع تركيا لن تعود 11 سنة الى الوراء، وتركيا لن تعود لتكون الحليف الامني الاكبر لاسرائيل وسوق الهدف رقم 1 للصناعات الامنية مثلما كانت حتى العام 2002. مصالحة نهاية الاسبوع تقوم بقدر اكبر على أساس تداخل المصالح وملابسات اقليمية متغيرة، اكثر مما تعبر عن وضع جديد في شبكة العلاقات بين الديمقراطيتين الراسختين في الشرق الاوسط.

وللمفارقة فان من أيد طوال الطريق الاعتذار الاسرائيلي لتركيا منذ احداث اسطول مرمرة في ايار 2010 كانت قيادة الجيش الاسرائيلي (خلافا للموقف العاطفي لرجال الوحدة البحرية ممن يأكلون القلب على ان اسرائيل تعتذر عن الحدث الذي اصيب فيه غير قليل من مقاتليهم). ما اقلق جدا الجيش الاسرائيلي هو الاجراءات القضائية التي فتحت في تركيا ضد المشاركين في الاسطول (وستلغى في أعقاب المصالحة)، وبالاساس حقيقة أن اسرائيل فقدت الصداقة مع تركيا، والتي كانت هامة جدا للاستقرار الاقليمي. في أيام الذروة للعلاقات بين الدولتين درج سلاحا الجو والبحرية لاسرائيل على التدرب في تركيا، والصناعات الامنية تعهدت بان تورد لها المعدات التكنولوجية الاكثر تطورا.

وزير الدفاع الجديد، موشيه يعلون، يعتبر منذ مرمرة احد المعارضين للاملاءات التركية التي طرحت كشرط للمصالحة واعادة السفيرين. واجرى يعلون اتصالات مع الاتراك في جنيف، في نيويورك وفي اماكن اخرى وأوصى بعدم الاخذ بالاعتذار. أما امس فقد رحب يعلون بالمصالحة واشار الى أن الظروف تغيرت. ما تغير، اضافة الى المرونة في المطالب التركية بالاعتذار، هو الوضع في سوريا. ولجهاز الامن الاسرائيلي توجد مصلحة هائلة في استئناف التنسيق الامني مع تركيا في ضوء تفكك سوريا وترسخ عناصر الجهاد العالمي خلف الحدود.

لم يتوقع جهاز الامن المصالحة قبل زيارة اوباما – رغم أن الموضوع كان على الطاولة ورغم أن رئيس قيادة الامن القومي، اللواء يعقوب عميدرور، انشغل فيه. واتخذ القرار بتبني مبادرة اوباما والاعتذار نهائيا فقط في اثناء الزيارة نفسها، بدعم جهاز الامن باسره. ولكن التوقعات الامنية من المصالحة متواضعة، وذلك لان هناك عدة حقائق أساسية لم تتغير حتى بعد المكالمة الهاتفية لنتنياهو واردوغان يوم الجمعة.

ما لم يتغير هو أن تركيا، كدولة اساسها اسلامي – سني، توجد في سياق داخلي للانتقال من جمهورية علمانية حسب تقاليد كمال أتاتورك الى جمهورية اسلامية حسب إرث اردوغان – والذي هو الصيغة التركية للاخوان المسلمين. في اطار العملية، منذ انتخابه في 2002 اختار اردوغان أولا تعزيز القوة الداخلية وتعطيل كل الجهات التي كان يفترض بها أن تحرس جمرة إرث اتاتورك. فقد اضعف الجيش من خلال اتهام قادته بحيث ان الكثيرين من اصدقائنا يتجولون اليوم في السجون. وكان هناك من لم يقدموا الى المحاكمة ولكنهم هم ايضا احيلوا على التقاعد من الجيش.

ولاحقا، في عملية تشريع، واصل اردوغان اضعاف الجيش وتغيير النظام. الجيش التركي الذي في عهد ذروة الحلف مع اسرائيل اعتبر "فوق الحكومة" ووصف كحامي الدستور والعلمانية التركية، فقد من قوته. وكانت أحداث مرمرة مجرد الاستفزاز وليست السبب الحقيقي في الازمة بين اسرائيل وتركيا والذي يعود بقدر كبير الى قرار اردوغان الواعي بادارة ظهر المجن لاسرائيل والتحبب على الجماهير العربية. خطته لم تنجح حقا – فتركيا دفعت ثمنا سياسيا باهظا حيال الغرب، ولم تحصل بالمقابل الا على عطف طفيف من الاخوان المسلمين في قطاع غزة.

ويجري اردوغان الان التفافية حدوة حصان، ولكن جهاز الامن في اسرائيل لن يسارع الى ان يحرر الى تركيا معدات عسكرية تكنولوجية متطورة، الغي تسليمها في السنة الماضية. وطيارو سلاح الجو لن يعودوا الى السماء التركية. حالة الاشتباه المتبادل ستبقى على حالها طالما واصل الاخوان المسلمون السيطرة في تركيا، وطالما بقيت فاغرة فاها عميقا الهوة الايديولوجية بين الدولتين.