خبر في ماذا ستختبر الحكومة- معاريف

الساعة 09:35 ص|19 مارس 2013

بقلم: نداف ايال
ثمة روح من الأمل في كل تشكيل لحكومة جديدة، ولا سيما الحالية.
هذه الروح تحاول طمسها موجة مقالات تدعي بان اليمين المتطرف حقق سيطرة كاملة ولا لبس فيها في أعقاب الانتخابات الاخيرة. وفي المقالات التي تجتهد أكثر يتم الشرح بان رئيس الوزراء – بنيامين نتنياهو ذاته الذي كاد لا ينجح في تشكيل حكومة – انتصر وهزم يئير لبيد ونفتالي بينيت. عمليا، كتب في تلك المقالات، نحن نشهد الانتصار التاريخي لليمين الصلب، مع شخصيات مثل داني دانون او تسيبي حوتوبيلي ممن سيملون افعال الحكومة.
أمر واحد مؤكد: هذه ليست حكومة وسط – يسار. ولكن بين هذه الحقيقة الواضحة وبين التحليل المدحوض أعلاه توجد مسافة شاسعة. فالحكومة الحالية، خلافا لسابقتها، تتميز اساسا في أن كل واحد من عناصرها يمكنه أن يصفيها. اذا اراد، يمكن ليئير لبيد أن يأمر بالانتخابات. وهكذا أيضا بينيت، بل وحتى تسيبي لفني – مع قوة أضيق بكثير – توقع ضربات الموت على استقرار الائتلاف اذا ما انسحبت. نتنياهو متعلق بهؤلاء الشخصيات المحترمة. لا يوجد هنا انتصار كبير لليكود بيتنا، ويكفي النظر في الوجوه المكفهرة لكبار رجالات الحزب كي نفهم هذا. يئير لبيد ليس يسارا، ولكنه ايضا ليس يمينا. المزاودة اليسارية، التي تتساءل لماذا ألقى خطابا في اريئيل أو يتحدث ضد التنازلات في القدس، تفوت الفكرة. والفكرة بسيطة: من هم مصوتوه ومن هم منتخبوه؛ مصوتوه هم وسط – يسار، وهذا سهل جدا معرفته. يكفي النظر الى البلدات التي صوتت له. ومنتخبوه؟ الكتلة هي وسط – يسار، مع شخصيات مثل يعقوب بيري، ياعيل غيرمان وعوفر شيلح. صحيح ان لبيد يبدأ حياته السياسية في الوسط السياسي، ولكن هذه خطوة كلاسيكية اتخذها زعماء المعسكر دوما. اسحق رابين، ايهود باراك، وايهود اولمرت – كلهم حاولوا حماية الوسط وعرضوا مواقف صقرية، وما فصل بينهم وبين اليمين كان الاستعداد للتفاوض والمساومة بشكل علني اذا كان مجال لحل وسط. وفي طلبه استئناف المسيرة السلمية اوضح لبيد بالضبط أين يوجد هو؛ فهو لا يحتاج الى أن يصرح على رؤوس الاشهاد عن خطوط انسحابه كي نفهم بان الحديث يدور عن زعامة برغماتية.
بينيت بالتأكيد يمثل اليمين الايديولوجي، ولكن مثلما صرح هو نفسه في الماضي، ليس له اي نية للانسحاب من الحكومة على خلفية الانسحاب من المفاوضات السياسية. ماذا يعني هذا؟ يعني أن ظاهرا وبشكل نظري، يمكن للاسرائيليين والفلسطينيين أن يتوصلوا الى قرب شديد من التوافقات قبل أن يهتز استقرار الائتلاف. وهو في كل الاحوال لن يهتز – لان رئيسة المعارضة شيلي يحيموفيتش صرحت بانها ستكون عمليا شبكة أمان لكل تقدم سياسي بل وستنظر في امكانية الانضمام الى الحكومة في مثل هذه الحالة. الامر الوحيد الذي لم تسقط فيه المعارضة الحكومة هو المسيرة السياسية، وهي الحقيقة تضعف قدرة رئيس البيت اليهودي على خلق أزمة داخلية في حكومة نتنياهو.
خلافا للبيد أو للفني، يوجد لبينيت بديل. تسيبي لفني أثبتت في الماضي تصميمها على منع تشريع مناهض للديمقراطية، ومعقول الافتراض بان نتنياهو عرف هذا عندما اعطاها حقيبة العدل. انتصار تاريخي لليمين؟ العدل في يد لفني وفرص استئناف المفاوضات قد لا تكون تناطح السحاب، ولكنها بالتأكيد أفضل مما كانت قبل أربعة اشهر. اليسار لم ينتصر في الانتخابات الاخيرة ولكن كتلة الوسط – اليسار حظيت بانجاز استثنائي وشطبت فجوة واسعة. والحكومة الجديدة ستختبر في المعالجة العميقة لازمة السكن، في تقدم مسيرة السلام وفي غرس تعليم المواضيع الاساس لدى كل الاسرائيليين وكذا في اعادة روح التفاؤل في التغيير. هذه ليست الحكومة المثالية لاي من الاطراف، ولكن توجد لها امكانية كامنة مثيرة للانطباع – وبالتأكيد حيال ما رأيناه هنا في السنوات الاخيرة.