لم تصدق أن ابنها طليق السجن والسجان

تقرير والدة الشراونة: حرية « أيمن » أجمل هدية تلقيتها في يوم « الأم » منذ عشرة أعوام ..!

الساعة 05:23 م|17 مارس 2013

غزة (تقرير - خاص)

كعادتها توضأت الحاجة أم أيمن صاحبة القلب المكلوم والوجدان الشغوف استعداداً لصلاة العصر، سَمعتْ مؤذن حارتها يؤذن بصوت نقي عذب فاستبشرت بعذوبة صوته خيراً وبقوة نبرته انتصارا، وفي ركعتي سنة الوضوء دعت فيها الأم المثخنة بالجراح لفلذة كبدها الذي يكابد تضور أمعاءه الخاوية بان يرزقه الله نصراً عزيزاً ويلحق بالسجان هزيمة ذليلة.

  بدأت الحاجة بعد ذلك بصلاة العصر وما أن فرغت منها عقب فراغ دموعها المتضرعة لله بإلافراج عن زهرة عمره وريحانه عزها، أشعلت الحاجة زهرة "التلفزيون" علها تظفر في خبر يرطب حرارة جفاف فرقة أفتعلها "أولاد صهيون"، دامت لأكثر من عشرة أعوام.

 (فجأة) شريط أحمر اللون يظهر على فضائية محلية جاء فيه "أنباء عن الإفراج عن أيمن الشراونة المضرب عن الطعام إلى غزة" .. لم تصدق  الحاجة زهرة عيناها وكذبت من هول الفرحة حواسها الستة، لكن قلبها المطمئن لانتصار معركة الإرادة التي يخوضها ولدها .. أجابها بكل صدق (أيمن أنتصر وفجر الحرية أشرق .. وبعد لحظات طليق السجن والسجان).

 "أخذت أصرخ وأصيح وابكي بصوت لا يصدق ولم أعهده على نفسي.. أولادي جميعهم لم يدروا ما الخطب ولماذا ذلك العويل .. من هول الفرحة لم أستطع إخبارهم لكنهم من حرارتي عيني عرفوا أن أخاهم أيمن بات في عداد المحررين" قول الحاجة زهرة الشراونة لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

 

غزة ليس إبعاد.. غزة إكرام

 الحاجة أم أيمن (60 عاماً) أكدت عقب سماعها بعض تفاصيل الصفقة المشرفة التي توصل إليها (أيمن) والتي من بينها الإبعاد لقطاع غزة أن ذلك نصراً ورفعة وليس إبعاداً وفرقة.

 وعن قرار إبعاده تقول :"الحمد لله أن ولدي أصبح الآن حراً طليقاً خارج السجن بإذن الله وغزة والضفة والأراضي المحتلة جميعها منزل واحد ووطن واحد .. المهم أنه خرج حياً".

 وتضيف :"لا فرق بين غزة والضفة بل الاحتلال أكرم والدي من حيث يظن أنه سيعاقبه على إضرابه بإبعاده لقطاع غزة، وقريباً ادخل غزة بإذن الله والتقي به حيث المجاهدين الأطهار".

 ويقضي الاتفاق بإبعاد الأسير الشراونة إلى قطاع غزة لمدة 10 أعوام مقابل وقف إضرابه عن الطعام.

وكانت قوات الاحتلال قد أعادت اعتقال الشراونة بعد أشهر من الإفراج عنه في إطار صفقة "شاليط"، وطلبت بعودة الحكم السابق بحقه (28 عاما)، وهو الأمر الذي دفعه لخوض إضراب مفتوح عن الطعام استمر لأكثر من 250 يوما.

 وتشير أم أيمن أنها عاشت وعائلتها ساعات خوف وترقب جراء تدهور صحة أيمن لكن التضامن الشعبي كان البلسم الشافي والمداوي لتلك اللحظات التي وصفتها بـ"العصيبة".

 "والله ياخالتي قلبي كاد يتفطر على ما عاناه أيمن خاصة عندما أخبرت حول انخفاض وزنه لأقل من النصف وفي كل لحظة كنت أتوقع استشهاده".


فرحة عقب 10 أعوام عجاف

 كثيراً ما كانت الحاجة (أم أيمن) تتلعثم ولكنها سرعان ما كنت تستدرك ذلك بالحمد على نعمة الحرية مبررة ذلك بان الفرحة تغشو على مخزونها اللغوي.

 وتقول :"اليوم أشعر أنني لم أذق طعم الفرحة من قبل لانتصار أيمن .. وانتصاره اكبر هدية يقدمها لي بعد عشرة أعوام تمنيت فيها أن يدخل عليَ كباقي أمهات العالم في يوم الأم لكن حريته عوضتني مرارة الأيام ... روحي ردت لي من جديد".

 وكانت أم أيمن (60 عاما)، التي تعاني من أمراض السكري والضغط وآلام في المفاصل تجبرها على استخدام عكازة للقدرة على المشي، أعلنت إضرابها عن الطعام والدواء أشهر عدة.

 يشار إلى أن أم الأسير الشراونة تعاني من ضعف صحي وهبوط في الضغط واضطراب في الكبد والأمعاء، جراء إضرابها عن الطعام في عمرها المتقدم.

  وفي كلمة وجهتها للأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي قالت :"ثقوا بأن الله معكم في تلك المعركة ومن كان الله معه فمن عليه .. واستعينوا بالصبر وأعلموا أن تضحياتكم وجهادكم إحدى منازل الجنة .. واطمئنوا لنصر الله القادم فكما أنتصر عدنان والسرسك والمناضلة الشلبي وأبني أيمن ثقوا أنكم منتصرون لا محالة".

أما لأهالي الأسرى التي عاهدت الله أن تظل إلى جانبهم في وقفاتهم وإعتصاماتهم كما بادروا بالوقف إلى جانبها في محنتها قالت :"قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا .. تلك الآية التي كانت تخفف عني اهااات السنين وعذابات الليالي وبها أطمئن قلبي وأحسنت الظن بربي عليها داوموا.. واعلموا أن أبناءكم على الطريق الصحيح ولا تجزعوا لان حريتهم قريبة جداً".