خبر خطبة اوباما: عظمة وحب وشيء من السذاجة - هآرتس

الساعة 10:49 ص|24 مارس 2013

ترجمة خاصة

خطبة اوباما: عظمة وحب وشيء من السذاجة - هآرتس

بقلم: آري شبيط

(المضمون: أثبتت خطبة براك اوباما في القدس ضعف القيادة السياسية الاسرائيلية المحلية التي لم تتجرأ على دعوة الاسرائيليين الى الاستيقاظ والتخلي عن الاستيطان كما تجرأ براك اوباما على ذلك - المصدر).

لقد جاء من اجل هذا. جاء من اجل هذا فقط. استمرت زيارة الرئيس اوباما لارض اسرائيل أكثر من يومين واشتملت على القبة الحديدية والقراطيس المخزونة والتقنية الممتازة. وعلى قبر هرتسل وعلى قبر رابين وعلى "يد واسم". وكانت مملوءة من بدايتها الى نهايتها بشمعون بيرس وبنيامين نتنياهو وعناق امريكي اسرائيلي لم يوجد له مثيل. لكن الخمسين ساعة من الزيارة الرئاسية لم تكن ترمي آخر الامر إلا الى تهيئة الارض لتلك الدقائق الـ 18 التي تحدث فيها براك اوباما أول أمس عن السلام. قال رئيس الولايات المتحدة للاسرائيليين إن السلام ضروري وإن السلام عادل وإن السلام ممكن.

كانت زيارة اوباما لاسرائيل في آذار 2013 زيارة حب ملكية. فقد جاء أقوى رجل في العالم الى الدولة التي تقع تحت أكبر تهديد في العالم كي يعدها بالحب. وقد غمرنا بالحب في كل لحظة. وأوحى الينا بالحب في كل خطبة وكل تفضل. لكن الضيف الملكي قاد كل هذا الحب آخر الامر الى قول لاذع من التأنيب الليّن. قال لنا براك اوباما أول أمس إنكم لا تستطيعون الاستمرار في العيش وأنتم مُحتلون. ولا تستطيعون الاستمرار في كونكم قلعة للمستوطنين. إستيقظوا أيها الاسرائيليون واتصلوا بكل الايجابي فيكم والسامي فيكم واخرجوا من شللكم وثوروا على قادتكم وصوغوا مستقبلكم بأيديكم.

وُعِد في هذا المكان أول أمس بأن تكون خطبة اوباما خطبة استيقاظ وكذلك كانت. فالخطبة العظيمة في مباني الأمة تُخزي كل واحد من الساسة القدماء والساسة الجدد الذين تنافسوا هنا في الانتخابات الاخيرة. والدعوة الى الاستيقاظ التي أُسمعت في القدس أمس تُخزي تلك النخبة الاسرائيلية التي استقر رأيها في الآونة الاخيرة على شن حرب على بني براك (الحريديين) بدل وقف الاستيطان. والعظمة التي عرضها علينا براك اوباما تُخزي القيادة الاسرائيلية الوطنية التي لا تتجرأ على مواجهة الوضع الاسرائيلي كما واجهه الرئيس الامريكي. لكنه لم يكن فيما حدث أمس تجسيد فقط للعدم السياسي المحلي.

تجسد فيما حدث أول أمس وعد منضبط بمستقبل. وهناك احتمال لأن تغير خطبة اوباما في القدس قواعد اللعب المحلي. وستوجب على واشنطن ان توجب على القدس ان تصوغ برنامج عمل سياسيا حقيقيا. وستوجب على جون كيري ان يبادر الى خطوات تضعضع حكومة المستوطنين التي نشأت قريبا. وستعطي امكانية ان نشتغل في السنوات القريبة لا بمطاردة الآباء الصغار المعادين للصهيونية بل بانقاذ الصهيونية ايضا، أن تعطيه الأمل.

لا يمكن ان نتجاهل حقيقة انه كان في خطبة اوباما شيء قليل من السذاجة ايضا لأن الرئيس العاشق لم يُبين الى الآن كيف تُعقد الجسور فوق الفرق بين القيم الديمقراطية للولايات المتحدة واسرائيل وبين قيم الشرق الاوسط الاسلامي. ولم يُثبت الرئيس صاحب الوعد الى الآن أن السلام الذي يعد به هو سلام قابل للتحقق. لكن براك اوباما أشار الى الاتجاه وبيّن الطريق وفتح باب الأمل والواجب علينا الآن ان نخرج في الرحلة.