خبر كم صاروخا اعترضته القبة الحديدية - نظرة عليا

الساعة 10:38 ص|24 مارس 2013

ترجمة خاصة

كم صاروخا اعترضته القبة الحديدية - نظرة عليا

بقلم: يفتح شبير

(المضمون: البحث الذي ينتقد القبة الحديدية ويكذب جهاز الامن لا يستند الى مصادر أمينة واستنتاجاته ليست منطقية او معقولة  - المصدر).

مقالات نشرت في الاسبوع الماضي في البلاد وفي العالم طرحت شكوكا بالنسبة لعدد الصواريخ التي أسقطتها القبة الحديدية في اثناء حملة عمود السحاب. روبين بدهتسور عني في الموضوع في مقالة نشرت في "هآرتس". ويعود مصدر هذه المقالات الى بحث لخبير شهير في MIT البروفيسور ثيودور بوستول، الى جانب باحث اسرائيلي، د. مردخاي شيفر، ومهندس آخر غير مشهور من شركة رايتئون. ادعاءات الكُتّاب ظاهرا هي ادعاءات حادة. فالقبة الحديدية على حد أقوالهم لم تنجح في أن تعترض الا 5 في المائة من عموم الصواريخ التي اطلقت نحو اسرائيل في اثناء حملة عمود السحاب في تشرين الثاني 2012. الادعاء المركزي للكُتّاب هو ان "القبة الحديدية" لا تنجح في ضرب الرأس المتفجر لصاروخ العدو و "شطبه من السماء". وهم يصلون الى هذا الاستنتاج اساسا من تحليل مقاطع فيديو للاعتراضات التي صورت في اثناء الحملة. وبرأيهم، معظم التفجيرات بدت كروية، كتلك التي تدل على تفجير رأس المعترض ولكن ليس على تفجير ثانٍ لرأس الصاروخ، الذي برأيهم، لو كان حصل، لكان ينبغي ان يُرى فيه انفجاران، او على الاقل شعلة انفجار ليست متماثلة. كما أنهم يشخصون انفجار "القبة الحديدية" بعد وقت قصير من اجرائها مناورة حادة. وبرأيهم هذا مسار مخطط مسبقا، وليس مطاردة لهدف.

وكشرط مساعد يجد الكُتّاب تقارير ضريبة الاملاك التي تدل على 3.200 دعوى اضرار الحقتها الصواريخ، وتقرير اللواء الجنوبي في شرطة القدس الذي يبلغ عن 109 سقوطات في مناطق مبنية – عدد مضاعف تقريبا لما بلغ عنه الجيش الاسرائيلي (58 سقوط في مناطق مبنية).

ادعاءات الكُتّاب هذه تبدو غريبة، على اقل تقدير. النقطة الاساس في ادعاءاتهم هي أن القبة الحديدية لا تنجح في جعل الرأس المتفجر في الصاروخ ينفجر. هذا ادعاء معروف، يعود الى عهد حرب الخليج الاولى، حين وجه ضد اداء صواريخ الباتريوت. فهذه الصواريخ بالفعل لم تنجح في ضرب رأس صاروخ سكاد وذلك لان صاروخ الباتريون خطط له لاعتراض واسقاط الطائرات وليس الصواريخ. يبدو أن هذا الانتقاد على "القبة الحديدية" ينسخ ادعاءات وجهت ضد منظومات الدفاع الصاروخية الامريكية "باتريوت" وتلصقها بمنظومة القبة الحديدية في ظل تجاهل الفوارق الواضحة بين المنظومتين الدفاعيتين.

غير أن صاروخ جراد ليس سكاد. فما بالك انه ليس صاروخا باليستيا عابرا للقارات. رأسه المتفجر ليس رأس صاروخ بوزن طن. ومع أنه يمكن ان نتخيل ماذا يحصل لانبوب بطول عدة أمتار مع رأس بوزن نحو 20كغم، حين ينفجر الى جانبه "تمير" الخاص بالقبة الحديدية خلافا للبروفيسور بوستول الذي يدعي بالضبط ماذا يحصل. الحقيقة هي أن جهاز الامن لم ينشر الحقائق كما هي واسبابه معه.

لقد استند المنتقدون الى نتائج تحليل عشرات مقاطع الفيديو التي التقطتها مواطنون باجهزتهم الخلوية ونشروها على اليوتيوب. بشكل عام لا يمكن معرفة اين التقطت والى اي اتجاه وجهت الكاميرا. يحتمل أن تكون عشرات المقاطع التي نشرت في الشبكة تعرض اعتراضا وحيدا، ولكنها صورها اناس مختلفون من اتجاهات مختلفة. صعب جدا تنفيذ تحليلات دقيقة على هذه المقاطع المصورة وبشكل عام صعب ايضا الفهم من الصور مقاييس طيران الصاروخ. كُتّاب المقال المذكور أعلاه بحثوا في افلام الفيديو عن تفجيرات مزدوجة ولم يجدوها. ولا غرابة في ذلك، لان مثل هذه التفجيرات قريبة جدا، حتى على مسافة بعيدة وكذا من حيث الزمن – اقل من ألفية ثانية. لا أمل في ان تتمكن كاميرة جهاز خلوي من أن تميز بين تفجير مزدوج وتفجير وحيد.

اضافة الى ذلك، فليست كل سقوطات الصواريخ في المناطق المبنية في اسرائيل كانت فشلا للقبة الحديدية وذلك لان  ليست كل المدن في اسرائيل كانت محمية، من البداية، من القبة الحديدية. سقوط صاروخ على هدف غير محمي، مهما كان أليما، ليس فشلا للقبة الحديدية.

وبالنسبة لتقارير الشرطة – عن 109 سقوطات في مناطق مبنية – يرى المنتقدون في ذلك دليلا عن "كذب" جهاز الامن الذي بلغ عن 58 سقوطا فقط في مناطق مبنية. ادعاؤهم هذا اشكالي ايضا، وذلك لان شرطة اسرائيل تبلغ عن توجهات المواطنين، والمواطنون يبلغون حتى عن سقوط شظايا، اجزاء من الصواريخ وبقاياها. ولا توجد معرفة واضحة كم من الـ 109 من التقارير هي عن صاروخ حقيقي. وحتى هكذا – فان 109 سقوطات في مناطق مبنية من أصل نحو 1.500 اطلاق للصواريخ يعد انجازا لا بأس به بحد ذاته. واقل من ذلك يمكن الاستناد الى تقارير ضريبة الاملاك. واضح أن بعض الدعاوى ثقيلة الوزن. ويطرح السؤال: كم دعوى يخلق الصاروخ المصيب الواحد؟ بالتأكيد ليست دعوى واحدة فقط. فصاروخ سقط في منطقة مسكونة كفيل بان يهز اساسات وان يلحق اضرارا لمبان مجاورة، وفي كل مبنى كهذا كفيل بان توجد عدة شقق تضررت (حتى من كسرت نافذته على مسافة 50 متر من مكان الاصابة كفيل بان يتقدم بدعوى). فكم من الـ 3.200 دعوى هي خفيفة الوزن – مشكوك أن يكون منتقدو المنظومة يعرفون ذلك.           وختاما، استنادا الى تحليل مشكوك فيه يسارع المنتقدون الى صب النار والبارود على منظومة القبة الحديدية وعلى عموم دروس حملة عمود السحاب. طرح انتقادات على جهاز الامن، منظومات سلاحه او استراتيجيته، هو عمل مشروع ومرغوب فيه ولكن عليه أن يستند الى معطيات مدروسة. يخيل أنه توجد فجوة كبيرة بين الانتقاد الموضوعي والشرعي وبين القول القاطع لكُتّاب المقال عن القبة الحديدية في أن تقارير الجهاز كاذبة بل انهم "كذابون دائمون". هذا تشهير بحد ذاته. ادعاءاتهم ليست مسنودة، غير معقولة وغير منطقية.