خبر انتقل عبء البرهان الى أبو مازن .. اسرائيل اليوم

الساعة 09:36 ص|22 مارس 2013

بقلم: إيال زيسر

(المضمون: يُحمل اوباما الفلسطينيين عبء البرهان على صدق مقصده ويقول انه يجب عليهم ان يحلوا مشكلاتهم بأنفسهم دون انتظار مساعدة من الآخرين - المصدر).

استقبلت القيادة الفلسطينية الرئيس الامريكي في زيارته لرام الله كأن الشيطان يتخبطها من المس. وأصح من ذلك أن نقول كأنها أدركت ان الدور المطلوب منها هو دور خبير احصاء في عرض كله تأييد وحب لاسرائيل.

لم يكن عند الفلسطينيين من البدء توقعات ما من الزيارة، لكن يبدو ايضا انهم فوجئوا بالكتف الباردة التي أدارها اوباما إليهم في رام الله وفي القدس بعد ذلك.

قبل اربع سنوات فقط في حزيران 2009 خطب الرئيس اوباما في جمهور عربي في القاهرة خطبة مليئة بالعطف على الفلسطينيين. ووجه إثر الخطبة طلبا حازما الى اسرائيل ان تجمد البناء في المستوطنات شرطا لتجديد التفاوض السلمي. وعبر بذلك عن الوهم الذي سيطر على كثيرين في واشنطن في بداية ولاية اوباما الاولى وهو ان تسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هي مفتاح حل مشكلات الشرق الاوسط كله.

إن اوباما اليوم، بعد اربع سنوات من خطبة القاهرة هو رئيس أكثر وعيا وقد حنكته التجارب في الأساس. فلا عجب لذلك من ان خطبته التي خطبها هذه المرة في القدس في جمهور اسرائيلي كانت مليئة بالعطف والتأييد بل التقدير لدولة اسرائيل وانجازاتها.

إن اوباما 2013 امتنع عن ان يطلب شيئا من اسرائيل. وهو يلقي عبء البرهان على أكتاف الفلسطينيين الذين يطلب منهم ان يجددوا التفاوض مع اسرائيل بلا شرط. ويتبين من كلام الرئيس ايضا أنه يدرك ان التقدم في المسيرة السلمية وهو هدف مهم ومناسب في ذاته، لن يجلب حلا لسائر المشكلات في المنطقة.

دعا اوباما اسرائيل الى انهاء وجودها في المناطق والتوصل الى تسوية سلمية مع جيرانها الفلسطينيين، لكن موجز خطبته كان ان اسرائيل ليست وحدها وان الولايات المتحدة تقف الى جانبها. وكانت الرسالة الى الفلسطينيين العكس التام لذلك. فقد قال اوباما انه يجب عليهم ان يمسكوا مصيرهم بأيديهم وان يكفوا عن تأميل ان يحل الآخرون، أو الولايات المتحدة الصراع من اجلهم. بيد أنه يُشك في ان يكون أبو مازن في وضعه، ومعه العالم العربي الغارق في مشكلاته الى عنقه ان يكونا قادرين على استيعاب وفهم الرسالة من واشنطن والاستجابة لها في الأساس.