خبر توفير جو صحي للطفل يضمن له مستقبلًا دراسيًّا ناجحًا

الساعة 05:24 م|15 مارس 2013

وكالات

حلمنا جميعًا أن نرى أطفالنا ناجحين، وخاصة في دراستهم، ولكي نستطيع تحقيق ذلك يجب أن ندرك أنهم لو أحبوا ما يفعلونه فإنهم سينجحون، مع ضرورة أن يكون الأهل متفهمين ومدركين لقدرات أبنائهم، ونقاط ضعفهم وكيفية معالجتها.

"فلسطين" تابعت حلقة من برنامج "جنتي" بعنوان: "كيف نعلم أبناءنا؟" يتحدث فيها أستاذ طب الأطفال وصحة الطفل د.خالد المنباوى عن الوسائل اللازمة لترغيب الطفل في الدراسة، والتفاصيل تتبع:

التعلم مهارة وإبداع


المنباوي بين أن التعلم هو عملية بناء شخصية قادرة على أن تتعلم، فالتعلم هو أصل التعليم، وهو فرعٌ منه، وهو يعني اكتساب الطفل مهارات إبداعية تمكنه من تعديل سلوكه ومساره الحياتي، ويعتمد على ثلاثة محاور أساسية هي: الإبداع والمهارة والخبرات التعليمية، فهو عبارة عن اكتساب أي معلومة أو موقف أو خبرة تعرض للطفل ويخزنها في داخله، ويخرجها عند اللزوم.

أما التعليم _وفقًا لما ذكر المنباوي_ فما هو إلا تنفيذ برامج لمنهج معين، أو علمٍ ما أبدأ بتعليمه للطفل وتدريبه عليه وأحفظه بعض نقاطه، ثم أجري له اختبارات لهذه البرامج أستحضر خلالها مهارات التحصيل والحفظ الخاصة به، فأهدر خلال ذلك قيمتين مهمتين جدًّا عند الطفل، وهما: الإبداع والمهارة.

وقال: "لو نظرنا إلى الإبداع فإنَّه يعتمد على أن يكون الطفل منتبهًا جدًّا جيد الملاحظة ويخزن ما يراه حوله من مواقف، أما المهارة فأن يكون لدى الطفل مهارة الرسم أو الموسيقا، ما يستدعي أن تكون الأم منتبهة إلى طفلها، وترى ما الذي يحب أن يفعله وتنميه لديه، فلو رأت أن ابنها يحب الرسم يجب أن تحضر له أدوات الرسم، فمرحلة التعلم مهمة جدًّا، وتبدأ من وجود الطفل في وسط أسرته أو في الحضانة إذا كانت الأم عاملة، فيكون دور الأم في المنزل أو المربية في الحضانة تنمية عند المهارات الطفل".

ترغيبه في المدرسة


وأشار المنباوي إلى أن الاهتمام بمرحلة التعلم ضروري حتى يمضي الطفل في مسيرته الدراسية بشكلٍ طبيعي فيما بعد، الأمر الذي يستلزم أن نحبب إلى الطفل أولًا المدرسة ثم الدراسة، والمرحلة الأولى تأتي بتحبيب المدرسة إليه، فبعض الأطفال يكونون ملتصقين كثيرًا بأسرهم وبيوتهم فيجدون أنَّ الذهاب إلى المدرسة أمرٌ فظيع؛ فيجب تهيئة الطفل نفسيًّا لهذا الأمر، وليس هناك مانع من أن ترافق الأم ابنها في أول يوم أو يومين للمدرسة، وتمكث معه نصف ساعة حتى يتأقلم مع أقرانه، ثم يجب أن نلحق أطفالنا بالمدرسة التي يكون أغلب طلابها من مجتمعنا الثقافي والاقتصادي.

وأضاف: "هذه النقطة مهمة جدًّا؛ لأن اختلاف المستوى الحياتي اليومي قد يؤدي إلى مشاكل نفسية لدى الأطفال، ثمَّ لكي نحبب إلى أطفالنا الدراسة يجب أن يكون للطفل قدوة يحبها، سواء كانت الأب أم الأم أم أحد الأقارب أم شخصية مشهورة يكون مرتبطًا بها، فنقنعه أنه لكي يكون مثل هذا الشخص؛ يجب أن يكون ناجحًا في المدرسة؛ لكي يلتحق بالكلية التي تؤهله ليكون مثله، ثم نبتعد عن مقارنته بالآخرين، سواء كانوا أشقاءه أم جيرانه بصورة سلبية"، مشيرًا إلى أهمية المكافأة والتشجيع بعد كل تقدم يحققه، حتى لو لم يصل للدرجة التي نريدها.

وأكدَّ أن الطفل في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية بحاجة إلى أن يجلس الأم والأب معه لتدريسه ساعتين أو ثلاثة يوميًّا؛ لأنه بحاجة لمن يعلمه، ثم بعدها نتركه يدرس وحده من الألف للياء، ونتابعه من بعيد ونشرح له فقط الأشياء التي لم يفهمها.

ونوه إلى أنه إذا كان الطفل يعاني من تعثر دراسي (ويندرج تحته الطفل الذي حدث له تغير مفاجئ في مستواه الدراسي)؛ فلابدَّ من علاجه بالتغذية السليمة، والخروج إلى الهواء الطلق، وإمداد العقل بالسكر(الطاقة) بتناول الفواكه، خاصة ذات اللون الأحمر والموز، والبروتينات كاللحوم الحمراء والأسماك والمكسرات والألبان الكاملة الدسم، والخضراوات الورقية والجزر والحمضيات.

وبين أنَّ المشاكل الأسرية _وخاصة انفصال الوالدين_ قد تكون سببًا رئيسًا في التعثر الدراسي، لذلك يجب أن يدرك الوالدان المنفصلان أن مصلحة الطفل يجب أن تكون مقدمة على بقية الأمور، ويجب أن يكون بينهما حوار حول السبيل الأفضل لتربية طفل ناجح دراسيًّا.

علاج عدم التركيز


وأشار المنباوي إلى أن عدم التركيز يحتاج إلى تغذية سليمة، مع الحرص على خلو الجو من مشاكل الأسرة، والتحقق من أن الطفل لا يعاني من مشاكل في البصر أو السمع أو الإدراك، فيجب أن نميز هل مشكلة الطفل في المدخلات أو التكامل الداخلي (تنظيم المعلومات وتسلسلها) أو التخزين أو الإخراج (عدم القدرة على إخراج المعلومات في الاختبارات)، فلو ابني يعاني من إحدى هذه النقاط فسيعاني من صعوبة في التعلم؛ فيجب أن يخضع الطفل لاختبار الذكاء، ومن خلال درجته سأكتشف نقاط ضعفه.

وأضاف: "فإذا كان الطفل لا يعاني من أي من النقاط السابقة، لكنه لا يركز في الدراسة، وكثير الحركة؛ فقد يكون يعاني من فرط النشاط أو الحركة؛ فيكون لا ينتبه إلى كلامك، مع أنه ذكي جدًّا؛ فلا يفهم ما تريدينه، فيجب أن تعرف هل يعاني من زيادة الحركة، فالنشاط الزائد له ثلاثة أنواع؛ فقد يصاحبه عدم انتباه أو عنف أو خليط بين الاثنين، أما إذا ما توجهت لطبيب وتبين أنه لا يعاني من نشاط زائد؛ فلتحاول معالجة سلوكه من خلال مبدأ الثواب والعقاب".