خبر أوباما يحتفل والحي يحترق- إسرائيل اليوم

الساعة 09:38 ص|21 مارس 2013


بقلم: د. رؤوبين باركو
قُبيل زيارة الرئيس اوباما ووزير الخارجية الامريكي كيري للمنطقة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز" قطع من لقاء صحفي تم في الآونة الاخيرة مع عبد الله ملك الاردن مع مجلة "أتلانتيك". وتبين ان الملك يعي المس المتوقع بالمملكة مع تطرقه الى الساسة الامريكيين "الساذجين". وهذا اللقاء الصحفي شهادة على الازمة الاردنية التي ظهرت في وسائل الاعلام لا بالصدفة قُبيل زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة.
أُضيف فشل الانذار الامريكي الذي بدا مثل نفاخة هواء ساخن الى ضعف الادارة الامريكية في نظر حلفائها في الشرق الاوسط. وأُضيفت صورة إبطال القوى العظمى بعضها لبعض فيما يتعلق بـ "الحرب الباردة" التي تجري في الساحة السورية واستعمالها لممثلي الدول مبعوثين ومقاولين ثانويين لقتل الجموع في الدولة، هي ايضا الى الضعف والاخفاق الامريكيين اللذين ظهرا في قضية فشل العقوبات وصد الجهد الايراني لامتلاك السلاح الذري.
إن العجز الامريكي البادي يُعجل النشوء المتوقع لسباق تسلح ذري فتاك عند حليفات امريكا العربيات في الشرق الاوسط اللاتي يشعرن بأنه تم التخلي عنهن، ويضيف الى حالة الفوضى الاقليمية الموجودة فيها النظم العربية التي تحارب عن البيت. وهذا هو المنظر العام الحقيقي الذي ربما لا يراه اوباما في زيارته الحالية.
إن الاردن مثال على الزعزعة المتوقعة. ففي اللقاء الصحفي غير العادي الذي أجراه الملك عبد الله ندد بأبناء العائلة المالكة باعتبارهم "مُسرفين" وأفاد أنه ينوي ان يجعل إبنه في خلال الخمسين سنة القادمة يحكم دولة اردنية ديمقراطية ترأسها ملكية في الاسلوب البريطاني. وأعلن الملك ايضا أنه جعل في مقدمة اهتماماته أن يحبط جهود "الاخوان المسلمين" الذين كانوا في الماضي حلفاء العائلة أن يصلوا الى الحكم وعرّفهم بأنهم "ذئاب في جلد شاة وهم أشرار وناس دم".
يبدو ان الملك شعر بأنه تم التخلي عنه، لكنه يحارب عن حياة المملكة وأشار الى نيته الاعتماد على مراكز قوة جديدة في الاردن المتغير. وسمّى زعماء القبائل البدوية الذين هم اليوم دعامة حكمه الرئيسة "ديناصورات" اهتمامهم كله هو التصويت للمقربين منهم لا التفكير السياسي الموضوعي.
أخذت الارض تتصدع تحت قدمي اوباما. هناك من يُفسرون ثبات نظم الحكم الملكية المحالفة لامريكا التي بقيت في منطقتنا بالشرعية العائلية الدينية لها وبغناها والموارد التي تتمتع بها، وتأثيرها وأمنها الداخلي ومنظومات التعاضد بينها وبين نظم ملكية ودول وقوى من القوى العظمى الاخرى، لكن المنعة لا تدوم أبدا. إن المسار التاريخي لانحلال الدولة العثمانية الى الدول العربية المصنوعة اليوم ينتهي الآن بانحلال أكثر هذه الدول المصنوعة الى قبائلها الأصلية التي بدأ الاسلام بها في انتشاره الاستعماري. ولهذا فان انشاء دولة فلسطينية جديدة الآن خاصة اجراء أكل الدهر عليه وشرب ما زال الى الآن ولسبب ما تحديا للرئيس الامريكي الحائر. ومساعدة القوى الاسلامية البديلة الطاغية في المنطقة هو ايضا رهان تبين أنه مخطيء من تجربة الامريكيين المؤلمة.
إن انحلال الدول العربية هو تحدٍ كبير يواجه اوباما زعيم العالم الحر الآن. وقد حدث مسار الانحلال الى قبائل في بداية الاسلام. ويحاول قادة الاسلام المتطرف الذين رفعوا راية "الاسلام هو الحل" يحاولون الآن وبلا نجاح ان يوحدوا بالقوة شظايا "الأمة" وأن يحتلوا اوروبا باعتبار ذلك البداية. إن فشل المتطرفين الاسلاميين في عرض انجاز ما بازاء شعاراتهم الفارغة يحطم ايمان الجماهير ويُذكر بحروب "الردة" القديمة ويقوي "الفوضى التي ستنتهي الى ان توجه على الغرب".