خبر كابوس أمريكي- معاريف

الساعة 09:23 ص|17 مارس 2013

بقلم: حاييم اسا

بينما تتسلى اسرائيل بالسياسة الجديدة المزعومة لديها، فان المحيط الاستراتيجي لاسرائيل يتغير ويهدد وجودها، حين لا يكون في اسرائيل حتى ولا اطلالة في هذا السياق. من ينقذ اسرائيل كل عشرين سنة هي الادارة الامريكية. وهي تأتي مرة اخرى لتنقذها من نفسها، من عماها، من عدم قدرتها على التحرر، من حفلتها المجنونة التي تغرق فيها.

كان يمكن ان نشعر بذلك في مقابلة براك اوباما مع السيدة يونيت ليفي. فقد كان وديا، متصالحا، ولكن الاهم – فقد غير الاتجاه. حيث شرح لاول مرة لماذا لا يمكن للولايات المتحدة أن تحتمل امكانية ايران نووية. والسبب: الفوضى المتعاظمة في الشرق الاوسط. بمعنى ان الخيار العسكري الامريكي كان على الطاولة بشكل بارز وملموس، في ما يشبه الاعلان. ولكن ليس أقل من ذلك، شرح الرئيس بـ "ود" لماذا مهم للولايات المتحدة جدا أن تستقر المنطقة وقبل كل شيء العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين.

هاتان المهمتان ترتبطان الواحدة بالاخرى من حيث المصالح الاستراتيجية الامريكية: كلتاهما يفترض ان توقفا الفوضى من جهة وقيادة هذه الفوضى من قبل دولة اسلامية لديها قدرة نووية. ومعناه احتمال كبير لامكانية فقدان السيطرة وامكانية الرقابة على تسلل قدرات نووية الى محافل الارهاب. كل امكانية كهذه يجب أن يقطعها الامريكيون بالسكين حتى بثمن حرب مضرجة بالدماء. الامر الذي يفسر لماذا يأتي الى هنا بهذه السرعة النسبية بعد يوم من انتخابه وبعد دقيقتين من قيام حكومة جديدة في اسرائيل.

الامريكيون الذي رأوا حتى زمن قريب مضى في اسرائيل وعلاقاتها مع محيطها عاملا مستقرا في المنطقة لم يعودوا يرون ذلك بعد اليوم. والاسوأ من ذلك، ففي نظرهم اسرائيل تصب الزيت على حريق الفوضى الذي ينشب في المنطقة في أنها تجمد المسيرة السياسية. ولهذا فان الامريكيين ملزمون باصلاح امرين: محظور عليهم أن يسمحوا لايران بان تكون نووية ومحظور ان يبقى النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني في مستوى لهيبه الحالي. والامريكيون ملزمون بان يتصدوا لهذين العنصرين، وبسرعة، من أجل أنفسهم، وبهذه المناسبة الاحتفالية من أجل اسرائيل ايضا. ثمة بحر من الاقوال التي تؤيد هذا الاحتفال: "لم يسبق ابدا ان كان  وضعنا الاستراتيجي أفضل في اعقاب الوضع في سوريا" (عاموس يدلين): أحقا، هل هناك حاجة الى قدرة تحليل خاصة لنفهم بان الفوضى نفسها بادارة ايران (نووية) تندفع  الى كل الشرق الاوسط هي التي تعرض اسرائيل للخطر وليس عدد بطاريات الصواريخ التي بقيت لسوريا؟

سوريا تتفكك الى عناصر تحكمها منظمات اسلامية كهذه وتلك. وحتى العنصر الذي تحت سيطرة الاسد هو عنصر ذو صلة يسيطر عليه الايرانيون ويحتمل أن يبقى في منطقة قد تكون اصغر، مع عدد قليل من السكان. لا يهم اذا كان الاسد نفسه سينجو أم لا، فان العنصر الايراني سينجو. حزب الله كجسد سينجو، والفوضى ستتعاظم.

هذه الفوضى ستتسرب الى الاردن، مع عناصر جزئية بسيطرة ايران أو القاعدة. جوقة فوضى في الشرق الاوسط بادارة ايران نووية، هي كابوس بالنسبة للولايات المتحدة.

هذه الفكرة تبدو لي مثل الزيارة نفسها: محاولة لايقاظ الجمهور الاسرائيلي من أبخرة السكرة التي ينغرس فيها، ولكن برقة، بود، خشية أن يفزع ويرد بشكل مختلف عما هو مرغوب في، كعادته في هيكل سخافته.