خبر نهاية عصر الانعزالية- هآرتس

الساعة 09:51 ص|20 مارس 2013



بقلم: ألوف بن
تنهي زيارة الرئيس الامريكي، براك اوباما، عصر الانعزالية الذي تمتع به الاسرائيليون في أيام الحملة الانتخابية وتشكيل الائتلاف. نصف سنة من فك الارتباط عن العالم والنظر الى الداخل، تركز فيها النقاش الجماهيري على عدد وزراء الحكومة، ابعاد الاحزاب الاصولية عن الحكم و "المساواة في العبء". وتلخصت السياسة الخارجية بتحذير اسبوعي يطلقه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من النووي الايراني و "تفتت سوريا".
والان جاء الرئيس اوباما ليذكرنا بان اسرائيل ليست جزيرة منقطعة عن العالم، يعيش سكانها داخل أنفسهم. وستعيد زيارته الى العناوين الرئيسة مفاهيم نسيت منذ زمن بعيد وعلى رأسها المستوطنات وايران. ليس للرئيس الضيف حلول. وزيارته لن تجلب نهاية للاحتلال، طي المستوطنات واقامة فلسطين المستقلة في الضفة الغربية، ولا تصفية البرنامج النووي الايراني أيضا. فهو سيسعى الى كبح جماح رئيس الوزراء في الجبهتين: منع هجوم اسرائيلي في ايران وتسريع في بناء المستوطنات.
في قدومه الى اسرائيل، منع اوباما نتنياهو من الخروج في حملة انتصار ثالثة في واشنطن للاستمتاع هناك باستقبال حماسي من الجمهوريين، الذين كانوا سيدعون رئيس الوزراء الى الخطاب مرة اخرى في الكونغرس أو اجراء احتفال مشابه على شرفه. الان اوباما وحده في وقت البث الذروة، دون خصومه من الحزب الجمهوري. وسيتعين على نتنياهو أن يواجهه هو بنفسه، دون جوقة المشجعين المحافظين.
هذا ليس بالضرورة في طالحه: من ناحية نتنياهو جاءت الزيارة في افضل توقيت. فمجرد وجودها يدحض الادعاء بان حكم اليمين أدخل اسرائيل في عزلة دولية. فها هو زعيم العالم بعظمته يأتي الى القدس، يتحدث الى الاسرائيليين في وطنهم، ويدعو زعيمهم باسمه الشخصي. وقد أكثرت وسائل الاعلام من الهزء بالعلاقات السيئة بين الرجلين، انعدام الكيمياء بينهما والانتقام المتوقع من اوباما بنتنياهو، الذي أيد المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني. والان سيري رئيس الوزراء منتقديه بانهم اخطأوا، وانه يمكن تأييد رومني وتلقي عناق من اوباما.
تخدم الزيارة جيدا الاحتياجات السياسية والاتئلافية لرئيس الوزراء. فبعد شهرين اهتم فيهما الاسرائيليون بنجمي الانتخابات، يئير لبيد ونفتالي بينيت، سيحتل نتنياهو مرة اخرى مقدمة المنصة. السياسة الخارجية تخضع لسيطرته، دون شركاء، وهو سيستنفد الفرص للتصوير والخطابة التي ستوفرها له زيارة الرئيس. اما بينيت ولبيد فسيقزمان الى موقف الواقفين الصامتين، حيث سيسر نتنياهو أن يراهما  فيه حتى نهاية الولاية. في اللقاء مع اوباما يكمن أيضا خطر على نتنياهو. فالرئيس يريد أن يتحدث من مباني الامة في القدس الى الشعب الاسرائيلي، ورسائله كفيلة بان تصطدم بمواقف حكومة اليمين، مثلا اذا كرر مواقفه في خطاب القاهرة في 2009، بان المستوطنات غير شرعية والفلسطينيين يستحقون دولة. ولكن حتى لو شتم اوباما الاحتلال والمستوطنات، فان نتنياهو سيحاول تقليص الخلافات وابراز رغبته في السلام وولائه لـ "صيغة بار ايلان" للدولتين للشعبين. التصريحات العلنية لاوباما ونتنياهو قبل الزيارة تدل على أنهما لا يريدان الخصام هذه المرة بل ان يظهرا المودة المتبادلة.
اوباما يترك لوزير خارجيته، جون كيري، دور "الشرطي الشرير" الذي سيبقى في المنطقة كي يلح على نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس عن استئناف المسيرة السياسية. كيري لا يحتاج الى الدراسة. فهو ضليع لا مثيل له في تفاصيل تفاصيل المفاوضات التي أدارتها اسرائيل مع الفلسطينيين ومع سوريا.ولكنه الان ليس في مكانة المراقب، مثلما في سنوات ولايته في مجلس الشيوخ، بل بصفته الوسيط المسؤول. اذا ما نجح في أن يظهر تقدما، فانه سيملأ بالمضمون جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها رئيسه. أما اذا فشل، كسابقته فان الذنب سيلقى عليه. اوباما سيكون منشغلا في امور اخرى، واسرائيل ستسعى الى العودة الى الانعزالية اللطيفة المتمثلة بتجنيد الاصوليين، تدريس المواضيع الاساس وانتخاب الحاخام الرئيس.