خبر هجمة ابتسامات- معاريف

الساعة 09:48 ص|20 مارس 2013


بقلم: أمنون لورد
في نهاية الفيلم الميلودرامي رقم 1 في كل الازمة "كازبلانكا"، يقول هامفري بوغرت لكلود راينس، وهما يسيران في ضوء قناديل مسار الطيران: "يا لوي، اعتقد ان هذه بداية صداقة رائعة". قد تكون هذه مبالغة، ولكن شيئا ما جديدا سيبدأ اليوم على المسار في المطار.
هذا بالفعل غريب بعض الشيء أن رئيسا أمريكيا سار قبل أربع سنوات بثقة تامة نحو هوة النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، والان، بعد أن فشل قرر فجأة بانه يحتاج الى الدراسة. وهو بالتأكيد لم يأتِ الى هنا كـ "سائح". اوباما يستغل مهلة نادرة في النزاع الاسرائيلي – العربي كي يظهر التضامن بحقنة مدروسة مع ثلاثة الاطراف الذين يطالبون لانفسهم بالحقوق في بلاد اسرائيل: اسرائيل، الفلسطينيين والاردن. الانباء الطيبة من ناحية اسرائيل هي ان الرئيس لا يأتي مع خطة سياسية. وقد قال لممثلي الجالية العربية في الولايات المتحدة في لقاء قبل اسبوع انه يأتي الى اسرائيل كي يدرس ما هي التنازلات التي يستعد الاسرائيليون الى تقديمها. ولعله يقصد سماع هذا في لقاءاته مع طلاب ومع مجموعة تلاميذ ثانوي من منطقة شمال تل أبيب. فهل رئيس الوزراء هو الذي سيعرض عليه خطة اسرائيلية مبادر اليها؟
حسب النبأ المذهل عن العلاقة الوثيقة التي نسجت مؤخرا بين نتنياهو والملك عبدالله، على خلفية الحرب الاهلية في سوريا، وحسب توقيت النشر غير المصادف، فلعله يوجد هنا بداية اعادة تفكير. حسب المحلل الكبير عمير طاهري، فان اختيار اوباما ان يزور المواقع المقدسة للمسيحية – وليس للاسلام أو لليهودي – هو اشارة لعبدالله بان الاردن هو العنوان الاساس لقضايا الحرم والمساجد.
يكاد الفلسطينيون يعلنون مسبقا عن خيبة أملهم. فهم سيتلقون من اوباما شيكا بنحو نصف مليار دولار مطلوب له توقيع ثانٍ – من الكونغرس. ولكن ليس أكثر من هذا. الامريكيون لا يعرفون كيف ينظموا زيارة اوباما في السلطة الفلسطينية. فهم لا يثقون بقدرة الحراسة الفلسطينية.
المهلة التي نشأت في المسألة الاسرائيلية – الفلسطينية هي وليدة الفوضى الاقليمية. يوجد فهم بانه حتى لو كانت مبادىء واضحة للتسوية، لا يمكن في هذه اللحظة تطبيقها لان الامر من شأنه أن يستورد الاضطرابات الاسلامية الى الغرب، الى الاردن. وهكذا فان لاسرائيل دور يقبله الجميع بشد على الاسنان: عليها أن تساعد على حماية الحدود الاردنية – السورية، وهي تفعل ذلك بوسائل مختلفة؛ وهي ملتزمة بحماية الحدود مع الاردن؛ كما ينبغي لها أيضا أن تحمي الرئيس الفلسطيني أبو مازن، الذي من جهته يقوم بحركات بداية انتفاضة. عبث. بشكل عام قوة اقليمية توفر استقرارا كهذا تحصل على عدة مرابح. يحتمل أن يكون الربح الذي نحصل عليه من الامريكيين هو مجرد الزيارة، والرسالة بان الرئيس يأتي الى نوع من "الجولة الدراسية" التي سيستغلها لهجمة ابتسامات.
في سياق هجمة القلوب والابتسامات، ليس مؤكدا أننا ملزمون بايلاء اهمية كبيرة جدا لتجاوز اوباما للكنيست. فقد اشتكى اوباما امام عرب واشنطن بانه في كل مرة نشأ ضغط على اسرائيل، توجهت مباشرة الى الكونغرس واحبطت كل خطوة. في المواضيع الداخلية والاقتصادية للولايات المتحدة، فان اوباما يكاد يرى في الكونغرس عدوا. وقد بث احتقارا له في الاشهر الاخيرة. صعب بعض الشيء التخيل بانه سيظهر احتراما أكبر تجاه المجلس التشريعي لدولة أجنبية.
في كل الاحوال، يأتي أوباما اليوم كصديق، ولكن هذه ليست محبة غير منوطة بشيء. اسرائيل كسبت الود الامريكي بفضل قدرة نتنياهو على أن يصمم لها دورا مستقلا مع قدرات مستقلة في المنطقة.