خبر هل تشهد (إسرائيل) اندلاع معارك إلكترونية أبريل المقبل؟

الساعة 04:12 م|15 مارس 2013

وكالات - سيد إسماعيل

اليوم يتجدد الحديث عبر صحيفة (معاريف) العبرية عن اعتزام مجموعات من الشبان العرب ممن يمارسون اختراق المواقع الإلكترونية شن هجومات على مواقع إسرائيلية عبرية، ليكون ذلك أشبه بـ"إيقاظ" لذكريات إسرائيلية مرة مع هذا النوع من الهجمات الخطيرة: فقد نجح قبل عدة شهور شاب سعودي باختراق قاعدة بيانات أحد البنوك والحصول على بيانات 13 ألف إسرائيلي، في أقسى ضربة أمنية عرضت لها (إسرائيل)، وعبثًا لم تستطع رغم قدراتها الهائلة الوصول إلى الهوية الحقيقية للفاعل!
سبق هذا الهجوم اختراق لقواعد بيانات شركة (إل.عال) للطيران الإسرائيلية التي منيت بخسارة كبيرة عطلت العديد من مصالحها. وإن صح الخبر الذي نقلته الصحيفة فإن الإسرائيليين يمرون الآن بلحظات حرجة؛ لأن هذا النوع من "المعارك" يتميز بأن "الهاجمين" فيه إن أتقنوا استخدام أدواتهم فقد يكونون في أي مكان بالعالم آمنين ومجهولي الهوية، دون وجود أي خطر عليهم، أو معرفة الجهات التي ينتمون إليها، أيضًا الخسائر التي سببها للإسرائيليين فادحة حتى الآن.

"مقاتلو الجهاد الإلكتروني"!


في بداية حديثه لـ"فلسطين"، يقول الناشط الشبابي خالد صافي الذي يعد أحد أشهر مستخدمي وسائل الاتصال الاجتماعية: "بشكل أو بآخر تغير مفهوم الاختراق الإلكتروني منذ سنوات مضت، من كونه مجرد "تخريب متعمد" إلى "وسيلة للتعبير عن الاحتجاج" لدى عدد من مستخدمي أجهزة الحاسوب في مختلف أنحاء العالم".
بعض ممارسي اختراق المواقع الإلكترونية الإسرائيلية من الشباب العرب يطلقون عليه اسم "الجهاد الإلكتروني"، وذلك لأنهم يعتقدون أن استهداف هذه المواقع إنما يضرب مختلف المصالح الإسرائيلية وبقوة، كما يبين الناشط صافي، قائلًا: "إن هؤلاء الشباب بدءوا يدركون من خلال اختراق المواقع الإسرائيلية الواقع الإسرائيلي اليومي، إذ إن الاعتماد على الحواسيب في تسيير مختلف الأمور: التحكم بإشارات المرور، والإجراءات المالية بالبنوك، وحركات الطائرات عبر شركات الطيران؛ كل ذلك مرتبط مباشرة بـ(الإنترنت)".
ويتابع صافي: "إن الخطير على الإسرائيليين في الاختراق الإلكتروني أنه ينقل المعركة إلى "فضائها الإلكتروني" مباشرة، الذي أصبح ميدان المعركة، إذ إن أي شاب يمتلك قدرات فائقة في مجال الاختراق الإلكتروني يستطيع إحداث أضرار بالغة في المصالح الإسرائيلية حيثما كان، مثلما فعل الشاب السعودي ذو الاسم المستعار (إكس.عمر)".
ويستطرد بالقول: "لكن الخطير في هذه المسألة أن تورط أي شاب لا يحترف الاختراق في هذه اللعبة يعني ببساطة "انتحارًا حقيقيًّا" له؛ لأن الإسرائيليين لن يترددوا عن جعله عبرة لغيره، وبشتى السبل (...)".

"بلا قواعد أو أخلاق"!


"إن صح حديث الجانب الإسرائيلي عن المخترقين العرب؛ فإنني أتوقع أن اختيار السابع من أبريل بحد ذاته لم يكن جزافًا، إذ إن هذا التاريخ يتوافق مع موعد تنشيط مجموعة من فيروسات الكمبيوتر ذاتيًّا، التي ستنشط بمجرد تطابق التاريخ مع ما برمجت له"، المتحدث هذه المرة هو الخبير في برمجيات الحاسوب رئيس شركة التقنيات الحديثة راسم مشتهى.
ويوضح مشتهى وجهة نظره لقراء "فلسطين" بالقول: "هنالك فيروس يعرفه المتعاملون في عالم البرمجيات اسمه (تشيرنوبل) لا يشعر به أي كاشف فيروسات عادة، ولا يفسد أي شيء بجهاز الحاسوب، إلى أن يتطابق التاريخ في جهاز الحاسوب مع برمجته الداخلية، ليستيقظ فجأة ويدمر القرص الصلب بشكل كامل، وبشكل لا يسمح لمالك الجهاز باسترجاع البيانات التي كانت موجودة على ذلك القرص".
بالتالي إن تزامن هذه الهجمات التي تعد لها مجموعات المخترقين العرب ستكون ذات عواقب أكثر خطورة، إن تزامنت هجماتهم الإلكترونية مع استيقاظ عدد كبير من الفيروسات الخطيرة التي ستهاجم بدورها أجهزة الحاسوب في مختلف أنحاء العالم، بحسب وجهة نظر الخبير مشتهى.
ويواصل مشتهى حديثه بالقول: "لقد استطاع شاب واحد هو السعودي "إكس. عمر" اختراق بيانات ثلاثة عشر ألف إسرائيلي من خلال أحد البنوك، كما استطاع شاب آخر من حركة الجهاد الإسلامي الحصول على معلومات عن خمسة آلاف ضابط وجندي إسرائيلي، أرسلت رسائل تهديد لهم خلال الحرب الأخيرة على غزة، فماذا لو تم هذا الاختراق من خلال مجموعات منظمة العمل؟!، سترتفع نتيجة الخطر إلى عشرات الأضعاف؛ ففي عالم الحاسوب يدرك الجميع أن العمل الجماعي أشد خطورة".
لقد أراد الإسرائيليون من خلال هذا الخبر الذي تناقلته وسائل إعلامهم _والكلام لا يزال لمشتهى_ إرسال رسالة واضحة للدول التي سيخرج منها التهديد: أوقفوا الهجمات من قبلكم؛ لأن معرفة المختصين الإسرائيليين بالأمن الإلكتروني المخترقين الإلكترونيين ستؤدي إلى حدوث حرج دولي كبير لتلك الدول، وسيظهرها بمظهر "أوكار للإرهاب الدولي الإلكتروني"، ما قد يعرض مصالحها للخطر مستقبلًا من قبل الإسرائيليين، من باب معاملتها بأسلوب "العين بالعين(...)".
ويتابع مشتهى: "الذي يدركه كثير من المبرمجين ولكن لا يدرون كيفية القيام به هو إمكانية اختراق أحد الحواسيب الإسرائيلية إلكترونيًّا، ثم من خلاله اختراق أجهزة الحاسوب الخاصة ببنك (هبوعليم) الإسرائيلي مثلًا، في حين قد يعتقل الإسرائيليون صاحب الحاسوب الذي يتم منه الاختراق وهو لا يعرف شيئًا عما حدث!، والخطورة أيضًا أنه بإمكان من يمارس الاختراق الإلكتروني اختراق العديد من المواقع الإلكترونية من جهاز حاسوب واحد!".
ويتمم بالقول: "إن هذا النوع من الحروب خطير جدًّا، إذ إنه يتم دون الالتزام بأي قواعد أو حدود أو أخلاقيات، ومجاله مفتوح لكل من يتقن استخدام أدواته جيدًا، وقد تجد من بين هؤلاء أطفالًا في الرابعة عشرة لديهم قدرات عجيبة في هذا المجال!، والمؤكد أنه في حال شن حرب إلكترونية منظمة ضد الأهداف الإلكترونية الإسرائيلية ستكون خسائر الإسرائيليين كبيرة بالفعل".