خبر « سلطان » يُدين الزج بحماس في الصراع المصري

الساعة 05:50 م|15 مارس 2013

وكالات

أكد رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مصر د. صلاح سلطان أن محاولات الزجِّ بحركة المقاومة الإسلامية حماس في أتون الصراع السياسي الدائر حاليًّا في مصر تزييف وكذب مركب.

وقال سلطان في حديث خاص لصحيفة الرسالة الأسبوعية إن الزج باسم حماس فيما يجري بمصر من عنف يكشف فشل الأجهزة والمؤسسات في التوصل للجناة الحقيقيين بالبلاد.

وأضاف: "لم أرَ قومًا يحبون شعب مصر مثل أهلنا في غزة، وقد عشت بينهم قرابة شهر في رمضان ووجدت رئيس الوزراء إسماعيل هنية والحكومة والمجلس التشريعي يقيمون خيمةَ عزاء لإخواننا الذين قُتلوا على الحدود، وهم أيضًا يساعدون مصر في ضبط الأوضاع على الحدود بين القطاع وسيناء".

وأوضح سلطان، أن تجربة حماس في الحكم طوال 6 سنوات أنتجت قوةً هائلةً في مقاومة الحصار والاحتلال "الاسرائيلي"، وخلال الحصار زرعوا مليونَ نخلة ومليونَ شجرة زيتون، ووصلوا لاكتفاء ذاتي في الخضراوات والموالح واللحوم البيضاء وقضوا على الأمية بمشاريعهم التعليمية الناجحة.

الجاني والضحية

وعبَّر سلطان عن أسفه لاستمرار الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني، خاصة بين حركتي فتح وحماس.

وقال إن البعض يتعامل مع هذا الملف بشكل سطحي عبر المساواة بين الجاني والضحية، "فنظام رام الله هو الذي اغتصب السلطة ونفذ عمليات اغتيال وقتل وانقلاب على السلطة الشرعية المنتخبة وسط دعم من المجتمع الدولي الذي تسبب في قلب الحقائق".

واتهم سلطان "قوى المصالح الدولية بتبني سياسة رديئة لن تدعم مشروعًا مقاوِمًا وإنَّما تتفق مع مشروع خائن ومهادن تحت مظلة المصالحة الوطنية المنشودة".

وقال: "هناك قاعدة فلسفية تقول إن الضدَّان لا يجتمعان ولا يرتفعان، فعن أي مصالحة يتكلمون إذا أردنا مصالحة".

وطالب بمصالحة الشعب الفلسطيني الذي أجمع على ضرورة المقاومة وأنها لابد أن تكون العنوان الرئيس الذي يجتمع حوله الجميع؛ لأن هذه أرض محتلة ويجب أن ترفع البندقية في وجه المحتل".

وعبر سلطان عن استغرابه من رجل تخلَّى عن مسقط رأسه وتخلى عن واجبه في إشارة لرئيس السلطة محمود عباس. وتساءل: "لماذا يخاف هؤلاء من إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية بشكل آخر".

وطالب بأن يختار الشعب ممثليه في قيادة المنظمة؛ كونها الغطاء الرسمي لكل الفلسطينيين. وأوضح أن "التوجه للشعب هو الحل، وأنه هو الذي سيخلع الذين يبيعون الوطن ولهم علاقات متشابكة مع الاحتلال".

وبشأن تسريع وتيرة التهويد بالقدس، أكد سلطان أن "المؤامرة مستمرة، والاحتلال "الاسرائيلي" يواصل مسيرة الحماقات دون أن يدرك متغيرات الواقع".

وحول قضية الأسرى الفلسطينيين, أكد "سلطان" أن الإضراب عن الطعام من منطلق كونه وسيلة للمقاومة بالبطون الخاوية يُعَدُّ مقاومة باسلة ومؤثرة وتلطِّخ وجه الاحتلال وتُسمع العالم كله صرخةً هؤلاء الذين سُجنوا لفترات طويلة ولم يسمع بهم أحد.

وحمّل سلطان علماء الأمة الجزءَ الأكبر مما تتعرَّض له فلسطين من تدنيس وتشويه وتغيير ديموغرافي، فضلًا عن عمليات القتل وسفك الدماء. وقال: "يجب أن يقوم العلماء بدورهم الحقيقي في توضيح ما يحدث وحشد الشباب في مشروع جهادي ضد الاحتلال".

تغيير ضروري

وقلل سلطان من انقسام علماء الأمة حول الموقف الشرعي من زيارة القدس وهى تحت الاحتلال، وأشار إلى أنه عندما ذهب الشيخ على جمعة، مفتى مصر السابق دخل من باب المغاربة الذي يسيطر عليه الاحتلال منذ عام 1967 ولم يدخل من الأبواب الأخرى التي يسيطر عليها المرابطون في القدس.

ولفت إلى أن حراساته كانت من الشرطة "الاسرائيلية" وليس من إخوانه من المسلمين، وهذا أكبر دليل على أنه لا يمكن أن يقبل عالِم أن يسوِّغ لنفسه أو لغيره أن يذهب بهذه الطريقة المذلة.

وأوضح أن الزيارة أيضا تعطي شرعيةً لـ"إسرائيل"، كوْنَ مَنْ يذهبون يحصلون على تأشيرة "إسرائيلية" ويكونون تحت حماية الاحتلال, وأشار إلى أن التوجه للمدينة المقدسة يجب أن يكون للتحرير.

وأرجع تواضع رد الفعل الشعبي في مواجهة اقتحام مجندين "إسرائيليين" مصاطب العلم بالأقصى وتدنيس المصحف الشريف إلى "ثقافة الاستسلام التي ضربتِ الأمتين العربية والإسلامية طوال العقود الماضية", مشيرًا إلى أنه لابد من إعادة النظر في هذا الانحراف الفكري وتزييف وتخدير وتسطيح الوعي العربي الإسلامي بشأن القضية الفلسطينية.

مخطط دولي

وحذَّر سلطان من مخططٍ يستهدف إشغال الدول العربية في مشكلاتها الداخلية ويُبعدها عن القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية لكلِّ العرب والمسلمين. وقال: "أنا على يقين بأن كثيرًا من الاضطرابات الموجودة بشكل متشابه في دول الربيع العربي صناعة صهيو-أمريكية قبل أن تكون خلافات شعبية أو اضطرابات داخلية".

وأكد أن هناك جهاتٍ تحاول تفتيت طاقات العرب؛ حتى لا تتوحد هذه الطاقات في مواجهة "إسرائيل" والدول الظالمة، وهو ما فعلته أمريكا لإنهاك إيران والعراق في حرب الخليج، ثم توريط العراق في مغامرة عسكرية بغزو الكويت حتى لا يكون هناك جيش عراقي قوي يهدد أمن "إسرائيل".