خبر ليس اوباما لطيفا جدا .. هآرتس

الساعة 09:37 ص|22 مارس 2013

بقلم: نحاميا شترسلر

(المضمون: ما جاء اوباما الى اسرائيل ليضغط على حكومتها لتدفع بالمسيرة السلمية الى الأمام بل جاء ليعزز الحلف العسكري معها لخدمة مصالح امريكا في المنطقة - المصدر).

الآن، وبعد التربيتات المدهشة والكلمات العظيمة والابتسامات والعناق والقبلات والتملق الذي صُب كالماء، بقينا وحدنا مرة اخرى من غير شخص الأب ومن غير المقدم الأعلى الذي يتجه عائدا الى واشنطن.

يسهل ان تُغرم باوباما. فهو رجل كلمات وخطيب مِسقع وصاحب حضور قوي. لكنه في اللحظة التي ينقشع فيها غبار النجوم يتبين ان اوباما ليس لطيفا جدا، فما يعنيه هو المصلحة الامريكية فقط وقد جاء الى هنا من اجل ذلك. كان يريد في الحقيقة ان يحرز سلاما في الشرق الاوسط، وقال ذلك في القدس ورام الله، لكننا لا نهمه إلا لأن ذلك يجلب الهدوء ويدفع بالتجارة الى الأمام، والأمر الأساسي أنه يُمكّن من تدفق حر رخيص للنفط على الولايات المتحدة.

لكنه في اللحظة التي تبين له فيها ان بنيامين نتنياهو لا ينوي حتى للحظة ان يفي بوعده بشأن "الدولتين للشعبين" حتى بعد ان كرره بصورة احتفالية في المؤتمر الصحفي، توجه الى خطة بديلة وهي تقوية اسرائيل عسكريا بحيث تستطيع الاستمرار في كونها حاملة الطائرات البرية الكبرى للولايات المتحدة في المنطقة التي ستكون مستعدة دائما للخروج لتقاتل حماية لمصالح امريكا التي تتفق دائما مع مصالح اسرائيلية – وهذه طريقة ايضا للسيطرة على الشرق الاوسط.

ولهذا دارت أكثر الأحاديث واللقاءات حول محور تهديد ايران – سوريا. ولهذا أكد اوباما التزامه بأمن اسرائيل وافتخر بأنه قدم من المساعدة الامنية والتقنية المتقدمة لاسرائيل أكثر من كل ادارة اخرى. وكان الكلام على مسيرة سلام مع الفلسطينيين من اجل رونق الحديث فقط. إن اوباما لن يوقف استمرار غرق اسرائيل في مستنقع الاحتلال متجهة الى دولة ذات قوميتين هي نهاية الحلم الصهيوني. واذا لم نرَ هنا مسيرة سياسية ذات شأن في السنين القادمة فلن يبقى سوى الشؤون الداخلية. وقد قامت الحكومة الجديدة حقا من اجل هذا الهدف بالضبط وهو ان تعالج المجال الاقتصادي الاجتماعي المدني.

هذه الحكومة من جهة اقتصادية هي حكومة أحلام كل من يؤمن بالاقتصاد الحر والمنافسة. ولم يوجد قط وضع كان فيه وزير الاقتصاد والتجارة أكثر نُصرة للمنافسة والاصلاحات من وزير المالية. لكن نفتالي بينيت يقول انه من اجل الاتيان بالعدالة الاجتماعية وتحسين وضع اولئك الذين يؤجرون 4 آلاف شيكل كل شهر حقا، ينبغي المس بذوي الصلات ويقصد أرباب المال والاحتكارات وأصحاب الأهرام واللجان الكبيرة كعمال الموانيء وشركة الكهرباء. ويدرك بينيت انه اذا خفض الضرائب الجمركية فقط وأزال الحواجز ومكّن من المنافسة فان الاسعار في الجهاز الاقتصادي ستنخفض وكذلك غلاء المعيشة ايضا.

وتستطيع الحكومة إحداث تغييرات ذات شأن في المجال المدني ايضا. فحقيقة ان شاس ويهدوت هتوراة ستكفان عن السيطرة على وزارة الداخلية والحاخامية الرئيسة والمجالس الدينية، وان الحاخام الرئيس الجديد سيكون أكثر اعتدالا – ستُمكّن من انشاء حياة أكثر طبيعية هنا قياسا بالتطرف الحريدي الذي جعل حياة الجمهور مُرة.

وفي المجال السياسي الخارجي ايضا فان هذه الحكومة أفضل من حكومة ليكود – حريديين – البيت اليهودي. فقد تحول الحريديون الى متطرفين على مر الزمن بل إنهم لم يوافقوا على دخول حكومة اريئيل شارون بسبب الانفصال. ولهذا لو جلسوا في الحكومة لأيدوا رفض نتنياهو بدء التفاوض. وصحيح ان احتمال التفاوض ضئيل حتى في الحكومة الحالية لكن بينيت أعلن مع كل ذلك انه لن يترك الحكومة اذا بدأت التفاوض، أي ان كل شيء بيدي رئيس الوزراء.

لكن نتنياهو هو جبهة الرفض، فهو لا يريد التخلي عن شيء وهو الذي يحث أبو مازن المعتدل على انتفاضة ثالثة. بل إنه لا يحلم لحظة واحدة في اجلاء مستوطن واحد عن بيته.

ولأن اوباما ايضا يعلم ذلك جاء الى هنا لهدف واحد فقط وهو ان يعزز الحلف العسكري ويجعلنا إسبارطة بصورة نهائية.