تقرير زيارة أوباما.. غضب الفلسطينيين وكشف حساب المعاناة

الساعة 04:05 م|17 مارس 2013

وكالات

في كل مرة يزور فيها رئيس أمريكي الأراضي الفلسطينية المحتلة تحاول السلطة وحركة فتح تسويقها على أنها البرهم الذي يشفي جراح عقود من الظلم والهوان، غير أن هذه المرة يكشف الأمريكان عن دعمهم المطلق للاحتلال الإسرائيلي من خلال برنامج زيارة أشبه بسياحة وحج لأماكن مقدسة مسقطًا من أجنداته أي ملف سياسي، لتبقى الكلمة للشعب الغاضب على وقع انتهاكات مستمرة وشرعنة أمريكية لها وعجز سلطة لم تعد تملك إلا أجهزة أمنية محددة الوظائف.

وتدعو مجموعات شبابية وفصائل إلى رفض زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة بعد أن أكدت مصادر سياسية رفيعة في البيت الأبيض أنها لا تتجاوز الاستماع والاستمتاع والسياحة، ما يعني أن رصيدًا إضافيًا سيكون لصالح الاحتلال ومباركة للحكومة الإسرائيلية الجديدة. وتقول أغصان البرغوثي من تجمع فلسطين من أجل الكرامة لـ"فلسطين": "أصدرنا بيانا رافضا للزيارة وسننظم يوم الثلاثاء مظاهرة ضد أوباما لأن الأمريكان حلفاء الاحتلال ومعهم رئيسهم، حيث إن كل خطاب له كان يؤكد على دعم الاحتلال من كل النواحي العسكرية والأمنية والسياسية، وكنا دائما طيلة السنوات الماضية نحن الطرف الوحيد الخاسر".

وأضافت أن هذه الزيارة تأتي في إطار الضغط على الفلسطينيين للعودة للمفاوضات والخضوع للإملاءات الأمريكية، موجهة رسالة لقيادة السلطة الفلسطينية "لرفض أي ضغوطات وكذلك رفض استخدام موضوع الأسرى كمبرر للعودة للمفاوضات والعمل على تحرير الأسرى لا أن يكونوا مفتاح المفاوضات".

واعتبرت البرغوثي أن زيارة أوباما تأتي دعمًا للاحتلال بشكل مباشر والأولوية يجب أن تكون لتوحيد البيت الفلسطيني والاهتمام بالأسرى، مشيرة إلى أن الفعاليات مستمرة من مظاهرات واعتصامات من وسط رام الله إلى مقر المقاطعة، كما أن المظاهرة سيكون فيها رفع الأحذية بجانب صور أوباما، متوقعة أن يتم الاعتداء على المسيرة وقمعها من قبل أجهزة أمن السلطة.

وتتابع القول: "السلطة هي شكلية في المنطقة والاحتلال والأمريكان هم الذين يتحكمون فيها والأجهزة الأمنية التي بنيت بإشراف أمريكي من الطبيعي أن تمارس القمع لحماية مصالح أمريكا"، وفق قولها.

سياحة على الجراح


ويعزز الاحتلال من الإجراءات الأمنية في الضفة الغربية والقدس منذ عدة أيام تحضيرا لزيارة الرئيس الأمريكي، حيث تتواصل حملات الاعتقال الواسعة والتي طالت أكثر من 100 مواطن خلال الأيام القليلة الماضية، كما أن تنكيلًا ممنهجًا على الحواجز العسكرية بحق النساء والأطفال والرجال مع استمرار معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها عدد من الأسرى وتوالي سقوط الشهداء والمواجهات واقتحام باحات المسجد الأقصى واستمرار البناء الاستيطاني.

ويحذر مراقبون من أن تلك الانتهاكات التي تتراكم في الضفة الغربية بالتزامن مع زيارة أوباما التي تخدم الاحتلال دوليًا ستدفع المنطقة إلى مرحلة لا يمكن السيطرة فيها على غضب الشعب ومحاولته الخروج من عنق الزجاجة التي كان لعملية التسوية دور كبير في تفتيت والحد من مقاومته.

وكان نشطاء شبابيون علقوا لافتات في شوارع مدينة رام الله باللغة الإنجليزية تحمل عبارة "أيها الرئيس أوباما نحن لا نملك خدمة الجيل الثالث 3G في فلسطين"، وذلك في محاولة للفت نظره إلى معاناة الفلسطينيين في انعدام أبسط الخدمات.

ويقول الناشط ماهر علاونة أحد المشاركين في إعداد تلك اللافتات لـ"فلسطين": "أخذنا زيارة أوباما وسيلة وليست غاية وطرحنا مشكلة موجودة عندنا من أحد خطاباته حيث قال إنه لا يستطيع أن يستغني عن هاتفه النقال الذي يتلقى خدمة الجيل الثالث، ومن هنا نطرح عليه كيف بملايين الفلسطينيين الذي يمنعون من هذا الحق البسيط فما بالك بالحقوق الكبيرة؟

وكنا وجهنا الرسالة باللغة الإنجليزية للأمريكان وليس للساحة الفلسطينية، فكان من زوايا الحملة أننا طلبنا منه أن يأتي إلى اجتماع رام الله قبل ساعتين من الموعد نظرا للأزمة الخانقة على حاجز قلنديا الذي يقيمه الاحتلال بين القدس ورام الله".

ويعرّف علاونة الحملة التي وجهت للمجتمع الدولي والشعب الأمريكي بشكل خاص مبينا بأنه رغم تباين المواقف المحلية بشأن الحملة هي موجهة للمجتمع الدولي ليلتفت لمعاناة المواطنين وعلى مستوى الحق البسيط وهو الحصول على 3G لكي يتم تعريف العالم بأن أبسط الحقوق التي يعتقد المواطن الأمريكي أنها موجودة مع الفلسطينيين، وهي غير متوفرة بفعل الاحتلال، كما أن حقوقا كثيرة للشعب الفلسطيني ضائعة، فالإشارة للموضوع رمزية وليست مادية.

ويتابع:" ليست الفكرة أن نحصل على 3G بل على حقوق الفلسطينيين التي أهدرت منذ سنوات وأن نلفت انتباه العالم لمعاناتنا".