خبر الضوء الأحمر لـ « لستم وحدكم » - هآرتس

الساعة 10:41 ص|24 مارس 2013

ترجمة خاصة

الضوء الأحمر لـ "لستم وحدكم" - هآرتس

بقلم: أمير أورن

(المضمون: جاء اوباما الى اسرائيل ليقول لقيادتها انها لا تستطيع التصرف وحدها لمواجهة المشكلة الذرية الايرانية لأن هذه قضية عالمية يجب ان تعالجها امريكا أولا - المصدر).

إن كاتبي خطب براك اوباما أو ربما برنامج الحاسوب، أدمجوا في خطبته في اسرائيل كل كلمات المفتاح والاسماء المهمة: النهضة والمحرقة، ويد واسم والقبة الحديدية، وبن غوريون وبيغن ورابين، وموسى ويوشع، وعائلة نتنياهو على اختلاف أجيالها. اذا كان بنيامين نتنياهو قد جاء الى مجلس النواب الامريكي والايباك ليُحدث الامريكيين بلغتهم ويحصد الهتاف المعتاد فقد جاء اوباما الى الاسرائيليين في بيوتهم ليُحدثهم باللغة العبرية. ولم يكن يعوزه سوى قوله "صبابا"، و"أحلى" و"حفال لخيم عل هزمان".

اذا تجاوزنا الاسلوب فان الكلمات بلغة أبناء البلاد كانت ترمي الى التعبير عن مضمون. حينما أظهر جون كنيدي تماهيا مع برلين الغربية التي كانت تحت التهديد الدائم للاحتلال السوفييتي بكلمات المانية كانت تلك رسالة سياسية، وحينما يقول اوباما "لستم وحدكم" لا توجد هنا رسالة واحدة بل اثنتان. فالأم تقول لابنها لست وحدك هنا ولا تقصد أن توحي اليه أن الوالدين يحميانه فقط بل تقصد ان تقول ايضا لا تأكل كل شيء واترك شيئا لاخوتك.

عشية حرب الايام الستة أُرسل وزير الخارجية آبا ايبان الى واشنطن ليفحص كيف سترد ادارة جونسون على رد عسكري اسرائيلي على تحدي مصر باغلاق مضائق تيران وإبعاد قوة مراقبي الامم المتحدة. ولخص زميل ايبان، دين راسك الموقف الامريكي بجملة حازمة ومهذبة مصوغة بطريقة النفي: "اذا لم تعملوا وحدكم فلن تكونوا وحدكم". أي اذا لم تأخذ اسرائيل المستقلة وذات السيادة في حسابها غيرها وعملت من طرف واحد فستتحمل النتائج وحدها ايضا.

واحتيج آنذاك الى ايام اخرى والى سلسلة اجراءات دولية فاشلة (لأن الوضع سيّال وما كان صحيحا في نهاية أيار لا يكون صحيحا بالضرورة في بداية حزيران)، وكان هناك إرسال آخر لرئيس الموساد مئير عميت كي يجلب رأيا – وكان تحليلا ايضا لا يقينا – يتعلق بالتسليم الامريكي بخروج اسرائيل للحرب.

بعد نصف سنة من الحرب التقى رئيس الوزراء ليفي اشكول والرئيس لندون جونسون في مزرعة إل.بي.جي في تكساس. وكان من الاعضاء البارزين في الحاشية الاسرائيلية المصاحبة قائد سلاح الجو الجنرال موتي هود. وقد نال القائد وسلاح الجو الذي اعتمد على انتاج فرنسي ولا سيما طائرات الميراج، نالا مجدهما بعملية "موكيد" في صباح الخامس من حزيران. وبذلك تجاهلت اسرائيل شارل ديغول الذي طلب اليها ايضا ان تتذكر أنها ليست وحدها في العالم وعاقبها بحظر السلاح. وكانت مهمة هود في تكساس ان يساعد على اقناع جونسون ومساعديه بالتغلب على الصدود الامريكي التقليدي عن دور مُمدة اسرائيل الرئيسة بالسلاح وان تُمد سلاح الجو بأكثر الطائرات تقدما في تلك الفترة وهي طائرة الفانتوم.

وقال هود ان اسرائيل من غير الفانتوم ستكون أضعف وقت الازمة عن أن تتخلى عن الضربة الاولى. والمعنى من ذلك ان اسرائيل ستتخلى عن الضربة الاولى في مقابل طائرات الفانتوم وتتلقى الضربة العربية وتكتفي بضربة ثانية. وقد يكون هذا مصدر رأي غولدا مئير في صباح السادس من تشرين الاول 1973 أن الظروف السياسية لا الطلب الامريكي تمنع اسرائيل من توجيه ضربة استباقية لمصر وسوريا.

تدل جميع القضايا التالية – المفاعل الذري العراقي في 1981 وحرب لبنان في 1982 وحرب العراق في 1991 والمفاعل الذري السوري في 2007 – على ان اسرائيل تستطيع العمل فقط بشرط تغيير الموافقة الامريكية أو غموض على الأقل يُمكّنها من ان تزعم أنها لم تفهم وجود معارضة، أي انه كان ضوء اخضر أو أصفر خفاق، لا ضوء احمر. واوباما في قضية الذرة الايرانية قاطع بلا لبس يقول ان هذه مشكلة عالمية يجب على امريكا ان تقودها وصحيح ان اسرائيل مهددة لكنها ليست وحدها والويل لها اذا حقق نتنياهو طموحه برغم "لا" قاطعة من واشنطن.