خبر مستوطنو لبيد في القلوب- يديعوت

الساعة 09:06 ص|18 مارس 2013

 

بقلم: ناحوم برنياع

اليكم مضمون حديث لم يوجد قط – ومن المؤسف انه لم يوجد – بين يئير لبيد ونفتالي بينيت.

"سلام أخي"، قال بينيت للبيد.

"سلام أخي"، أجاب لبيد. "يجب علي أن أُحدثك في موضوع غير مريح".

"ما الذي حدث". سأل بينيت. "هل ضايقوك في الشبكة الاجتماعية مرة اخرى؟".

"لا"، قال لبيد. "انه أمر جدي. يجب علي ان أُحدثك عن المستوطنات".

"لكن اتفقنا على أننا لن نتحدث في ذلك"، قال بينيت.

"صحيح"، قال لبيد. "لكن رفاقي جاءوني الآن بمسودة الاتفاق الائتلافي ودهشت شيئا ما. عرفتَ كيف تُرتب لنفسك الحق في الاعتراض على كل موضوع يتعلق بالدين والدولة. كان أبي لو عاش سيقتلني لو علم أنني أكلت هذه المادة مع نوابي الـ 19. وليست لي أية أداة ضغط سياسي".

تنهد بينيت. "إننا نعلم ان الاتفاق مع الفلسطينيين لن يكون. وناخبوك ايضا يعلمون ذلك بل يعلمه حتى ناخبو تسيبي لفني. فلماذا تحتاج الى أداة ضغط في حين أنك أنت نفسك على يقين من أن كل شيء سخافة وهراء؟".

"لأنك تعلم كيف ذلك. إن الجميع اليوم يتحدثون عن المخصصات للمدارس الدينية ومعايير السكن لكن الفلسطينيين سيعودون الى برنامج العمل العام إن عاجلا أو آجلا. وسيسألني ناخبيّ لماذا تستمر الحكومة التي أنا عضو فيها في جعل المستوطنين يستوطنون في قلب يهودا والسامرة. لن يشاؤوا ان يعيشوا في دولة ذات قوميتين. واذا بدأت دول في اوروبا تهددهم بتأشيرات المرور وبالقطيعة فانهم سيتهمونني أنا لا أنت وسيقولون إنني أضررت بحياتهم المعتادة".

"لا تتوقع ان اؤيد تجميد البناء في المستوطنات"، قال بينيت.

"من الواضح أن لا"، قال لبيد. "لست أحمق. لكنني أطلب ان تُسلم للمادة في الاتفاق الائتلافي التي تُمكّنني من التأثير في قرارات تتعلق بالبناء في المستوطنات خارج الكتل الاستيطانية كلجنة الوزراء مثلا. وواجب التباحث في المطبخ المصغر. أعني شيئا ما. وهذا في النهاية جيد لك باعتباره حاجزا للمجانين عندك ولن نتحدث عن المجانين عند نتنياهو".

إن حديثا كهذا لم يوجد كما قلنا آنفا وإن وجد فقد انتهى الى لا شيء. إن الحكومة التي ستؤدي اليمين الدستورية اليوم هي عند المستوطنين أخف من الحكومة الذاهبة كثيرا. فهم يسيطرون على وزارة الاسكان وعلى رئاسة اللجنة المالية وهما مصدران مركزيان لتمويل ورعاية برنامجهم العام؛ وستزيدهما وزارة الاقتصاد والتجارة منها؛ وانتقلت وزارة الدفاع اليهم ايضا: فحين كان يرأسها باراك صد هنا وهناك زخم الاستيطان؛ أما وزير الدفاع الداخل بوغي يعلون فقد أقسم أن يفي لـ "يشع". وسيقلب الامور من اجلهم رأسا على عقب في طريقه المستقيم الذي لا هوادة فيه.

إن التوجه الذي تبناه لبيد، وشيلي يحيموفيتش قبله، كان يقول انه لما كان الاتفاق مع الفلسطينيين لا يبدو قريبا ولم يعد الصراع يهم الناخبين فانه يمكن محو هذا الموضوع من برنامج العمل العام. وكان هذا الاجراء مجديا على لبيد في صناديق الاقتراع (وأقل جدوى على يحيموفيتش)، لكنه جبى ثمنا باهظا. فقد ساعد لبيد على إحلال المستوطنات وجعلها طبيعية في صالونات رمات أفيف ج وحيفا وبئر السبع وأسدود. لو كان الحديث فقط عن فئة من السكان تبحث عن النُصرة لأمكن ان نمتدحه لأن المستوطنين لحم من لحم المجتمع وهم يعملون ويخدمون ويسهمون. وهم مواطنون محافظون على القانون ما عدا العنصر الأكثر تطرفا فيهم.

لكن الاستيطان أكثر من فئة من السكان، انه خطة سياسية وبديل تاريخي ومسيحانية دينية. وهو يتحدى نهج دولة اسرائيل بصفتها دولة يهودية وديمقراطية وعضوا ذات شرعية في المجتمع الدولي.

"أين المال"، سأل لبيد في بداية حملته الانتخابية. وكان هذا السؤال ذا صلة بالمستوطنات كما كان ذا صلة بالحريديين. لكن يوجد سؤال أهم منه وهو أين الدولة، والى أين تتجه والى أين نتجه جميعا. بذل نتنياهو ما في وسعه للتهرب من الجواب ودفن رأسه في الرمل. أما لبيد، وهذا صحيح الى اليوم، فانه يدفن رأسه في حضن المستوطنين.